صُبح زي العادي شِتْوي..
لون شفق مُـحمَر مايل للبرودة..
نِـسمة بِـتمارس وجودها بْـحِنكة زايدة..
أصلها النسمة اللي ياما اسْتنيناها..
تبدأ الشمس تْـبَاغِتها وتحتويها!!
والدَّفا يمارس حضورُه!!
شيء روتيني وعادي للخلق اللي ماشي..
في الشوارع، واللي قاعدين فوق سطوحهم
واللي تايهين بين حياتهم والمشاغل!
مين يِـركِّز فِـ اللي حاصل..
بين عيون الشمس والنسمة العنيدة؟!
احنا فِـ بلاد اللي موجود فيها تايِه عن وجودُه!
وافتكرتِك..
زي حالًا كُنا بنراقب ونحكي!
زي حالًا كان حقيقة شمسي إنتِ!!
كُنتِ يومها الشمس لو تِـبْرَد كفوفي!
كان نسيمِك لو يِمُر بْـ صحرا تتحوِّل لِـ واحة
كان يا عُمري الورد يضحك..
لو مُجرّد طَلَّة منِّك تبقى وِجْـهتها الجناين!
زي حالًا…
كان كواكب مجموعتنا وكل أقمارهم فِـ كَفِّي!
مش بفكر فيكِ إلا فْـ وقت مَشرِق أو مَغيب!
أو لَوَ الْمَح حاجة طاغي كتير جمالها
هبقى بكدب لو هقولك…
إني طول الوقت -شاغل عقلي صورتِك-
بس هكدب لو هقولك إني عايش بعد غيبتِك!
حتى بهرب من عيون الصبح بدري..
من عيون الشمس لو طيفك عاوِدها!
وانتي مش غايبة بملامحك!!
مِحنتي الدايمة العنيدة السَّرمديَّة..
إن كل وجوه جمال الكون مُلَخَّص فيها رسمِك!
واللي ظاهر مِـ المحاسن والجمال هوا اللي طيفِك!
لو شفق أو كان غروب أو نسمة باردة..
أو نوارِس أو شطوط أو نجمة شاردة..
أو عيون الوِلْد قِبلي..
أو ضفاير بنت بحري..
أو أصالة غرب وتْراثُه اللي شاحب!!
أو طهارة شرق، “وصف الشرق تَاهْ!!”
لسه فاكر لما غِبتي..
كنت كوكب غاب عن الشمس ومدارُه
زي وادي بْـيشكي للغيمَة اصْفرارُه!
فين يا شمس، وأي أُفْق احتال عليكِ؟
كل رايح مني، سِـرُّه الباقي فيكِ!
طعم مُر الدنيا حَصَّـل مُنتهاه!
ياللي مسجونة فْـ براحِك إيه علومِك؟
لسه فاكرة الصُبح والقعدة وْ مَـدَانا؟
يعني مش واحشِك حضوري؟
لما غابوا الكل عنِّك مَافْـتكرتيش حتى صوتي؟
أصْلي ياما وْ ياما غنيتلِكْ قصايد!
كنت أكتر حد عاشق لون عيونِك..
كنت أول حد قال انِّك مدينة!
يآ مدينة..
عرفيهم كل شارع..
كل نقش وكل مخفي لغير عيونك!
كل صورة وكل نص رسالة دايبة!
واسأليهم عم مداري!!
مش باقيلك عندي، غيرِك وانتِ غايبة!