الشعب المصري أغلبه في حيره وبعضهم في غيرة لمتابعه المشهد السياسي المصري وتطورات الأحداث ومتغيراتها مؤخرا ومنذ أعلان عدد من الشخصيات العامة بما لها وبما عليها في نيتهم خوض السباق الرئاسي امام الرئيس السيسي وكان فيديو الفريق شفيق الحجر الذي ألقي لتحريك المياه الراكدة في نهر الحياه السياسيه للدوله المصريه والذي أعلن به عزمه علي الترشيح للانتخابات الرئاسية و حاول فيه ايضا توصيل رساله انه محتجز بدوله الامارات العربية برغم كل ما قدمته له من دعم منذ هروبه من مصر في بدايه عهد الجماعه الإرهابية ومندوبها مرسي بالقصر الرئاسي بالاتحاديه .
وبالطبع فكان قرار ترحيله وعبر طائره خاصه الي مصر طبيعي جدا وجاء كرد فعل لما أعلنه وتوالت التصريحات بأنه قد جاء الي الوطن لكي يستنبط نبض الشارع المصري في قبول قرار ترشيحه من عدمه مع انه كانت وجهته الي باريس قبل ترحيله وجاء القرار الأخير بأنه لن يرشح نفسه للرئاسة.. وهنأ توقف المصريين عند ذلك التراجع وقد رجح بعض المؤيدين للفريق شفيق أنه تم الضغط عليه لأعلان عدم ترشيحه .
وعند هنا نقول أن صحت ادعائتهم تلك فحسنا ما فعل له وللوطن لان منصب رئيس مصر لا يستحقه من يخضع للضغوط ولكن من يقوي علي المواجهة ولعل هروبه منذ اعلن نيته عن أداء فريضه العمرة بالامارات كانت خير دليل ..
وكانت حمله المحامي خالد علي اكثر فعليه وجديه من غيرها ومنذ البدايات وتحسب له الفتره الزمنيه التي سبقت إعلان الترشيح برغم اختلاف معظم الشعب المصري عليه الا قليل من المعارضين ومن لهم توجهات وايدولوجيه فكريه معينه كاحزاب تيار اليسار المصري بحكم انتمائه لهم .
وعند فتح باب الترشيح رسميا اعلن الرئيس السيسي و عبر الكلمه الختاميه لمؤتمر حكايه وطن عزمه عن ترشيحه للمده الرئاسية الثانيه مستعينا بتحديات مده الرئاسة الأولي من الحرب علي الإرهاب وإقصاء الجماعه الإرهابية واعوانهم من المشهد السياسي المصري لما لهم من امتداد تنظيمي خارجي وتعاون بين دول وأجهزة وجماعات كاره لمصر وشعبها ومستعين ايضا بملف مكافحة الفساد وعزم الدوله المصريه علي القضاء علي تلك العناصر الفاسده داخل الجهاز الإداري للدولة والعديد من الملفات والأرقام التي قد تلاها في بيان كشف الحساب بختام المؤتمر .
“وعند هنا كانت الأجواء السياسيه المصريه صيفيه والدنيا ربيع والجو بديع ”
ولكن لم يتم التقفيل علي كل المواضيع فجأة وبدون مقدمات وبعد منتصف الليل كان فيديو اعلان نيه الترشيح للفريق سامي عنان للرئاسة ينتشر كالنار في الهشيم .
وعند هنا تبدلت الأجواء الصيفية الربيعيه الي شتويه مصاحبه لموجات رعديه وشهدت سماء المشهد السياسي المصري غيوم مع انتشار كثيف للسحابه السوداء والبرق وسقوط كرات الثلج الإعلامي الموجه بشكل خاص ضد الفريق سامي عنان بين عيشه وضحاها فتحول الرجل فاسد وخائن وممول وعميل ويحرص ضد الدوله ومؤسساتها الوطنيه وتم استدعائه الي المحكمه العسكريه عبر بيان يرتقي في صياغته علي ان يكون بيان حربي .
وبرغم عدم وجود ارضيه شعبيه حقيقيه ومؤثرة للفريق سامي عنان كشخص او حتي من خلال حزب كرتوني أسسه الفريق بعد خروجه من الجيش كرئيس أركانه ولكن لم يسمع عنه الكثير الا بعد بيان استدعائه للمحاكمة العسكرية .. وكانت هنا الإشكالية الكبري للنظام المصري التي التقطتها المنصات الإعلامية وسوقت الي ان النظام المصري يقوم بعمليه إجهاض سياسي لكل معارضيه لدرجه جعلت مصر في حاله عقم لا يوجد بها حتي مشروع ميلاد من يستطيع منافسه الرئيس السيسي.. وعللت بأن الفريق سامي عنان سبق له إعلان ترشحه بانتخابات ٢٠١٤ واعلن انسحابه وتأييد ودعم المشير السيسي بل وقد ادلي بصوته في انتخابات الرئاسه واسمه مقيد بجدول كشوف الناخبين !!
وكانت الفرصه الذهبيه لحفظ ماء الوجه للمرشح والمحامي خالد علي الذي أعلن انسحابه من سباق الترشح لرئاسة الجمهورية حتي من قبل استكمال العدد المطلوب من التوكيلات الرسميه التي تؤهله لخوض ذلك السباق . وقد أعلن بأن حملته تعاني أمنيا والأجواء والمناخ السياسي المصري وتطورات الأحداث هي من أجبرته علي إعلان انسحابه وكما ذكرت كانت فرصه ذهبيه متوقعه لحفظ ماء الوجه لعدم تمتعه بشعبيه جماهيرية تمكنه من المنافسه الحقيقيه بالانتخابات الرئاسية الحاليه .
وسادت حاله من الفراغ السياسي المؤثر علي المشهد العام لحال العقم السياسي بمصر واصبح الأغلبية العظمي من المؤيدين للرئيس السيسي يبحثون عن مرشح رئاسي ينقذ الدوله المصريه من الانتقادات الدوليه والداخلية المحقه بوجود مرشح أوحد وتتحول بصلة الانتخابات الي مهزله العهد الباهت الي الاستفتاءات .
وهنا ظهر الساحر موسي في مشهد ساخر وبالعصا ؟؟
يريد المنافسه بصندوق الأنتخابات وبتصريحات أكثر سخريه بأن له برنامج قد يمكن الشباب المصري في غضون ٦ أشهر فقط من ارتفاع مرتباتهم الي حد ٢٣ الف جنيه للفرد وأنه جاء للمنافسه الحقيقيه وليس كومبارس او محلل . برغم كل ما شهادة تاريخه السياسي من صرعات واعتمد بشكل اساسي علي تواجده بين تشكيل كيان القبائل العربية المصريه وما لها من وجود جغرافي علي امتداد حدود مصر وتعاون محمود مع العديد من الأجهزة الوطنيه .
ولكن دون تواجد جماهيري او مشاركه شعبيه او سياسية أو حتي إعلاميه مؤثرة تصنع منه مجرد مرشح رئاسي مقنع بقدرته علي المنافسه الحقيقيه بالانتخابات الرئاسية الحاليه.
ولذلك فأن اللوم الأكبر علي حاله العقم السياسي المصري تقع مشتركه بين الأحزاب الكرتونيه التي فاق تعدادها نادي المئه دون تمثيل حقيقي وقواعد شعبيه ومشاركه حقيقيه تؤثر في المشهد السياسي وبالطبع الدوله المصريه شريك أساسي في حاله العقم السياسي لما لها من إمكانيات كبيرة ومؤثرة وتستطيع تمهيد الطريق وتمكين القوي السياسيه من لعب دور ايجابي ومشاركه بناءه ولعل تجربه المجلس العسكري بعد ثورة يناير مازالت بالاذهان عندما طرح امكانيه مساعده الشباب في تأسيس الأحزاب السياسية وقد كان ..فهل نستيقظ من الغفله ام نستحق أن نظل بذلك كأهل الكهف في سبات عميق ….