رواية ملاك في الجحيم – بقلم ياسمين علام
الفصل الثامن
محمد: ممكن توضيح؟!!!
محمود: إحنا عرفنا ان فيه عربيه انحرفت من على الطريق، واتخبطت في شجرة، وبعد الفحص عرفنا انها لفوزي شاكر، وخلاص مات في الحادثة، بس لقينا ان الفرامل كانت سايبه فيبقى الجريمه بفعل فاعل .. بس للأسف لقينا بصمات غريبه، وجينا نطابقها مع كل اللي في البيت، ملقيناش تطابق خالص مع أي حد، وروحنا عملنا تحقيق في بيت شاكر، واستدعينا مراته والخدامه، وكان معاهم ولد صغير تقريبا ابنه، كان عنده 4 سنين، والبواب والراجل والست الكبيرة، وللأسف موصلناش لحاجة، لأن كله أجمع إنه كان مسافر أساساً، ويادوبك نزل ساعة بس، علشان يطمن عليهم ويرجع تاني، وكمان العربيه اتعطلت على مسافة نتيجة قطع كاوتش العربية، عن طريق مسامير، وده اكتشفناه لما لقينا كاوتش مقطوع ومحطوط في شنطة العربيه، وفيه ناس أكدوا إنهم شافوا العربيه واقفه في المكان ده، ونزل منها فوزي واتجه إلى البيت، بس مشافوش أي حاجة تانية، وغير الكاوتش بتاع العربيه ومشي علي طول، ومراته أكدت ان البواب بعتته يشتري حاجات، وروحنا فعلاً للأماكن اللي اشتري منها، وأكدوا ان هم شافوه، والخدامه كانت في المطبخ طول النهار، وطبعا الراجل الكبير والست الكبيرة في الجنينه، وكنا لسة بنحقق عرفنا ان فيه جريمة قتل تانية حصلت .. مقتل الست والراجل الكبيرة .. روحنا هناك لقيناهم مقتولين بطريقة بشعة جداً .. في المكتب الخاص بالراجل .. وملقيناش البواب ساعتها .. ومحدش كان عارف طريقة ومن البصمات اكتشفنا ان البصمات بتاعة الخدامة زبيدة، وعملنا التحريات علشان نجيبها للأسف اختفت .. ولقينا بعد فترة جثة في الطريق اكتشفنا انها هى .. بس بردو لقينا العربيه مقلوبه بيها، ومفيش بصمات عليها .. واتقفلت القضية على كدة .. وتاني يوم اكتشفنا جثة في الطريق .. بعد التحريات عرفنا انها للبواب .. وفضلنا نعمل تحريات ومش لاقيين أي حاجة .. بس للأسف لحد دلوقتي مش عارفين مين اللي قتل البواب .. وعرفنا ان الست سعاد جابت بواب جديد .. بس اللي خلاني أشك في الموضوع، ان الخدامه كان جسمها ضعيف، إزاي تقتل راجل وست؟! أينعم هم كبار في السن .. بس طبعا مش هتقدر عليهم لوحدها!
محمد: يعني الخدامه هي اللي قتلت؟! .. والست اللي هي زوجه فوزي قعيدة؟!
محمود: تقريبا اه.
محمد: هو انتوووا فتشتوا البيت؟
محمود: لأ.
محمد: ليه
محمود: لأن الجريمه كانت واقعه في المكتب، وكان سلاح الجريمه موجود والشبهات كلها كانت حوالين الخدامه، فعلشان كدة مفتشناش أي حاجه في البيت.
محمد: الحمد لله.
محمود: انت كدة اطمنت ولا ايه؟
محمد: اه .. الف شكر لحضرتك.
محمود: تحت أمرك في أي حاجه.
انصرف محمد من منزل محمود .. وتوجه إلى المنزل.
وجد أمينه ورحمه في الحديقه .. فطلب منهم ان يتناقش معهم في أمر طارق.
