الأخبار المنتشرة تلك الايام عن اعتقال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لعدد أحد عشر أميرا وثمان وثلاثون وزيرا سابقا وحاليا بتهمة الفساد، وما تبعها من مصادرة لأموال وصلت إلى حد ال ثماني مائة مليار دولار، فسرت لى التصريح الذى صدر منه منذ أكثر من ثلاثة أسابيع عن نيته إقامة مدينة عالمية على أحدث أسس تكنولوجية فى العالم حيث المنطقة المشتركة بين مصر والسعودية والأردن، فجغرافيا سيكون الجزء الخاص بالدولة المصرية يمتد من الشريط الساحلى الشرقى حيث مدينة دهب المصرية جنوبا حتى مدينة نويبع وطابا شمالا.
بالطبع كنت مشغولا جدا حول كيفية تمويل مدينة بتلك الضخامة والحداثة حيث أعلن ولى العهد حينها بأن تكلفه المدينة المبدئية سوف تتعدى ال أربعة مائة مليار دولار .ولكن أعتقد أنه نجح فى توفير مصدر مهم من مصادر التمويل بتلك القرارات السياسية التى اتخذها ضد مجموعة لاشك أنهم فعلا تشوبهم تهم فساد.
كل تلك شئون داخلية ليس لنا دخل بها فتلك أحداث تجرى خارج حدود أراضينا ولكن يجب ان يشغلنا هنا التفكير فى كيفية استفادة الدولة المصرية من الشراكة فى تلك المدينة العالمية التى قد تضاهى دبى وابو ظبى والشارقة والعين وقطر وما بهم من حداثة فائقة ومستويات بحث علمى وتكنولوجى متقدم مما يجعلهم يحتلون مراكز عالمية.
حقا السعودية تشهد حراك ظاهرة حتى الان حميد نحو التقدم والتطور والحداثة والانفتاح على عصر العلم والنهضة وستكون تلك المدينة عامل ربط مهم جدا بين تلك الدول الثلاث الجوار حيث ستربطها شبكة طرق حديثة بجانب الجسر الذى ستنفذة المملكة للربط بين مصر والسعودية.
لعنا فى مستقبلنا القريب ندرك عالم الرقى والتقدم الذى عاشت اجيال كثيره سبقتنا تحلم به ولم تدركه.
فهل سوف نلحق به حتى وإن أدركناه فى مرحلة متقدمه من عمرنا؟ أم حينها سنكون هرمنا ووصلنا إلى الشيخوخة وأصبحنا نزهد الحداثة وما بها من حياه برجماتية صاخبة وأسلوب حياه حيوى لا يتناسب مع شيخوختنا وميلنا حينها نحو الهدوء والطبيعة والحياة البسيطة السلسة الغير معقده؟
كل تلك أسئلة تدور بداخلى تحتاج الى إجابة.