كتبت – رجاء عبدالنبي
تشهد مصر العديد من مشروعات تطوير الجبانات الفرعونية القديمة، ومن المقرر أن يفتتح الدكتور خالد العناني وزير الآثار وتوماس جولدبرجر القائم بأعمال السفارة الأمريكية، السبت، جبانة منف الأثرية بميت رهينة بعد تطويرها.
وسبق أن أشادت لجنة التراث العالمي باجتماعها يوليو الماضي بالدور الذي تلعبه مصر لتطوير “منف” بالتعاون مع الخبراء العالميين.
كما تعد منف أقدم عاصمة لمصر الفرعونية، ولأهميتها فقد تم إدراجها بقائمة التراث العالمي عام 1979 ومنذ ذلك الحين تستمر الجهود لتطوير الجبانة الممتدة من أهرامات الجيزة وحتى دهشور.
وعلى جانب آخر، بدأت قبل أيام أعمال التوثيق لمنطقة “صان الحجر” بالشرقية، والتي كانت عاصمة لمصر وبمثابة جبانة ملكية لملوك الأسرة الـ22 والـ21، واحتوائها على مجموعة من المعابد كالإلهة “موت” إلهة الأمومة بمصر القديمة، والإله آمون، وتماثيل عملاقة لرمسيس الثاني ومقابر هامة منها مقبرة “أوسركون الثاني ” والملك “شاشانق الثالث” و”بسوسنس الأول” والعديد من المسلات والتماثيل المزينة بنقوش هيروغليفية ومناظر دينية فريدة.
ومنطقة “صان الحجر” ورد ذكرها بالتوراة وأسماها الإغريق “تانيس” أما العرب فمنحوها هذا الاسم نسبة لكثرة حجارتها. وقد شهدت العديد من الكشوفات الأثرية منذ الحملة الفرنسية وعُثر على تماثيل لأبي الهول ومسلتي حديقة الأندلس ومطار القاهرة ولوحة الأربعمائة.
يذكر أن حملة أطلقها أثريون مؤخرا لإنقاذ المنطقة الممتدة لـ560 فدانا بعد أن كانت آلاف الأفدنة.
وذكرت الحملة أن هناك تعديات سكنية وغياب الترويج للمنطقة سياحيا أو وضع لوحات إرشادية مناسبة، ومشكلة المياه الجوفية المالحة والتي تسببت في تآكل الأحجار والمعابد بالمنطقة، بالرغم من أن المشروع الذي تبنته الدولة وتكلف عشرات الملايين لتخفيض منسوب المياه، لكن ذلك لم يحدث.
ومن جهة أخرى حذرت الحملة المجتمعية للرقابة على التراث والآثار من مخاطر التنقيب العشوائي المستمر بدهشور وبالقرب من جبانة منف، والذي يهدر آلاف القطع الفرعونية النفيسة والتي تباع بمزادات العالم عبر سماسرة محترفين، وطالبت الحملة بتشديد الرقابة وتعزيز دور الأمن لمنع تلك الممارسات.