كتبت – رجاء عبدالنبي
لم يكن فقدان بصره دافعًا للاستسلام أو الضعف، لكنه كان دافعًا لإشعال الإصرار والعزيمة بداخله، والطموح إلى تحقيق النجاح، والسير في طريق استطاع أن يخوضه بالتحاقه بكلية الهندسة وجامعة المنصورة حتى تخرج من الكلية بتقدير جيد مع مرتبة الشرف، لتبدأ رحلته حول العالمية ويكون أحد أهم عباقرة المعمار، ويحصل على الدكتوراه من جامعة براون شفايج للتكنولوجيا.
مينا ميشيل، المدرس المساعد بقسم العمارة بكلية الهندسة، والذي فقده بصره لتشتعل بصيرته ويتمكن من الحصول على الدكتوره عن رسالة تحت عنوان “ديناميكية الاتزان فى مباراة التنمية عبر حوض النيل “والتي تناولت تطور التنمية العمرانية عبر حوض النيل على مدار المائة و50 عاما الماضية.
استطاع ميشيل اجتياز دراسته خلال فترة المنحة المقدمة من الهيئة الألمانية للتبادل العلمى DAAD بمدينة بون بألمانيا عن طريق مشروع مركز التميز لدراسات إدارة المياة المستدامة، ويشارك بالمشروع 35 جامعة حول العالم ويقوم حاليا بنشر البحث دوليا واستكمال الأبحاث التى شارك بها بجامعة براون شفايج للتكنولوجيا.
انظر إلى عين من يتكلم وارسم صورته فى خيالي.. كانت كلمات الدكتور مينا ميشيل حول أسباب نجاحة وتغلبة على فقدانه للبصر ليؤكد أنه لا يرى نعمة ولا يقيده الظلام لكنه منح لخياله العنان.
يقول مينا تخرجت من قسم العمارة بكلية الهندسة جامعة المنصورة بتقدير جيد جدا مع مرتبة الشرف وكنت الأول على دفعتي حتى تم تعييني كمعيداً بالقسم وخلال الفترة من 2008 إلى 2013 حصلت على درجة الماجستير وتمت ترقيتى لدرجة مدرس مساعد.
واضاف “مينا” والذي لقب بعبقري المعمار، استطعت تطوّير تقنيات الرسم الخاصة بي وتطوير أيضاً أسلوب تدريسه للطلاب في المحاضرات والسكاشن العملية رغم ضعف بصري الحاد.
وأكد العبقري أنه تمكن اثناء دراسة الماجستير في استخدام أدوات المحاكاة للوصول إلى مبانٍ ذات أعلى كفاءة في استهلاك الطاقة والحفاظ على البيئة.
وأضاف ميشيل ان ضعف البصر الحاد الذى أصيب به لم يكن مانعا أو حاجزا على تفوقه ونبوغه فى مجال العمارة والتدريس والحصول على منحة دولية بألمانيا.
وكان رئيس جامعة المنصورة الدكتور محمد القناوي، قد قام اليوم بتكريم الدكتور مينا ميشيل لتفوقه العلمى وتغلبه على ضعف بصره الحاد وتفوقه فى اتمام المنحة الدراسية للحصول على رسالة الدكتوراه.
وقال رئيس الجامعة، إن تكريم الدكتور مينا ميشيل هو مثال للتحدى فقد حقق النجاح رغم كل التحديات والصعاب التى واجهها فهو من ذوى القدرات خاصة قاهر المستحيل رغم فقدانه حاسة الابصار إلا أنها لم تمنعه من التفوق بل تمكن من النبوغ في الدراسات التى أجراها فى ألمانيا لتفخر به الجامعة كأحد ابنائها المتميزين فى الداخل والخارج.
وأعلن رئيس الجامعة خلال اللقاء عن ضم الدكتور مينا ميشيل إلى أعضاء مجلس معاونى رئيس الجامعة من الهيئة المعاونة ويمثل كلية الهندسة فى المجلس كما يمثل ذوى القدرات الخاصة بالجامعة نظرا لتميزه وتفوقه الملحوظ.
يذكر أن ميشيل قد حصل على العديد من المنح التنافسية قصيرة الأجل كان أهمها التدرب لمدة ثلاثة أشهر في ألمانيا ولفترة مماثلة في الولايات المتحدة على استخدام تلك التكنولوجيا وقام بنشر عدة أوراق بحثية في أهم المؤتمرات العلمية في تخصص كفاءة استهلاك الطاقة في المباني وتم اختياره لتمثيل طلاب الدكتوراه في المشروع البحثي خلال المؤتمر الختامي للمرحلة الأولى والذي حضرته وزيرة البيئة الألمانية ومديرة الهيئة الألمانية للتبادل العلمي.
نقلاً عن البوابة نيوز