أن يتناول الفن، سينما ودراما، قضايا مجتمعية، ويسلط الضوء على بعض الخلل القانوني والتشريعي، لمحاولة حشد حالة عامة من مساندة ما يطرحه من قضايا أو لفت الأنظار لما قد يكون غائباً عنها، فهذا دور الفن ورسالته، وربما يعقب ذلك اهتمام وتعديل تشريعي أو قانوني يعالج من طُرح من قضايا، وربما يتحرك مفكرو المجتمع والسياسيون من أجل دعم ما يطرحه الفن ومساندته.
ولكن، مما ليس من السهل بمكان، أن تتناول الدراما قضايا شائكة في أروقة الفقه ومحافل البحث الدينية _ في أي دين _، فهنا ليس الحاسم هو الرأي العام، بل رأي أولي التخصص وذوي المؤهلات للبحث في نصوص الدين ومقارنتها وتحقيقها واستبيان ما بها من أحكام.
ليس من السهل تناول قضية الطلاق في المسيحية، في فيلم أو مسلسل وطرح رؤية فنية أو اجتماعية في ذلك، والمطالبة بتغيير الرأي الديني بها، في مبعد عن الكنيسة وفي محاولة إظهار وجود خلل اجتماعي في ظل قضية دينية بحتة، كما ليس من السهل تناول قضايا خلافية إسلامية أيضا بنفس ذات الطريقة.
إن بحث تلك القضايا يتم داخل أروقة أكاديمية لاهوتية هنا أو أزهرية هنا، حصريا، وليس داخل مدينة الإنتاج الإعلامي واستوديوهاتها، إنها ليست آراء وأهواء بل قواعد وأصول دينية.
لعل غياب التخصص هو أساس أزماتنا في مصر، فنحن من لدينا مفتي وخبير ومُدعي علم ومعرفة، في كل شئ، بداخل كل مواطن فينا إلا من رحم! وهنا تكمن أزمة الأزمات، إذ ليس للتخصص احترام وليس لرأي المتخصصين اعتبار وتحري!
إن استسهال انتهاك التخصص في المجتمع، سلوك غير صحي ويهدد السلم المجتمعي بشكل صارخ ومرعب، وربما نحتاج إلى البدء الفوري في حملات توعوية لاحترام التخصص والنأي بالنفس عن الخوض فيما لا تعلم، فقد قيل في الأثر: “من قال لا أدري فقد أفتى”، وما أحوجنا للاعتراف بأننا لا نعلم كل شئ عن كل شىء!
#استقيموا_يرحمكم_الله
#عبدالعزيز_الشناوي
عبد العزيز الشناوي
أمين عام حزب العدل