كتب / اسلام حافظ
صرحت الإعلامية دكتورة مريم الصايغ رئيسة مؤسسة تنمية الإبداع العربي التطوعية الدولية أن عملية دمج متحدي الإعاقة بالمجتمع ورعايتهم في بيئة طبيعية هو واقع وحق طبيعي لهم وليس اختيار أو منحة أمام نمو أعداد متحدي الإعاقة.. فبعض أنواع الإعاقات التي ترتبط بطبيعة العصر كحالات التوحد تحتاج لرعاية مجتمعية، لذا الدمج كان حلم كل المشتغلين برعاية الفئات الخاصة من متحدي الإعاقة وتم تنفيذه حول العالم نتيجة لجهود وكفاح المختصين فخلال ستة عشرة عاما من الحب والعطاء بمؤسسة تنمية الإبداع العربي لرعاية كل المبدعين وخاصة متحدي الإعاقة كنا نقدم البحوث ونقيم ورش العمل ونخرج بتوصيات واقترحات الدمج فكان المسؤولين ييعجبون بل وصدمون ولا يتخيلون كيف يمكن تحقيق تلك الأحلام وما الهدف منها لذا أن يتم تحقق ذلك على أرض الواقع بمجتمعاتنا العربية هو من الأمور الايجابية التي تدفع حق الدمج للأمام فكثير من متحدي الإعاقة الذين وجدوا الرعاية والمحبة والاهتمام بذلوا جهد وأجتهدوا وتحدوا الظروف وهناك آلاف النماذج حول العالم نتأملها ونتعلم منها معنى الانتصار الحقيقى على الضعفات وتحدى المستحيل والتغلب على العجز بل والفوز بصراع الحياة، فالمعاق ليس هو من لديه إعاقة جسدية إنما من لدية إعاقة وعجز فى الاحساس والتفكير وتطويرالذات ففي كل العالم حقق متحدي الاعاقة الكثير من النجاحات بكل مناحي الحياة
فبيتهوفن فقد القدرة على السمع وهو بالـ26 من عمره وتابع تأليف الموسيقى بالرغم من الصمم وأبدع أعظم أعماله كالسيمفونية التاسعة و الشاعر والكاتب الإنجليزي جون ميلتون فقد بصره بالـ43 وقام بتأليف واحدة من أشهر الملاحم “الفردوس المفقود” وستيفن هوكينج من أشهر علماء الفيزياء النظرية والفلك يستعين ستيفن بالحاسب الآلي لتحريك الكرسي المتحرك أو في التحدث أو الكتابة وقام بتأليف 11 كتاب وأستاذ بالجامعة والممثلة الفرنسية سارة بيرنهارت بترت ساقها وهي واحدة من أعظم الممثلات في فرنسا وستيفي وندر فقد بصره ومن أشهر عازفي البيانو والمغنيين في العالم، والمتابع للالعاب الأوليمبية لمتحدى الإعاقة يرى قدراتهم بالمنافسة والإرادة القوية والبطولات البدنية والرائع أنهم حققوا النجاحات حتى بالصناعة ففي مصنع أمرون تايو باليابان يتم توظيف متحدي الإعاقة وتشغيلهم
ود. يوتاكا ناكامورا ود. كازوما تاتيشي آمنا أنه لايوجد أحد معاق لدرجة أنه لا يستطيع أن يعمل لذا قاما بتصميم العمل ليستطيع أي شخص القيام به بيد واحدة بكفاءة ومباني المصنع كلها مصممة بما يتناسب معهم بما في ذلك دورة المياه والمصاعد بل ونظما المسابقات الرياضية لهم ليصبحوا عمالة منتجة ويقومون بتطبيق نظام تقليل الفاقد وتطوير العمل
لذا المطلوب الأن ليس مجرد التمني أو الشكوى بل أن نجتمع كمتخصصين ونتشارك من مختلف البلدان ونعرض التجارب المختلفة نتعلم من نجاحاتهم ونتلافى السلبيات ونسعى معا لإحداث التغيير لمنح فرص حياة وفرص تعليم وعمل بدلا من تقديم المعونات لهم وتعديل أسلوب العمل بحيث يناسب متحدي الإعاقة لتحسين عملهم وعمل تحفيز إيجابي بتشجيعهم أنهم قادرون على تحقيق ما يطمحون إليه وقهر جميع الصعاب بالإرادة فجمالهم يكمن في إعاقتهم التي ساهمت في تقوية الروابط بين العائلة وعلمونا الإيجابية والقوة والصبر والتفاؤل والعزيمة وعلموا العالم الفخر بإنجازاتهم والتسامح مع الضعف والرقي والمحبة وتحدي الصعاب
لذا و نحن لا نتجاهل الجهود العربية المبذولة نوجه كمؤسسة تنمية الإبداع العربي التطوعية الدولية دعوة من هنا للتعاون العربي لعقد ورش عمل حقيقية تجمع بين المسؤولين والمختصين في مجالات رعاية متحدي الإعاقة بكل المجالات للخروج بتوصيات واقعية يمكن تنفيذها على أرض الواقع بعيدا عن إهدار الجهود والمال في عقد إجتماعات شكلية بعيدا عن واقع معاناة متحدي الإعاقة وعائلاتهم.