بالفعل توجهوا إلى غرفه المعيشة .. وأخبرهم بما عرفه من الرائد محمود…
امينه: يعني كدة القاتل كانت الخدامه؟
رحمه: يعني ماما شافت الخدامه وهى بتقتل الراجل والست، علشان كدة كانت خايفه وقالت لحضرتك نبعد عن البيت؟
محمد: مش عارف والله هى شافت ايه .. بس انا إلى حد ما اطمنت .. ولا انتي رأيك إيه يا امينه؟
أمينه: ربنا يقدم اللي فيه الخير يا أستاذ محمد.
رحمه: يعني كدة حضرتك موافق على طارق؟
محمد: انا عايز رأيك انتي.
رحمه: الرأي رأيك طبعا يا بابا…
محمد: هو انا اللي هتجوز يا رحمه؟ .. قولي رأيك.
رحمه وقد احمرت وجنتاها .. وأخفضت رأسها.
محمد: علي خيرة الله .. أبلغ طارق ييجوا نقرا الفاتحه بكرة.
رحمه وهى تشعر بالخجل: عن إذنكوا بقي.
محمد: رأيك انتي إيه يا أمينه؟
أمينه: اللي أنا أطلبه، إني أشوف رحمه سعيده في حياتها، وطارق حاسة انه ابن حلال بالرغم اني مبحبش البيت ده.
محمد: على خيرة الله .. أما أتصل بطارق.
أجرى محمد اتصالاً بطارق…
طارق: أقول لنفسي إن حضرتك وافقت؟
محمد: تعالى يا ابني انت ومامتك بكرة .. علشان نتفق على كل حاجة.
طارق: أنا مش عارف أعمل إيه .. طب انط من التليفون واجي لحضرتك دلوقتي؟
محمد: النهاردة من بكرة قريب يا ابني .. ماتنساش تيجي انت ووالدتك بكرة الساعه 6 وهنستناكوا.
طارق: ربنا يخليك ليا يا عمي يا رب .. دا ماما طلع سرها باتع .. أنا هجري أقولها.
محمد: ربنا يحميكي يا بنتي شكل جوزك مخه لاسع.
طارق: هههههههه.
محمد: مع السلامة يا ابني.
أنهى محمد اتصاله مع طارق .. وتوجه إلى رحمه في غرفتها .. وطرق الباب ودخل إليها…
محمد: أنا قولتلهم ييجوا بكرة.
رحمه: اللي تشوفه يا بابا.
محمد: أخيراً هشوفك عروسة.
رحمه: كان نفسي تكون ماما معانا.
محمد: ماما حاسه بيكي أكيد .. ودلوقتي هى فرحانه لأن انتي فرحانه .. اترحمي عليها يا بنتي.
رحمه: ربنا يرحمها.
محمد: عايزك بكرة وانتي بتشيلي العصير توقعيه علي رجله.
رحمه: ههههههههههههههههههه.
محمد: ايوة كدة اضحكي.
رحمه: ربنا يخليك ليا يا بابا.
محمد: ويخليكي ليا يا حبيبتي يارب .. يلا نامي وارتاحي علشان بكرة عندنا توضيب وتنضيف .. وعندنا عروسه بكرة.
رحمه: حاضر يا بابا.
في اليوم التالي .. بدأ العمل في المنزل على قدم وساق من أجل استقبال طارق ووالدته .. إلى أن جاءت الساعه السادسة .. وجاء طارق مع سعاد .. وجلس الأربعة في غرفه الصالون.
سعاد: احنا جايين نطلب إيد الأمورة رحمه.
محمد: وده شئ يشرفنا يا مدام سعاد.
طارق: أنا بجد فرحان لأن حضرتك وافقت.
محمد: ربنا يقدم اللي فيه الخير .. نيجي بقى للطلبات.
سعاد: اللي عروستنا تؤمر بيه.
محمد: الأمر لله.
سعاد: بصوا .. طارق ورحمه هقيعدوا معانا في البيت .. هنظبط الدور الارضي ليهم .. وانا واخده الدور التاني.
رحمه تتحدث لنفسها: إزاي ست قعيده تاخد الدور التاني .. وانا العروسة اقعد في الدور الأرضي؟!
