كتبت – دنيا على
فلسفة الحرية من بين الموضوعات التي تجلت بقوة في معظم الأعمال المشاركة في صالون الشباب لهذا العام الذي يختتم الأحد المقبل وبلغ عدد اللوحات المشاركة فيه ما يقرب من 216 عملا؛ وتستعرض “البوابة” منها أبرز الاعمال التي تأملت في معنى الحرية.
جنون الحرية.
تعد مجالات التجهيز في الفراغ والميديا التفاعلية من الأقسام التي نجحت في جذب العشرات من الزوار وجعلهم يتناقشون ويتجادلون حولها؛ إذا ذهبت إلى صالون الشباب فلن تنسى تجربة هامة تخص الفنانة زينب جمال تندرج تحت التجهيز في الفراغ خصصت لها غرفة بالدور الأرضي العمل عنوانه “جنون الحرية” عبارة عن غرفة معتمة تمثل غرفة عمليات ينتشر بها رائحة المطهرات الطبية وبها تمثالان من الشمع يمثلان طبيب وطبيبة يرتديان زي الأطباء في غرفة العمليات ويحملون مشارط في إيديهما يجريان بها عملية جراحية في ظهر طفل ذلك الطفل يخرج من ظهره جناح واحد وعلى “شزلونج” العمليات ملقى جناح آخر؛ يبدو أن هؤلاء الأطباء يحاولون تركيب جناحي حرية قد تم بترهم؛ جراء قمع ما؛ في الغرفة أيضا شاشة يظهر عليها مؤشرات النبض والتصوير الداخلي لجسم الطفل؛ والتي تمثل البعد الزمني الوحيد في ذلك العمل إذ أن المؤشرات تنخفض وترتفع وصوت الدبيب ينتظم في إيقاعه.
أنت حر حتى لو محبوس داخل علبة
الشعور بالحرية والسعي إلى تحقيقها حلم يراود شباب الفنانين في صالونهم السنوي؛ وهذا جاء في تجربة جماعية لـ 3 شباب هم سهيلة عبدالعظيم ونيرة مصطفى وهشام مصطفى كان شعارها “في العلبة هتلاقي علامات هتخلي وجودك ينور الضلمة؛ وهي تجربة ما بين التفاعلية ووالتجهيز في الفراغ عبارة عن صندوق زجاجي أشبه بـ”كبينة التليفون” يدخل الزائر به ويغلق على نفسه الباب فيراه من بالخارج لكن هو لن يرى رفقاءه؛ يسمع أصواتا تعطي له عدة أوامر وتطلب أداء تمثيلي لأشياء مختلفة من بينها الآلة التي يحب العزف عليها وكيف ينفعل وكيف يبتسم وكيف يحزن؛ ويبدأ في أداء الأفعال البسيطة والتي تبدو لرفقائه محاطة بهالة ضوء وسط كتل الظلام التي تنتشر في أرجاء الغرفة.
وتتعدد الأعمال التي عالجت الحرية فمن بينها عمل الفنان أحمد محمود أحمد سليمان الذي تشغله فلسفة الإنسان الحر وحربه في الانفلات من الأنساق الاجتماعية، وذلك في مجال التجهيز في الفراغ؛ كما تجلى ذلك في العمل النحتي للفنانة سيمون مدحت والعمل التصويري للفنانة سيمون مدحت.