#الطعنـــــــــــــة
#الكاتب / حسام عيسى
#مراجعه_لغويه / مياده عادل مكاوى
#الطعنـــة_الثانية
أعزائي المشاهدين والقارئين،
أهلًا وسهلًا بكم وحلقة جديدة من برنامجكم #الطعنة وضيفكم #حسام_عيسى
أتمنى أن أكون ضيف خفيف عليكم،
سعيد جدًا أن الحلقات السابقة لاقت منكم تفاعل كبير جدًا، حقيقي أبهرني وأسعدني جدًا،
يا ريت لو في أطفال يدخلوا يناموا لأن حلقتنا النهارده +25 مش 18 بس!
زى ما قولتلكم برنامجنا بيكشف السِتار عن المسكوت عنه .. عن ظاهرة انتشرت بشكل كبير في مجتمعاتنا العربية .. وبختص بالعربية لأن الظاهر أنها موجودة في المجتمعات الغربية في جماعات كتير ومن سنوات طويلة ماضية، لكن إنها تصيب مجتمعاتنا العربية صاحبة التقاليد العريقة والأصالة والالتزام؛ فدا شيء غريب جدًا على مجتمعنا!
كان في من المشاهدين اللي اعترضوا على مضمون الحلقات وطلبوا عدم استمرارها؛ بدافع رأي ووجهة نظر أحترمها بشدة وهي عدم الجهر بالمعصية، والتطرق إلى موضوعات قد تثير شهوة المشاهد في أعمار مختلفة، ولكن عفوًا أي معصية نجهر بها؟!
تلك المعصية لم نفعلها نحن ولم نشارك بها.
أولًا السكوت على تلك الأفعال هو المعصية ذاتها، ثانيًا هنا لا أقدم محتوى جنسي بل أقدم ظاهرة انتشرت ويتم السكوت عنها بل وإنكارها من أطراف كثيرة قد يكونوا أهل الفتى أو الفتاة التي وقعت ضحية؛ فاختيارهم للسكوت عندهم أفضل مما يسمونه فضيحة مما يجعل الجاني حُرًا طليقًا يفعل ما يريد وتزيد جرائمه وهو يعرف أن السكوت هو مصير ما يفعله؛لذلك وجب كشف الستار عن تلك الأفعال، وتوعية الأجيال إلى عدم السكوت والرضوخ للجاني الظالم الذي لا يقتل فقط عذريتهم ولكنه يقتل مستقبلهم ومستقبل جيل قادم، وأن تكون عقوبة الجاني قوية، قاسية، قاطعة ورادعة لمن قد تُسول لهم أنفسهم بفعل هذا الأمر.
فى الحلقه السابقة كانت ردود الفعل عن الحلقة رائعة و قوية جدًا أشكر كل من شارك برأيه فيها.
عفوًا أطلت عليكم في المقدمة ولكن كان أمرًا لابد منه، نعود إليكم بعد الفاصل بحلقة جديدة وقضية جديدة ساخنة إلى أبعد حد.
________________________________________
أهلا بكم أعزائي المشاهدين مرة أخرى،
حلقتنا النهارده قوية كما قلت بالسابق،
قضيه تركت أثرًا نفسيًا ومعنويًا كبيرًا ورهيبًا على الضحية، حولت لون الدنيا من حولها إلى لون أسود قاتم بعد أن كانت وردية، ساهمت بل عملت على تدمير ثقتها بالجميع دون استثناء!
ضيفتنا الليله تقص علينا قصتها وطعنتها التي طُعنت بها وأعلم أنها سوف تترك في نفوسكم الكثير بعد انتهاء الحلقة.
-مساء الخير مدام (د).
-مساء النور أ/ حسام.
-عاوز أسأل حضرتك سؤال قدام الجمهور و سألتهولك بينا وبين بعض وعرفت إجابته لكن عاوز الجمهور يسمعها منك على الهواء.
-اتفضل تحتأامرك.
-الأمر لله من قبل ومن بعد … حضرتك ليه جيتي النهارده وصممتي تحكي حكايتك؟
-لأن بمنتهى الصراحة لما اتفرجت على الحلقة الأولى وشوفت إن حضرتك مش بتكشف هوية الضيف ؛ ففرحت جدًا لأني فعلًا عاوزه مساعدة ورأي الناس من غير ما يعرفوا شخصيتي، وفرحت أكتر لما جيت البرنامج وعرفت إنك مش بتكشف حتى هوية الضيف لأقرب المقربين من حضرتك، ولا لطاقم العمل ودا شال من عليا عبء نفسي كبير جدًا بجد بشكرك عليه.