سعاد: ولا ليكوا رأي تاني؟
محمد: مادام ده نظام البيت، يبقي مفيش اعتراض .. بس بنتي لازم تتجوز بعفش جديد.
سعاد: طبعا .. أوضة النوم هتكون جديدة .. والمطبخ جديد .. والأنتريه جديد .. اللي تؤمر بيه عروستنا .. بس أوضة المكتب، وفيه أوضه تانيه محدش بيقرب منهم أصلاً، وهم في الدور الأرضي، لأن دول بتوع الست والراجل الكبير.
محمد: كدة اتفقنا.
رحمه لنفسها: هي الست دي بتبص لسلسله ماما كتير ليه؟!
سعاد: مسمعناش صوت عروستنا .. ولا هى مكسوفة؟
محمد: عروسة بقى لازم تبقى مكسوفة.
سعاد: متيجي يا أستاذ محمد نقعد برة .. ونسيب العرايس مع بعض.
محمد: يلا بينا.
انصرف محمد وسعاد إلى الخارج .. بينما ظلت رحمه وطارق في غرفة الصالون.
طارق بخجل: ازيك يا آنسه رحمه.
رحمه: …………..
طارق: انا بكلمك يا آنسه رحمه.
رحمه وهي تضغط علي يديها وتنظر في الأرض: الحمد لله.
طارق: انا مش مصدق نفسي .. ان انا وانتي هنتجوز خلاص.
رحمه وهي تنظر إليه: ها………
طارق: بجد انتي مش عارفه أنا عامل إيه أصلاً.
جثى علي ركبتيه امام قدمي رحمه .. ونظر لها…
طارق: ربنا يخليكي ليا يارب يا رحمه .. انا بحبك جداً .. والحمد لله إنك وافقتي عليا، وباباكي وافق عليا .. وان شاء الله هعمل كل اللي في وسعي علشان احققلك كل اللي انتي عايزاه وأحافظ عليكي .. ها مش عايزة تقوليلي حاجة؟
رحمه: …………….
طارق: انا عارف ان انتي مكسوفه ومش هضغط عليكي.
رحمه: ……………
دخل محمد إلى الحجرة…
محمد: ها .. أخباركوا إيه سيبناكوا كتير؟ هههههههههه
طارق: رحمه أكبر هديه ربنا ادهالي .. ربنا يباركلي فيها يارب.
محمد: ها .. اتفقتوا على الخطوبه إمتي؟
طارق: يا عمي ندخل على الفرح على طول .. والشبكة اللي انتوا عايزينها أجيبها يوم الفرح .. والعفش كدة كدة في خلال شهر هيكون جاهز.
محمد: لازم أعرف رأي رحمه.
طارق: رأيك إيه يا آنسه رحمه؟
دخلت سعاد في ذلك الوقت: أكيد موافقه طبعاً.
رحمه لنفسها: هي الست دي مش طايقاني ولا أنا اللي بيتهيقلي؟!
سعاد: سمعينا صوتك يا عروسة.
رحمه: اللي يشوفه بابا.
محمد: علي خيره الله .. الفرح بعد شهر.
طارق: ربنا يخليك يا عمي.
سعاد: ياريت يا استاذ محمد تشرفنا في البيت .. علشان تشوفه بردو .. علشان لو حاجه محتاجه تعديل.
محمد: بإذن ربنا .. قبل ما نيجي هكلم طارق.
انصرف الجميع .. وجلس محمد مع رحمه في غرفه المعيشة.
محمد: شكل طارق دا شاب جدع وهبقي مرتاح وانتي معاه.
رحمه: ……………..
محمد وهو يضع يده علي كتف ابنته: هو لحق سي طارق ياخد عقلك مننا؟
رحمه: لا والله يا بابا.
محمد: ربنا يكملك علي خير يا حبيبتي.
رحمه: أنا هستاذن يا بابا .. عن اذنك طالعه أوضتي.
محمد: اتفضلي يا بنتي .. احنا النهاردة تعبنا.
