رواية ملاك في الجحيم – بقلم ياسمين علام
الفصل التاسع
…… وقف طارق وعيناه تنقلب إلى اللون الأبيض!
أصابت رحمه خضة كبيرة لما حدث، فذهبت تجاه طارق، فقام بدفعها ناحية الجدار…
أخذت تبكي بكاءاً شديداً، ووقفت ملتصقة بالجدار وهي تنتفض من خوفها، من ذلك المنظر الذي رأته.
انصرف طارق إلى الخارج، وأغلق الباب خلفه.
جلست رحمه مكانها، وضمت ركبتيها إلى صدرها، ودفنت رأسها بين ركبتيها، وأخذت تبكي من هول ذلك المشهد.
وما هي إلا دقائق .. حتى تم فتح الباب، ودخل طارق وارتمى على الأرض، ومعه عصاه، وأخذ يردد…
طارق: شوفتها.
ثم سقط على الأرض وبجانبه تلك العصا.
أخذت رحمه تتراجع، وهي جالسة على الأرض، حتى ابتعدت عن طارق أكثر وأكثر .. ولكنها كانت تنظر إليه وهى تبكي بكاءاً شديداً إلى أن غلبها النوم.
في الصباح الباكر .. سمعت صوت يناديها .. فتحت عيناها فوجدت طارق يقف أمامها.
انتفضت من مكانها .. وجرت سريعاً بعيداً عن طارق الذي اندهش مما أصابها…
طارق: مالك يا رحمه؟! فيه إيه؟!
رحمه وهي تبكي: إبعد عني .. ملكشي دعوة بيا.
طارق: فيه إيه يا رحمه؟!
اقترب منها طارق .. فالتصقت بالجدار أكثر وأكثر .. وأخذت تبكي بشدة.
طارق: انتي إيه اللي نيمك على الأرض بالمنظر ده؟!
رحمه: انت.
طارق بدهشة: انا؟!
رحمه: اه طبعا .. انت قومت من جانبي وزقيتني جامد .. ومشيت برة وشكلك اتغير .. ودخلت تاني ووقعت على الأرض .. وكان معاك عصاية.
طارق: انا وقعت على الأرض؟! إذا كان انا صاحي ولقيت نفسي على السرير.
رحمه وهي تبكي: والله شوفتك واقع على الأرض .. فخوفت من منظرك فنمت مكاني.
طارق: يا بنتي انتي كنتي بتحلمي، طب دوري كدة على العصاية اللي انتي بتقولي عليها .. ثانياً انا صحيت لقيت نفسي على السرير .. وثالثاً انا مش فاكر حاجة من اللي انتي قولتيه ده .. انا آخر حاجة فاكرها كنا قاعدين مع بعض، وانا نمت وصحيت لقيتك ناميه على الأرض.
رحمه تحاول أن تقتنع أن ما يحدث لها خيال…
جذبها طارق إلى حضنه .. وأخذ يطبطب عليها حتى شعر بهدوئها…
طارق : إوعي تخافي مني يا رحمه .. أنا هحميكي بعد ربنا .. وده حلم .. متخافيش تاني مني .. فاهمة؟
رحمه وهي مازالت متشبثة بطارق: والله ده حقيقه مش خيال .. وانت شكلك كان يخوف يا طارق.
طارق: هشششش .. أكيد ده حلم .. استعيذي بالله يا رحمه .. وإن شاء الله مش هتشوفي الحاجات الوحشة دي تاني.
رحمه: حاضر .. ربنا يخليك ليا يا طارق يا رب.
طارق : يلا بينا علشان نخرج نتفسح بقي .. بقالنا يومين متجوزين ومخرجناش.
رحمه: يلا يا حبيبي .. هلبس ونخرج.
منذ أن تزوجا ولم تتحدث معها الخادمة أو السيدة سعاد…
خرجت رحمه مع طارق .. وأخذا يتجولا .. وذهبا إلى والدها .. ثم إلى داده أمينه .. وهي تقنع نفسها أن ما رأته خيال وليس حقيقة.
وعادا سوياً إلى المنزل…
دخل طارق يحمل رحمه ويرفعها بذراعه حتى دخلا من باب المنزل .. فوجدا سعاد في الطابق العلوي تنظر إليهم بشده.