-الشكر لله مدام (د) .. إحنا دلوقتي اللي هنبقى ضيوفك وهنسمع منك قصتك ..اتفضلي.
-انا بنت طلعت في عائلة محترمة وميسورة الحال ، معظم حياتي كنت عايشة في بلد أوربىي، والدي راجل بدأ من الصفر زي ما عرفت من كل اللي حواليا فيما بعد، كان شغال في شركة بره ورجع مصر عشان كان مصمم يتجوز من بنت مصرية من جنسيته وعارفة عادتنا وتقاليدنا، و فعلًا اتجوز أمي وسافر واتولدت هناك ولأنه كان مهتم جدًا بشغله وصل و بقى شريك في الشركة اللي كان شغال فيها ورغم انشغاله بعمله إلا إنه عمره ما نسى بيته وبنته الوحيدة اللي هي أنا.
الحياة كانت جميلة جدًا ورائعة لحد ما خلصت دراستي الجامعية هناك وبتفوق، بعدها بأسبوع توفى والدي وامتلأ البيت بالحزن، وبعد فتره أتى أحد شركائه في الشركة عارضًا شراء نصيب والدي بمبلغ كبير جدًا، وافقنا على الفور نظرًا لأنه لا أنا ولا والدتي نفهم شيء عن أمور عمله.
بعدها سارت الحياة وعملت في واحدة من المستشفيات هناك، وبعد مرور عامين اقترحت والدتي أن نعود إلى الوطن؛ فهناك الأمان وسط الأهل والأقارب فقد حدث أكثر من مشكلة نظرًا لأننا نقيم في فيلا كبيرة نسبيًا بمفردنا ولاقت تلك الفكرة ترحيبًا مني ؛ لأني كنت أرى الود والترحاب في عيون أقاربنا المعدودين وقت زيارتنا لهم كل عدة أعوام، كما كنت مثل كثير من الفتيات المصريات التي ولدن بالخارج أحلم بزوجٍ من بلدي وليس زوج غربي.
لم أكن أعرف وقتها أن ذلك الترحاب والود كان لما نأتى به وليس لنا؛ فما إن عدنا ومرت الأيام وعرفوا أننا سوف نستقر مصر ونملك الكثير من المال إلا وبدأت عروضهم لنا بشقق وفيلات عرفت فيما بعد أنهم يعرضوها علينا بسعرٍ مضاعف يأخذوا منا ما يستطيعون.
حدثت مشكلة تلو الأخرى بيننا وبينهم وفي النهاية ابتعدنا عن الجميع تمامًا واشترينا فيلا في أحد المدن الجديدة ذات الطابع الراقي، وعملت أنا في مستشفى استثمارية كبيرة وشهيرة.
-عفوًا للمقاطعة مدام(د) ولكن هنا يجب أن أوضح فقط للجمهور أن مدام (د) ليست طبيبة ولكنها تعمل في مجال طبي هام جدًا للمرضى والعاملين فيه، بعتذر عن المقاطعة جدًا لكن قد وجُب التوضيح.
-عندك حق ، أنا فعلًا موضحتش، أشكرك.
المهم هنا إن كان شغلي بياخد كل وقتي تقريبًا طول النهار في المستشفى وبرجع بالليل في قمة الإرهاق أقعد شوية مع والدتي وأنام مباشرة.
مع مرور الأيام والشهور بدأت والدتي تشعر بالملل فهي طول اليوم جالسة بمفردها في الفيلا لا تفعل شيئًا سوى قراءة المجلات ومشاهده البرامج التي تبثها القنوات الفضائية، و كثيرًا ما كانت تدخل إلى المطبخ لتساعد الخادمة في إعداد الطعام قتلًا للوقت.
بعد حديث بيني وبينها وجدت أن أفضل حل هو أن نقوم بالاشتراك في إحدى الأندية الراقية وهذا ما حدث، وبدأ الملل يختفي من حياة والدتي تمامًا فهى ليل نهار متواجدة بالنادي خاصة أنها تعرفت على عدد من العضوات هناك في مثل عمرها.
نسيت أن أقول لكم أن والدتي صغيرة السن نسبيًا فهي تزوجت والدي وهي ابنة الثامنة عشر و وقتها كانت في سنوات الأربعين الأولى على قدر كبير من الجمال، ورثته أنا عنها، كما أنه تقدم لها الكثير ولكنها كانت ترفض من أجلي وعندما تحدثت معها في ذلك الموضوع صارحتني أن الجميع لا يخطب ودها وإنما يخطب ود ثروتنا وهي لا تريد أن يشاركني أحد في مال أبي؛ كما أن كل من تقدم لها كان أصغرهم في الستين من عمره!
المهم أن والدتي انخرطت مع صديقاتها الجدد في أنشطة النادي والحفلات وذهب عنها الضجر والملل وهذا أسعدني للغاية، مرت خمسة أعوام كاملة و الحياة تسير بنا على نفس المنوال إلى أن جاء اليوم الموعود.
كنت خلال كل تلك السنوات الماضية لا أحصل على أي إجازات باختياري الشخصي لأتفوق في عملي وهذا ما حدث ونلت الكثير من الشهادات والمكافآت على اجتهادي، بل وحصلت على شهادة الموظفة المثالية في أخر ثلاث أعوام، في تلك الفترة قررت أن أخذ اجازة طويلة أقضيها في الاستمتاع بالحياة فأنا مازلت صغيرة في النصف الثاني من العشرينات، وبالفعل أخذت إجازة لمدة شهر كامل ، وقررت أن أقضيها مع والدتي على شواطيء مدينة ساحلية للاستمتاع والاسترخاء ومرافقة والدتي.
لكن والدتي بعد أسبوع واحد فقط أصرت بشدة أن نعود إلى الفيلا؛ لأنها اشتاقت إلى صديقاتها وأنشطتها معهم ، وإذا كنت لا أود العودة معها فيمكن أن أكمل أنا ما شئت وتعود هي، وعُدت معها بالطبع، وأصبحنا نقضي يوميًا الوقت في النادي، عرفتني على صديقاتها وعلى الأنشطة التي تقوم بها معهم وكانت تجلس معهم أكثر الوقت بينما أنا اخترت الجلوس صباحًا على حمام السباحة وليلًا في أحد أركان النادي الهادئة أقرأ بعض الروايات التي أعشقها وابتعدت عنها لانشغالي بعملي، إلى أن انتهت الإجازة وعدت إلى عملي ثانية.
بعد مرور أسبوع واحد وفي مساء أحد الأيام، عدت من عملي ووجدت والدتي تنتظرني، تحدثت معي أن هناك من يرغب في التقدم لي وأنه شاهدني في النادي وتتبعني كثيرًا وأعجب بي و حدَّث والدتي عن رغبته في الاقتران بي.
أخذت في وصفه لي وحدثتني عن أسرته ومركزه وووووو … لم تكن المرة الأولى منذ عودتي من الخارج التي يرغب فيها شخص الاقتران بي؛ فكما قلت سابقًا أن الله أنعم عليَّ بالجمال ورثته عن والدتي.
ولكن غلبني الفضول بعد حديث والدتي عنه واتفقت معها على أن تتم مقابلة بيننا وحددت أمي يوم إجازتي لتلك المقابلة.
يومها أخذت تساعدني على اختيار ما ارتديه وفي زينتي وتسريحة شعري حتى جاء العريس المحتمل، وأقول لكم بكل صدق منذ أن رأيته وهناك شيء جذبني إليه، شاب في بداية الثلاثينات رياضي الجسد طويل القامة وسيم الملامح، شعر ناعم يميل إلى الإصفرار عيون خضراء، يصرخ بالرجولة.
بعد تلك الليلة تقابلنا كثيرًا وتحدثنا أكثر، وبعد مرور ثلاثة أشهر أعلنت خطوبتنا وبعدها ب ستة أشهر تزوجنا ووافق زوجي على أن يكون مقر إقامتنا في فيلتنا حتى لا أترك والدتي بمفردها وفي الشهر الأول من الزواج تركت والدتي الفيلا لنا وأقامت بفندقٍ قريب، وبعده عادت للإقامة معنا، ومرت الأيام كل يوم أشعر بالسعادة والفرح بزوجٍ ظللت أبحث عنه كثيرًا وفرحة أمي بزواجي ، إلى أن جاء اليوم المشؤوم!
كان قد مر على زواجي شهرين ونصف الشهر تقريبًا وكنت قد عدت إلى عملي بعد مرور شهر العسل، في ذلك اليوم تعبت قليلًا بالمستشفى فقامت طبيبة صديقة لى بالكشف عليَّ وأعلنت لي المفاجأة السارة؛ أنني حامل في شهرين ونصف الشهر أي أن الحمل حدث في ليلة زفافي، كدت أطير سعيدة بذلك الخبر، حتى أنني هرولت مغادرة المستشفى لأخبر أمي وزوجي بالخبر السعيد … لم أفكر بالاتصال بهم وإخبارهم بل كنت أريد أن أرى الفرحة في عيونهم.
وصلت إلى البيت تحملني السعادة على أجنحتها، عدت أبحث عن والدتي بعد أن اتصلت بالنادي وعلمت أنها لم تذهب إليه اليوم .. بحثت عنها في الطابق الأول ولم أجدها؛ صعدت إلى الطابق الثاني بهدوء لأفاجئها كما تعودت أن أفعل فلم أجدها في غرفتها فأمسكت بهاتفي للاتصال بها لعلها ذهبت للنادي بعد اتصالي، ولكن قبل اتصالي بها سمعت صوتًا أتى من غرفتي فتوجهت إليها وفتحت بابها ..ويا ليتني لم أفعل!
وجدت أمامي ما دمرني داخليًا ونفسيًا ودمر كل جزء بي؛ وجدت أمي في أحضان زوجي على فراشي!
وجدت زوجى يعاشر أمي كما يعاشرني.. بل إنني شعرت أنه -لا أعرف كيف أصف ما شعرت به؟!- شعرت أنه معها أكثر مما معي ، والاثنان في عالم آخر حتى أنهما لم يشعرا بي ألا بعد أن سقطت فاقدة الوعي من هول الصدمة!
أفقت في المستشفى ووجدتهم الإثنان إلى جواري وملامح القلق والفزع والخوف على وجه من كانت أمي ووجه من كان زوجي… فوجدت نفسي أصرخ فيهم إلى أن خرجا و أعطاني الطبيب جرعة مهدئة.
مر أسبوع كامل وأنا حبيسة المستشفى لا أريد مغادرته إلى أن استقرت حالتي وعدت إلى المنزل مع تهنئة الجميع لي باحتفاظي بالمولود الذي نجى من أثر الصدمة.
عدت إلى منزلي وهناك حيث غرفتي ، حبست نفسي بداخلها، غير مسموح بدخول سوى مديرة المنزل التي أصبحت تطعمني رُغمًا عني، ولا أحدث أحدًا سواها.
وبعد مرور شهر كامل ..
جاءوا إليَّ الاثنين معًا -والدتي وزوجي- وصمما على الحديث معي، وتضاعفت صدمتي؛ فأمي كانت على علاقة بزوجي من قبل زواجنا، رأت فيه من تبحث عنه ويعطيها من تريده، بل إنها هي من فكرت في فكرة زواجه مني حتى يكون قريبًا منها وتكون قريبة منه بدون إثارة التساؤلات أو القيل والقال حولهما، وأنها لم تستطع الزواج منه لأن أهله سيرفضون بكل تأكيد زواجنا كما كنتِ ستفعلين أنتِ أيضًا لو عرضت عليك زواجي منه، أنا أحبه وهو يحبني والحل الوحيد أن يظل الوضع على ما هو عليه هو زوجك أمام الناس فقط ، كما أنه لن يطلب منك معاشرته أبدًا بعد اليوم!
وأصبح أمامي خيار إما أوافق على تلك المهزلة أو أخرج من البيت ولا أعود إليه مرة أخرى مع نسياني لأي أموال من حقي في إرث أبي فأنا تركت كل شيء لأمى لأنها كانت أماني الوحيد .. وكنت لا أضع أي فرق بيننا؛ فكل شيء كنت أكتبه باسمها تقديرًا لها وعرفانًا مني … وأنا حاليًا أعيش في غرفتي فقط ولا أختلط بهم ، مر على ذلك عام كامل ولا أعرف ماذا أفعل؟!
هل أفضح أمي وإذا فعلت ذلك لأحصل على حقي .. فكيف أعيش بين نظرات الناس؟!
وإن لم أفعل كما هو الحال الآن فإنى أعيش في جحيم يومي لا أعرف كيف أتخلص منه سلوتي الوحيدة ابنتي التي رزقت بها وتشبهنى تمامًا ؟!
على الرغم من محاولاتي الخلاص منها قبل ولادتها ولكنها الآن جنتي الوحيدة.
صدقًا لا أعرف ماذا عليَّ أن أفعل؟!
أعزائي المشاهدين هنا انتهت قصة مدام (د)، قصة من كثير من الأقاصيص المسكوت عنها، والمجنى عليه فيها هو من يتعذب والجاني حر طليق ينعم بلذات جرائمه!
طعنات مسكوت عنها بسيف الحياء والخجل، طعنات نكشفها لكم، ولكي يحدث نوع من الوعي لمن لم يكن يعي.
أترككم الآن في رعاية الله وأمنه ونلتقي في طعنة جديدة من برنامجكم:
#الطعنـــــــــــــــة
منتظر آرائكم في الحلقة وتعليقاتكم.
#حسام_عيسى