رحمه وقد صعدت إلى غرفتها وأخذت تفكر وتسأل نفسها كثيراً…
هي ليه الست دي كانت بتبص لسلسله ماما بطريقه غريبه؟
هي الست دي مش طايقاني ولا انا اللي بيتهيقلي؟
انا مش مستريحه للست دي!
أقول لبابا انا مش عايزاه .. لأ لأ .. مش هينفع.
طب أطلب نعيش لوحدنا برة .. لأ لأ .. مش هينفع بردو.
وإزاي أصلاً ست كبيرة تاخد الدور التاني .. وانا اعيش في الدور الأول؟! .. المفروض العكس.
أصلاً إزاي الست دي بتطلع للدور التاني؟ إزاي؟! .. أكيد في مكان تطلع منه.
خلاص بقي هعيش معاهم واحاول اتجنبها.
أما أنام .. أنا تعبانه.
ومر اليوم كما خططت سعاد وابنها .. وكما تمنى محمد وأمينه ورحمه.
في اليوم التالي في حجرة الطعام…
محمد: أنا مش مصدق ان بنتي عروسة.
رحمه وهي تنظر في الطبق الذي أمامها: ……….
امينه: عندنا عروسة وأحلي عروسة.
رحمه: ها ….
محمد: إيه يا بنتي .. مالك؟ مش عجباكي الجوازه ولا إيه .. احنا لسة على البر.
رحمه: لا أبداً يا بابا .. أنا بس بفكر في ماما.
امينه: ألف رحمه ونور عليها .. أكيد فرحانه دلوقتي .. علشان بنتها بقت عروسة زي القمر.
رحمه: ربنا يخليكي ليا يا داده.
محمد: خدوا في الاعتبار انكوا هتنزلوا تشتروا لوازم الفرح والهدوم بتاعة الفرح.
رحمه: حاضر يا بابا.
امينه: طبعا رحمه بنتي ولازم تدخل بيتها وهي أحلى عروسة ولبسها أحلى لبس.
رحمه: ربنا يخليكي ليا يا داده.
انصرف محمد إلى مكتبه .. وخرجت رحمه إلى الحديقه الخاصه بالمنزل .. وكالعادة تسقي الورد الخاص بها.
أخذت تتحرك يمينا ويساراً .. إلى أن سمعت صوت…
طارق: القمر بيطلع الصبح؟
رحمه وهي تلتفت إلى مصدر الصوت وتبتسم: إيه اللي جابك هنا؟
طارق: جاي اشوف مراتي هنا ولا مش هنا .. انتي يا آنسة شوفتي مراتي؟
رحمه: مراتك؟ .. لسة مكتبناش الكتاب.
طارق وهو يميل تجاه رحمه ويبتسم: هنكتب الكتاب .. واخطفك جوة العرين بتاعي.
رحمه: يالا امشي من هنا.
طارق: في بنت تقول لجوزها امشي؟
رحمه: اه.
طارق: طيب طيب همشي .. بس اعرفي ان دي آخر مرة همشي لوحدي .. المرة الجايه هتمشي معايا.
رحمه وهي تلتفت إلى الزهور وهي مبتسمه: مجنون.
طارق: انا سامعك بتقولي مجنون.
رحمه وقد شعرت بالخجل…
طارق: انا مجنون بحبك يا روحي .. يلا سلام .. علشان شغلي .. سلام سلام.
رحمه: سلام.
ولكن سرعان ما التفت ثانية ويصوت عالي…
طارق: رحمه خالي بالك من الزهور اللي في بيتنا.
التفتت رحمه فابتسمت فقررت ان تنتهي من الاهتمام بالزهور الخاصه بها .. وتذهب لتهتم بالزهور الموجودة في منزل طارق.
دخلت رحمه إلى الحديقه وإلى موضع الزهور الموجودة في بيت طارق…
رأت أن الزهور زابله .. فلا أحد يرويها ولا يهتم بها…
رحمه وهي تحدث نفسها: يا حرام .. إيه اللي حصلك يا وردة؟
محدش بيسقيكي ليه؟
انا جيتلك خلاص وهسقيكي ومش هتخلى عنك تاني.
ومش هسيبك اإا وانتي وردة كبيرة.
ربنا يقدرني واخلي الجنينه دي كلها ورود وأزهار وشجر بدل ما هي شبه بيت الرعب كدة.
أخذت رحمه تهتم بالورود وتسقيها وترعاها فنظرت باتجاه الستائر الشفافه…
فرأت السيدة واقفه في ذلك المكان .. فابتسمت لها ولكنها تفاجأت أن السيدة لم يتغير شكل وجهها من الجمود. فانصرفت بوجهها وخرجت من المنزل واتجهت إلى امينه…
امينه: كنتي فين يا بنتي؟ بصيت عليكي من الشباك ملقتكيش.
رحمه: روحت هناك في الحديقه الخاصة بطارق .. كنت بسقي الورد اللي زرعته من فترة.
امينه: ربنا يكملك بعقلك يا حبيبتي انتي وردة وبتحبي الورد.
رحمه: ربنا يخليكي يا دادة .. بتكسف.
امينه: بصي يا بنتي انا هقولك حاجة…
رحمه: اتفضلي يا داده.
امينه: انا قلبي مقبوض من الست اللي اسمها سعاد دي .. حساها مش كويسة خالص .. كانت بتبصلك وخاصة بتبص للسلسلة بتاعتك بطريقه غريبه خالص .. فبصي يا بنتي حاولي تتجنبيها وحافظي على جوزك وبس .. ومتزعليهاش .. يعني تجنبيها بس متزعليهاش.
رحمه: حاضر يا داده.
رحمه لنفسها: فعلا يا داده .. انا مش مستريحالها .. بس بحب طارق .. ومش عارفه اعمل ايه .. بس مش هتخلى عن طارق.
امينه: احضرلك حاجة تشربيها ولا اجيبلك الجيلي اللي انتي بتحبيه؟
رحمه: شكرا يا داده انا هروح اتفرج علي التليفزيون شوية.
امينه: هههههههه روحي يا حبيبتي.
انصرفت رحمه لمشاهدة التلفاز .. وبعد دقائق حضر محمد .. ودخل إلى غرفة المعيشة.
محمد: داده امينه تعالي لو سمحتي.
امينه: حاضر يا استاذ محمد.
دخلت امينه إلى غرفة المعيشة.
محمد: اقعدي يا امينه.
جلست امنيه على كرسي .. ومحمد على الكنبه بجانب رحمه.
محمد: خدي يا رحمه .. دي فلوس هتشتري بيها هدوم الفرح .. وهتنزلوا بكرة علشان تشتروا الحاجة.
رحمه وهي تقبل والدها: ربنا يخليك ليا يا بابا.
محمد: بالنسبة لداده امينه.
امينه: نعم يا استاذ محمد.
محمد: ايه اللي يرضيكي يا امينه؟
امينه: يرضيني في إيه؟
محمد: بعد جواز رحمه ………….
امينه وهي بدأت تبكي: انا عارفه حضرتك عايز تقول إيه .. أنا أصلاً كنت همشي .. لأن مش هينفع أكون هنا ورحمه اتجوزت.
رحمه: داده .. أنا هاخدك معايا.
امينه: لا يا بنتي .. أنا مش هقبل انك تاخديني معاكي .. انا وصلتك لمرحله تكوني فيها مسئوله عن بيت .. فانتي اللي هتبقي مسئوله .. والبيت مش كبير انتي ناسية ان فيه خدامه تانية؟
رحمه: داده انتي مش خدامه .. انتي امي اللي مولدتنيش.
امينه: ربنا يخليكي يا حبيبتي .. بس انا همشي من هنا بعد جوازك .. ولما تحتاجيني هتلاقيني .. انتي ناسية ان انا بحس بيكي يا بنتي؟
رحمه وبدأت في البكاء: مش هسيبك يا داده.
امينه: هتلاقيني يا بنتي قدامك.
محمد: انتوا خلصتوا كلام.