أُحرجت رحمه من ذلك المنظر .. فطلبت من طارق أن يقوم بتنزيلها.
رحمه: شوفت بقه اهى ماما شافتنا.
طارق: مش هنزلك يا رحمه إلا جوة الأوضة .. عندك مانع؟
ظلت رحمه تنظر إلى السيدة .. فشعرت بنظرات جديدة لم تعتادها من تلك السيدة .. أهى نظرات غضب؟ أم نظرات ضيق؟ أم نظرات استنكار؟ .. لا تعلم.
ظلت سعاد تنظر إليهم بتلك النظرة .. حتى اختفت رحمه داخل الحجرة.
رحمه: هو الدور التاني فيه إيه؟
طارق: بتسألي ليه؟
رحمه: مجرد سؤال.
طارق: والله مش عارف .. حاسس إن ماما مخبيه حاجة .. ومش عايزاني اشوفها خالص.
رحمه: متعرفشي إيه الحاجة دي؟
طارق: لا معرفهاش.
رحمه: ممممممممم
طارق: احنا هنقضيها كلام؟
جذب طارق رحمه إلى حضنه .. وناما سوياً.
استيقظ طارق .. وذهب إلى عمله .. بينما استيقظت رحمه وكعادتها ذهبت لتسقي الورود الموجودة بالمنزل .. ثم ستنطلق إلى منزل والدها لتعتني بالورود.
انتهت رحمه من الورود .. وانطلقت إلى منزل والدها.
بعد الانتهاء انطلقت إلى منزلها مرة أخري .. ولكنها تفاجأت بالخادمه تقف على باب المنزل…
رحمه لم تنظر إليها خشيت أن ترى ذلك الوجه الذي يخلو من التعبيرات .. فقررت أن تتفادي التعامل معها .. إلى أن سمعت صوت…
الخادمه: الست سعاد بتقولك متروحيش برة البيت تاني حتى لو لبيت والدك إلا بإذنها.
رحمه بصدمه: إيه؟!
الخادمه: اللي انتي سمعتيه.
رحمه تقترب من السلم لتصعد لها
الخادمه: استني هنا انتي رايحه فين؟
رحمه: طالعه فوق اتكلم مع طنط سعاد.
الخادمه: مفيش طلوع فوق .. واستنيها هى هتنزل كمان عشر دقايق.
رحمه وهي تكاد تنفجر من الغيظ: حاضر.
الخادمه: الست سعاد بتقولك كل واحد هياكل في الطابق المخصص له .. بس تحضير الأكل هيكون في الطابق الأول في المطبخ.
رحمه: طيب.
الخادمه: ياريت تبقي تحضري الأكل وتدخلي أوضتك ومتطلعيش بعد كدة.
رحمه: طيب .. فيه حاجة تانية؟
الخادمه: لأ.
رحمه وهي تشعر بالغضب: انا هروح أحضر الأكل لطارق .. عن إذنك.
دخلت رحمه إلى المطبخ لتعد طعام الغداء لزوجها .. ودخلت الخادمه لتعد طعام الغداء للسيدة سعاد.
وبعد ما يقرب من العشر دقائق .. دخلت سعاد إلى المطبخ.
سعاد: رتيبه .. اطلعي برة دلوقتي.
اندهشت رحمه .. فهى لأول مرة تعرف اسم الخادمه.
سعاد: بصي يا رحمه .. أنا هنا ست البيت وكلامي يتنفذ .. أولاً متروحيش لبيت باباكي إلا لما تستأذنيني، حتي لو هتسقي الورد اللي هناك .. ثانياً متحاوليش تسألي علي الطابق التاني، ومتخرجيش من أوضتك من بعد الساعه 6 بالليل .. ياريت تكوني فاهمه كلامي، علشان منتعبش مع بعض .. ولو فكرتي تروحي تشتكي لطارق، أكيد هينصف أمه لأن أنا أمه بردو.
رحمه تشعر بالدهشة من كلام تلك السيده…
سعاد: ها كلامي فهمتيه كويس؟
رحمه وهي تشعر بالصدمه: أيوه.
سعاد: دي آخر مرة هقول فيها حاجة زي دي .. مع السلامه.
أفاقت رحمه من شرودها .. وقررت أن تسمع الكلام .. ولا تخبر والدها أو زوجها .. وقامت بإعداد الطعام .. وذهبت إلى الغرفة .. وأضاءت التلفاز .. وجلست تشاهد التلفاز إلى أن حضر طارق.
طارق: الجميل لسة صاحي؟
رحمه: اه .. مستنياك أكيد.
طارق: اتعشيتي ولا لسة؟
رحمه: انا متغديتش أساساً.
طارق: ليه بس؟
رحمه: لازم استناك يا طارق .. يعني هاكل لوحدي؟ وانت هتاكل لوحدك؟
طارق: يا سلام علي الحنيه.
رحمه: من بعض ما عندنا.
شرع الإثنان في تناول الطعام .. وانتهى الإثنان وجلسا يشاهدا التلفاز .. حتى غلبهما النوم.
استمر الحال على هذا الوضع .. يستيقظ طارق في الصباح للذهاب إلى عمله .. وتستيقظ رحمه لتسقي الورود في منزلها .. وتعد الطعام لزوجها.
إلى أن جاء اليوم الخميس من آخر الشهر…
دخل طارق إلى حجرة رحمه، وبعد ما يقرب من عشر دقائق، تحولت عينه إلى اللون الأبيض .. وتحرك تجاه الباب ..
أخذت رحمه بالصريخ .. ولكنها لم تتحرك ناحيته .. ولكنها أسرعت إلى الحائط لتتمسك به خوفاً من تكرار المشهد ..
خرج طارق .. وظلت رحمه في مكانها تبكي بشدة .. إلى أن دخل طارق، ومعه العصا، وألقى بنفسه على السرير وبجانبه العصا.
قررت رحمه أن تقترب منه فسمعته…
طارق: انا شوفتها شوفتها.
وقعت العصا من يد طارق .. ولكن رحمه لم تلتفتت إليها .. ولكنها نامت على طرف فراشها .. وأخذت تنظر إلى طارق إلى أن غلبها النوم.
في الصباح الباكر .. استيقظت من نومها .. ونظرت بجانبها وجدته على نفس هيئته السابقة .. فتذكرت العصا .. فذهبت لإحضارها ولكنها لم تجدها.
أخذت تتساءل كثيراً…
رحمه لنفسها: جايز طارق عنده انفصام في الشخصيه؟
انا ملاحظتش الانفصام ده قبل ما نتخطب.
إيه الحاله اللي بتجيله دي؟
انا مش فااهمه حاجة.
وبتحصل في أوقات غريبه بصراحه.
ظلت تتحدث لنفسها .. وهي تنظر إلى طارق النائم أمامها .. إلى أن فتح عينيه .. ونظر إليها…
طارق: إيه اللي مصحيكي بدري كدة؟ ده حتي النهاردة الجمعه.
رحمه وهي تنظر إليه: …………….
طارق وهو يجذب رحمه بجانبه: إيه اللي مصحيكي يا حبيبتي؟
رحمه: هو انت مش فاكر انت عملت إيه انبارح؟!
طارق وهو ينظر لها بحب: هو انا عملت حاجة؟!
رحمه: لا خالص يا حبيبي .. دا احنا اتفرجنا على التليفزيون ونمنا.
طارق: هصدقك المره دي .. بس شكلك مخبيه عني حاجة.
رحمه: لا خالص.
طارق: يلا قومي عايز افطر.
رحمه: وبتزعق ليه؟
طارق: نفسي أحس إن أنا حمش .. قولت أزعق هههههههههه .. سبكت الدور صح؟
رحمه: ههههههههههههه .. حاضر يا سي طارق .. هحضرلك الفطار.
طارق: بسرعه يا امينه .. قصدي يا رحمه هههههههههه.
تناول الإثنان الفطور .. وانطلقا ليخرجا سوياً.
وعادت الأيام كسابق عهدها.
أخذت رحمه تعتني بالحديقه الخاصه بالمنزل وتزرع الورود في كل مكان.
وأخذت تتجول في الحديقه .. حتي وصلت إلى خلف الفيلا.
ولكن سرعان ما أصابتها الدهشة……
… انتظرونا في الفصل العاشر،،،
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن