لقد استيقظت في الخامسة فجراً كعادتي للذهاب إلى العمل ، عندما خرجت من المنزل ونظرت للسماء شعرت بالرهبة فهي شديدة السواد على غير العادة في هذا الوقت . إنه الثالث من ديسمبر لقد حلّ الشتاء بأمطاره الخفيفة وتلك البرودة المحببة بالنسبة لي إلا أنها قاسية جداً هذا اليوم لا أعلم لماذا شعرت بالقلق ولكني تجاهلت هذا وأكملت طريقي إلى حيث تقف سيارة العمل التي تنقلني وزملائي إلى المنطقة الصناعية التي نعمل بها ، تحركت السيارة و تحدثت قليلاً مع أصدقائي ثم غفا البعض في مقاعدهم والبعض الآخر انشغل بأفكاره،
لم أكن أحب النوم أثناء التنقّل و السفر فأخرجت
رواية (بدونك ) لأبدأ بقراءتها إلى أن نصل , مرّ بعض الوقت وقد انتبهت أن السيارة تسير ببطء فتركت مابيدي ونظرت من النافذة لأتفاجأ بأن الشمس لم تشرق بعد نظرت في هاتفي لأجد أن الساعة السابعة والنصف، ولكن كيف هذا و السماء على غير عادتها إنها مضيئة بشكل خافت وكأن الشمس قد أنهت رحلة غروبها للتو، لقد تفاقم القلق بداخلي، ماذا تفعل بنا ياديسمبر هل تعبث أنت وشتاءك معنا ، قطع توقف السيارة المفاجئ صوت مخاوفي استيقظ الجميع وقبل أن يسأل أحد عما يحدث سمعنا صراخ الناس في الخارج ،إنهم يصرخون بشكل جنوني ويركضون باتجاهنا و كأن وحشاً يطاردهم في الاتجاه الآخر .
غادرنا السيارة جميعاً ووقفنا في وسط الطريق ولسنا وحدنا من فعل هذا لقد توقفت جميع السيارات وخرج الجميع منها ، ماذا يحدث لماذا تصرخون لا أحد يجيب ….. وفجأة ظهر ضباب كثيف في تلك الجهة التي يهربون منها، ماذا يحدث بالله عليكم أجيبوني؟! لا أحد ينصت الكل يحاول الفرار حتى أصدقائي دبّ الخوف في قلوبهم وأنا مازالت واقفة أنظر لما يجري بفزع، الضباب يزداد ،و الناس يركضون، والرعب يرتسم على ملامحهم .
إن الضباب يحطّم السيارات ما إن يصل إليها وكأن هناك وحوشا عملاقة تختبئ بداخله، حاولت أن أحرك قدمي ولكني عاجزة عن الحركة لا أصدق أن الضباب يلتهم الجميع بل يمزّقهم إلى أشلاء.
وفجأة دوى صوت الرعد كانفجار قنبلة اهتزت لها الأرض، واصتبغت السماء باللون الأسود ، فخرجت صرخة من أعماق قلبي وأنا أرى الضباب يحوّل تلك الطفلة الصغيرة التي تحاول العثور على والدتها إلى أشلاء، لم أستطع أن أحتمل أكثر وعجزت قدامي عن الصمود لأرتمي على الأرض لتختلط دموعي بدمائهم التي تسقط من السماء، وأصوات صراخهم تصدح بداخل رأسي وتوسلاتهم تنهش خلايا عقلي، لأسقط فاقدة للوعي، لا أعلم كم مرّ من الوقت وأنا هكذا لكني شعرت بشيء حارق يلامس وجهي، استيقظت على أثره لأجد الشمس قد أشرقت بقوة للحظات ظننت بأنني داخل أحد الكوابيس وسينتهي كما أتمنى، لكني صدمت ولم أستطع النهوض من هول مارأيت لقد أمتلأ الطريق ببقايا أجسادهم الممزّقة، ودمائهم التي أصبحت كسيول أغرقت المكان صرخت كثيراً في محاولة بائسة لطلب المساعدة ،ولكن يبدو أنه قد التهم الجميع تحجّرت الدموع في عيني عندما رأيته يقترب مني هذه المرة…. بل لم أحاول الصراخ وأنا أشعر بذلك الضباب ينهش جسدي بشراسة لأستسلم للموت فربما أنا آخر وجبة لضباب ديسمبر الجائع.
الجمعة, مايو 3, 2024
آخر الاخبار
- سلة زعيم الثغر تواجه الزمالك في قبل نهائي كأس مصر يوم 30 إبريل الجارى
- مجلس الصيد يكرم فريق مواليد ٢٠٠٩ لكرة القدم
- مصيلحى ينظم رحلة للجماهير لاستاد البرج
- رحلة لجماهير الثغر.. لمشاهدة لقاء الاتحاد السكندري و الإسماعيلى بإستاد برج العرب
- سموحة جاهز لمواجهة بلدية المحلة الهداف احمد على امين يبحث عن فرصة للمشاركة
- اطلاق اسم السباح نبيل الشاذلي علي مجمع حمامات السباحة بالنادى الاوليمبى
- فيوتشر يتخطى فاركو بهدفين ويصعد للمركز الثامن
- فوز فريق الاتحاد السكندرى ٢٠٠٧ على الزمالك بالقاهرة ٢-١