المحرر:
على رصيف مقهى الفلاح شهد حى الورديان واحدة من أروع الامسيات الثقافية والفنية بجهد بارز من اللجنة الشعبية لتنميه اسكندرية، ودعم الاخوين عبد العزيز ومعتز الشناوى، عضوا اللجنة الشعبية، وصاحبا فكرة نشر مكتبات افهم فى ربوع الثغر، لاعارة الكتب مجانا.
تعد مكتبة تفهم، التى افتتحتها اللجنة الشعبية فى مقهى الفلاح، خلال الشهر الماضى، هى الثانية لجهود الاخوين الشـناوى، اللذان افتتحا أولى المكتبات فى حى القبارى قبل سنوات، ولما شعرا بحاجة الاحياء المجاورة لمثل هذه المكتبات أخذا على عاتقهما نشر الفكرة، التى لاقت قبولا من صديقهما عماد فتحى، عضو اللجنه الشعبية لتنمية اسكندرية، ومدير مكتبة افهم فرع الورديان، فكان افتتاح المكتبة الثانية على رصيف مقهى الفلاح، ولاقت الفكرة قبولا لدى أهالى الحى، وخاصة الشباب والصبية والاطفال، ما دفع اللجنة الشعبية لتطوير الفكرة عبر تنظيم امسيات ثقافية فنية على رصيف المقهى، وهو ما رحب به عماد فتحى.
ووسط حشد من شيوخ وشباب وأطفال حى الورديان، وحضور جمع من الشخصيات العامة ومثقى الاسكندرية انطلقت الامسية الاولى لمكتبة افهم على أنغام العود والرق، باغنيات تراثية للشيخ سيد درويش والشيخ امام ومقطع من أوبريت الليلة الكبيرة، بصوت المطرب الشاب حسني المعاون، وتفاعل جمهور المقهى مع أغنيات الحلوة دى والتحفجية وشد الحزام وأنا المصرى وأم اسماعيل والمراكبية والسقايين والبوابين، وانتقل المطرب بين اغانى الشيخ سيد درويش والشيخ امام ليتفاعل معه الجمهور على انغام أغنية بقرة حاحا وغيرها من أشعار الفاجومى، أحمد فؤاد نجم، ومنها مصر ياما يابهية
ويعيش أهل بلدى والفول واللحمة والبحر بيضحك ليه واتفرج يا سلام والاولة بلدى ورجعوا التلامذة، ليختتم المعاون فقرته بمقطع من الليلة الكبيرة، التى تفاعل معها المحامى الكبير عبد الرحمن الجوهرى، وغريب الشيخ القيادى اليسارى بمنطقة الدخيلة وصاحب مكتبة ( ع الرصيف ) وحضور كبير من الشباب والاطفال.
وشارك مجموعة من شعراء الاسكندرية فى الاحتفالية باشعارهم؛ ومنهم محمد السيد ومدحت فارق وأحمد عواد، مدير قصر ثقافة القباري، وأكد الاخير دعمه لنشر فكرة مكتبات افهم فى جميع أحياء الثغر ودعمه للأمسيات الثقافية مثمنا الفكرة مرحبا بها لدعم حركة التنوير فى المدينة، فيما شارك المخرج المسرحي السيد عبد المجيد، وفرقة الأطفال باسكتش غنائى عن فلسطين، اضافة الى تقديمه صرخة وطنية شعرية نثرية.
وخلال الحفل عقد معتز الشناوي منسق اللجنة الشعبية لتنمية الاسكندرية، اتفاقا من احد أصحاب المقاهى، الذى حضر الحفل لانشاء مكتبة فى مقهاه بمنطقة الدخلية وتنظيم أمسيات فنية ثقافية وهو ما لاقى قبولا لدى الرجل، وكرم عبد العزيز الشناوي، مدير فرع مكتبة افهم بالقباري، ومنسق الحفل، الطفل محمد نصر شعبان، البالغ من العمر اربعة عشر عاما، لاستعارته 12 كتابا، خلال الشهر الاول من افتتاح المكتبة، باعتباره الاكثر استعارة وقراءة بين ابناء الحى، فيما قدم له الكبير عبد الرحمن الجوهرى، قلمه الخاص هدية وتشجيعا له، ما كان له أثرا كبيرا على أطفال الحى، ومنح “عبد العزيز”، الطفل كتابا ووعده بالحصول على كتابين حال فوزه، خلال الامسية المقبلة بكتابين حال تحقيقه أعلى نسبة فى الاستعارته والقراءة، فيما طالب عدد من الحضور القائمين على الامسية بتنظيم ورش فنيه لتعليمهم العزف على الالات الموسيقية والايقاعية، وهو ما رحب به منسقوا الامسية.
وقال عبد الرحمن الجوهرى، المحامى بالنقض: “نشر الثقافة والفن الراقى مسئولية وطنية واجبة فى إطار معركة الوعى الطويلة التى يتبناها المخلصين، ولمواجهة حالة التردى الذى يعيشه المجتمع فى كافة المناحى، وتحية خالصة لكل المساهمين والمشاركين فى هذا العمل الرائع”.
وقد أشاد الكاتب الصحفي عصام الشرقاوى بالحدث مؤكدا أهمية رفع الوعى الفنى والثقافى لكل المواطنيين، وخاصة أبناء المناطق الشعبية، لما له من أثر كبير فى مواجهة الارهاب، واستئصال شقفته، من تحقيق مصر التى نحلم بها، دولة مدنية ديمقراطية حديثة أساسها المواطنة، ويحكمها القانون والدستور.
وأضافت هناء رضا، أخصائية مكتبة مدرسة الدخيلة. وصاحبة مبادرة القراءة حياة: “شرفت بوجودي معكم في أولي خطوات مكتبة أفهم، متمنية من الله عز وجل أن يحفظ عقولكم الراقية والواعية نحو مجتمع أكثر فهما، و أكثر وعياً.. أعانكم الله”.