الحادي والعشرين من آذار/مارس 1980 ، إحدى شواطئ بورتو أليغرى فى البرازيل ؛ صوت عال بعض الشئ ، مداه ليس بالبعيد ، شاب يبعد قليلا لم تتضح معالمه بعد ، جوو موريرا عامل لحام للسفن آنذاك ، هو الصوت البعيد الذى لازال يردده الشاب الذى اتضحت معالمه بعض الشئ ، الفرح قد رسم على وجهه ،يبدو ان خبرا سعيدا فى جعبته قد يخبره لجوو ،اخبره مسرعا ان ميألينا قد ذهبت لإحدى مستشفيات الحى لتضع طفلها الجديد ، ميألينا تعمل فى إحدى محلات التجميل كتاجرة ،فى الوقت ذاته كانت تقضى الأوقات المتبقية من النهار كممرضة فى إحدى المستشفيات ؛ موريرا وقتها كان يعمل على تلك السفينة التى اسموها حينها ” ناقلة أحلام الفقراء ” ؛ مسرعا قرر الذهاب ، متأخرا كان الوصول ، الأم قد وضعت طفلها .
موريرا اسماه رونالدو ، رونالدو دى أسيس موريرا ؛
روبيرتو أسيس الأخ الاكبر لرونالدو ” لاعب كرة قدم محترف ” وبعيدا عن عمل موريرا كعامل سفن إلا إنه كان لاعب كرة قدم تماما كباقى أفراد العائلة .
على نهج الآباء يسير الأبناء ، وعلى نهج عائلة دى أسيس ارتبط رونالدو موريرا بعالم كرة القدم ،اما عن والده فقد قدم له النصيحة الأهم كى يلعب كرة قدم
” خارج الملعب افعل الصواب وكن دائما شاباً صادقا مستقيما، وفي أرض الملعب العب الكرة بأبسط قدر ممكن. كان دائماً ما يقول أن من أصعب الأمور وأكثرها تعقيداً أن تلعب ببساطة”.
امام اعين والده كان يكبر رونالدو ، ارتداء ابنه التشيرت الأصفر لراقصى السامبا هو الحلم الذى لازال يراوده
” الأحلام لا تموت حقا ؛ اقدر الاشخاص على تحقيقها ، الاكثر فقرا ، هم فقط قادرين على تصديق إياها ” .
نوبة قلبية حادة توفي على إثرها جوو موريرا عندما كان رونالدو وقتها في الثامنة من عمره .
رونالدو يقول ” كان أهم شخص بالنسبة لى فى حياتى المهنية بالرغم من وفاته وانا لازلت صغيرا ”
جوو موريرا قد رحل عالم الواقع ولم يكن يعلم ان تلك السفينة التى عمل بها يوما ما واسموها حينذاك ” ناقلة احلام الفقراء سيصعد إليها ولده ناقلا كل أحلامه لتتحقق .”
التميز حليف النجاح فى كرة القدم ، اسم رونالدو قد ذيع سيطه ، رونالدو أراد التميز فأسموه غاوتشو ، رونالدينيو غاوتشو .
المشاركة مع منتخب راقصى السامبا كان الحلم الذى راود والده ، الأسكندرية إحدى سواحل المعمورة ” مصر ” كانت شاهدة على بداية ذلك الحلم ، مشاركة لراقصى السامبا على صعيد كأس العالم للشباب ، مشاركة كانت كافية لإظهار موهبة الفتى لكشافين عاصمة النور ، من الاسكندرية سطع ضوء غاوتشو وبدأت سفينة أحلام والده تتناقل احلام عائلة دى اسيس فى شرق اوروبا وغربها عن طريق ابنه ؛ تألق ملفت ورقص برازيلى على غرار راقصى السامبا ، هكذا فعل غاوتشو فى عاصمة النور ، اما عن ديفيد بيكهام قد اتم عقوده مع ريال مدريد بعدما بيعت قمصانه فى متاجر برشلونة مما جعل لابورتا يتحرك لجلب غاوتشو لأبناء الاقليم ، وما أراده لابورتا قد كان ، الاحمر والازرق الوانا سيرتديها راقص السامبا ، ملامحه لم تتغير بعد ، قمصانه تغيرت بعض الشئ ، اتى إلى برشلونة وكانت الخانات فارغة وملئها باسمه ، حتى وإن جاء بديلا فالأن أصبح النسخة الأصلية ،فى برشلونة عرف غاوتشو معنى الإنجاز ، أفضل لاعب كرة قدم فى العام ودورى ابطال اوروبا احلاما حققها غاوتشو لم يحلم بها موريرا يوما ؛ رحلات متقطعه على فترات أقضها غاوتشو فى كرة القدم ، ومن ميلانيو حيث البيج الميلان قضى غاوتشو رحلة من الأضطراب عاش فيها مزيج من الفرح والحزن إلا انه كان يمتع الناظر ، المنافس قبل المساند كان يحرك يده مصفقا له ،امام تلك الركلات الحرة تشابهت امامه اسماء الحراس ،فى النهاية غاوتشو قد حن قلبه والبرازيل كانت الحب الاولى ،” وماالحب إلا للحبيب الأولى ” فلامينغو كانت الرحلة الأخيرة لغاوتشو فى عالم كرة القدم فى رحلة قادها بنفسه على متن سفينة ناقلة أحلام الفقراء ” تلك التى اطلقها والده يوم كان هو لازال يراوغ الكرة فى حوارى الحى الفقير فى البرازيل .
فى الحادي والعشرين من آذار/مارس 2018 اتم رونالدو دى أسيس موريرا عامه الثامن والثلاثون وكان قد أعلن اعتزاله كرة القدم فى يناير من العام ذاته .