رحمه: اهئ اهئ اهئ…
محمد: علي فكرة انا اشتريت لداده امينه بيت قريب مننا أصلاً .. وهي مش هتبعد عننا .. لأن داده امينه محتاجة ترتاح .. مش هتفضل تخدمك حتى وانتي في بيتك .. محتاجة ترتاح وتعيش أحسن ما كانت .. أنا قصدي يا داده إيه اللي يرضيكي من الفلوس؟
رحمه: بجد يا بابا داده هتبقي قريبه مننا؟
محمد: طبعا يا بنتي عمري ما هسيب داده امينه تبعد عننا.
رحمه: ربنا يخليك يا بابا.
امينه: مكانشي له داعي يا استاذ محمد.
محمد: ومرتبك شغال كمان ولو احتاجتي حاجة متتردديش.
امينه: ربنا يخليك يا استاذ محمد .. انا مش عارفه اقولك ايه.
محمد: انا اللي مش عارف اقولك ايه .. ربيتي بنتي وواقفه جانبنا .. ربنا يجازيكي خير يارب.
امينه: ربنا يكرمك يا استاذ محمد ……. انا هقوم اجهز الغدا علشان تاكلوا
محمد: انا اتصلت بطارق .. وبلغته ان احنا هنروح النهاردة باليل نشوف الفيلا، ونعرف إيه اللي هتشتروه .. علشان تنزلوا بكرة تجيبوا كل اللي محتاجينه.
رحمه: ربنا يخليك يا بابا.
محمد: هنتغدا ونروح هناك.
رحمه لنفسها: أخيراً هشوف الست اللي بترعبني نظراتها دي .. واشوف البيت من جوه.
تناول محمد ورحمه طعام الغداء .. وانطلقوا إلى فيلا طارق…
فتحت الخادمه لهم الباب…
تفاجأت رحمه بها .. فهى مازالت بذلك الوجه الجامد الذي يخلو من أي ملامح.
دخلت ولكنها تفاجأت من المنزل .. فالمنزل علي أحسن طراز من الزخارف والأشكال والتماثيل الجميله والجدران المزينه .. من يراه من الخارج يعرف أنه سوف يرى منزل من أيام الحرب العالميه الأولي .. ولكن من الداخل يراه على أحسن الصيحات .. فهو منزل متناقض خارجياً وداخلياً.
الخادمه: اتفضلوا .. مدام سعاد دقيقتين وجيالكوا.
دخلت رحمه ومحمد .. وخلفهم الخادمه.
التفتت رحمه إلى الخادمه .. فرأت الخادمه تنظر لها بعينين جامدتين يخلوان من أية مشاعر.
التفتت مرة أخرى .. وابتلعت ريقها .. ودخلت مع والدها إلى حجرة الصالون.
جلس محمد ورحمه .. وما هى إلا دقائق حتي دخلت سعاد.
سعاد: أهلاً وسهلاً بيكوا.
رحمه وهي تقف: ازيك يا طنط.
سعاد: قوليلي يا ماما.
رحمه تنظر إلى والدها…
محمد يقف للتسليم على السيده سعاد: أهلاً وسهلاً بحضرتك مدام سعاد .. بنتي ليها الشرف إن حضرتك والدتها.
جلس محمد ورحمه .. ودخلت الخادمه بالمشروب .. ونظرت إلى رحمه نظرة لم تفهمها .. فشعرت بالاضطراب من نظرات تلك السيدة.
سعاد: تعالوا نشوف بقى أوضه طارق اللي هتكون عش الزوجيه إن شاء الله.
محمد: يلا بينا يا رحمه.
انصرف الجميع إلى حجرة طارق .. وأخذت رحمة تنظر إلى الحجرة، التي تمتاز بالطابع الذكوري، وبها حمام مستقل .. دخل طارق في نفس الوقت .. ودخل إليهم في الحجرة.
طارق: أهلاً أهلاً .. نورتوا أوضتي المتواضعه.
اندهشت رحمه .. فنظرت إليه وهى تبتسم.
محمد: أهلاً يا ابني .. بالراحه علينا .. خضيتنا.
سعاد: دايما طارق بيحب يخضنا كدة.
طارق: معلشي يا جماعه .. بس انا لقيت احتلال في أوضتي.
سعاد: مش هتبقي أوضتك بعد كدة .. انت هتروح تنام في أي حته .. علشان دي هتجهز علشان عروستك.
طارق: خلاص هاجي انام معاكي يا ماما فوق.
سعاد بضيق: لأ .. هتنام في حجرة الصالون.
شعرت رحمه بالدهشة من الغضب الذي اجتاح السيده سعاد، عندما طلب طارق أن ينام في الغرفه العلويه!
وأخذت تتساءل: ماذا تخفي تلك السيدة في الطابق العلوي؟ .. هل هناك ذكريات لها تخشى أن يراها أحد؟ .. أم هناك أمر آخر؟! .. وإن كانت هناك ذكريات .. هل تشارك تلك السيدة الذكريات مع الخادمه، ولا تشاركها مع ابنها؟!
محمد: ايه يا بنتي روحتي فين؟ تعالي نشوف المطبخ وباقي الأوض.
رحمه: يلا يا بابا.
تحرك طارق خلف رحمه .. وهمس بالقرب من أذنها: وحشتيني يا حبيبتي.
تحركت رحمه بسرعه كبيرة حتي التصقت بوالدها.
ابتسم طارق واقترب منها مرة أخرى.
طارق: كلها كام يوم وتبقي هنا يا حبيبتي .. ومش هسيبك تهربي مني.
ابتسمت رحمه وتحركت بنظرها ناحية الأرض.
سعاد: استاذ محمد .. انتوا شوفتوا الطابق اللي عروستنا هتعيش فيه .. شوفوا إيه المطلوب واحنا هننفذ كل اللي هى عايزاه.
محمد: ربنا يكرمك يا مدام سعاد.
طارق: عمي .. ممكن أخرج مع رحمه شوية؟
محمد بحزم: لأ .. لما تجوزوا ابقوا اخرجوا براحتكوا.
طارق: ماشي يا عمي.
بدأت الاستعدادات على قدم وساق في الفيلا الخاصه بطارق .. حتى أتي يوم الزفاف .. كان الزفاف يوم الأربعاء.
كان الزفاف عائلي، بسيط، بحضور محمد وسعاد وامينه والخادمه والبواب .. وانتهي عقد القران.
ودعت امينه رحمه .. واتجهت إلى منزلها الجديد.
ودع محمد رحمه .. وتوجه إلى منزله.
وتوجهت رحمه مع طارق إلى غرفتهم.
طارق: أخيراً بقيتي معايا .. دا انا ريقي نشف علشان اتجوزك.
رحمه: ………………..
طارق: يا بنتي انطقي .. دا انا حاسس ان قربت انسي صوتك.
رحمه: عايز إيه؟
طارق: إيه ده؟ اسكتي اسكتي .. دا السكوت أحسن.
رحمه وهي تبتسم: حاضر.
طارق: بحبك يا مطيع انت.
جثى طارق علي ركبتيه أمام رحمه: انا بحبك قوي يا رحمه .. ربنا يقدرني واسعدك يارب .. واخلي أيامك كلها سعيدة.
رحمه وهي تنظر له: ربنا يقدرني واسعدك يا رب.
بدأت حياه جديدة لرحمه .. يحيط بها طارق .. فهى تشعر معه بالأمان والحنان .. وهو يشعر معها بالحب .. ولا يعلما ما يخفيه القدر لهما .. فالجميع قد حقق مراده من هذا الزواج.
في الصباح .. استيقظت رحمه على حركه خفيفه على وجهها .. فتحت أعينها .. وجدت طارق ينظر لها وعيناه يملأهما الحنان .. ويطبع قبله علي جبينها ويهمس: بحبك يا حبيبتي.
رحمه: بحبك يا حبيبي.
بدأت رحمه حياتها الجديدة .. وفي قلبها حب كبير تحمله لطارق زوجها.
إلى أن جاء الليل…
وهو الخميس الأخير من الشهر…
كانت رحمه مع زوجها في الغرفة المخصصة لهما .. وإذا بها ترى منظر تقشعر له الأبدان……
… انتظرونا في الفصل التاسع،،،
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع