كان ولازال للمرأة، عبر عصور التاريخ المختلفة، الدور المحوريّ في المجتمع، فهي رمز الاستقرار والأمان والتقدّم في حياة المجتمعات والأمم، وعندها نقطة البداية فهي الأم وعندها أول المشوار، وقد كانت المرأة المتمثلة بالأم دائمًا هي المسؤولة الأولى عن رعاية الأطفال وتربيتهم وتنشئتهم تنشئة صالحة، فهم من سيقوم عليهم المجتمع كلّه والأمم كذلك، ولا يقف دور المرأة في التربية فحسب، فهي الأم والمرأة العاملة والطبيبة والمدرّسة والمهندسة والمحاربة أيضًا، وقفت المرأة في مصافّ الرجال في كلّ مناحي الحياة، وناضلت لسنين طويلة لتحصل على حقوقها، واليوم العالمي للمرأة جاء ليكرّم هذه المرأة المناضلة والتي حاربت لتحص على حقوقها.
تاريخ يوم المرأة العالمي
يحتفل العالم باليوم العالميّ للمرأة في الثامن من آذار مارس من كلّ عام، ويعود هذا التاريخ للعام 1945م، حيث أقرّت الأمم المتحدة أنّ يوم المرأة في هذا التاريخ، وذلك لما للمرأة من الأهمية في حياة المجتمعات والدول، وأصبح هذا اليوم يومًا يتمّ الاحتفال به سنويًا، ويتمّ فيه تسليط الضوء على الإنجازات المهمّة التي تقوم بها النساء حول العالم، من إنجازات اقتصادية وسياسية وثقافية وفنية وغيرها، كما أنّه هناك جذور سياسية لهذا اليوم، فيقال أنّه تمّ إقرار هذا اليوم بعد الاحتجاجات التي قامت في الأمم المتحدة تطال بالمساواة بين الرجل والمرأة.
لماذا تم اختيار 8 مارس للاحتفال باليوم العالمي
عندما بدأ فكرة اليوم العالمي للمرأة لم يتم الاتفاق على تاريخ محدد لهذا اليوم، وقد كانت الاحتفال سابقًا في 28 نوفمبر وهو تاريخ المظاهرات النسائية التي قامت في الولايات المتحدة الأمريكية وطالبت بالمساواة والعدل بين الجنسين، واحتفلت باقي البلدان بتواريخ مختلفة لهذا اليوم، أمّا عن تاريخ 8 آذار الذي نعرفه اليوم فقد تمّ المصادقة عليه رسميًا بعد قيام الثورة الروسي عام 1971م، وبعد بداية الإضراب الذي منحت بموجبه الجكومة المؤقتة النساء حق التصويت، وكانت بداية الإضراب في 8 آذار، فتمّ اتخاذه كيوم للمرأة العالمي
ما هي ألوان اليوم العالمي للمرأة
أمّا عن ألوان يوم المرأة العالميّ فقد اتخذت الألوان الأرجواني والأخضر والأبيض لتكون المعبرة عن هذا اليوم، وقد نشأت هذه الألوان من الاتحاد الاجتماعي والسياسي للمرأة WSPU، وهو الجناح العسكري لحركة حق المرأة البريطانية في الاقتراع،، وقد تأسس هذا الاتحاد في مانشستر عام 1903م وحتى عام 1917م، وقد تم اتخاذ هذه الألوان من هذا الاتحاد وذلك في العام 1908م، وذلك في العام الذي انطلقت فيه الاحتجاجات النسائية في الولايات المتحدة الأمريكية، ودلالاته هي اللون الأخضر وهو رمز الأمل واللون الأرجواني ويمز إلى الكرامة والعدالة، والأبيض يرمز للنقاء والصفاء.
شعار يوم المرأة العالمي
أمّا عن شعار يوم المرأة العالميّ فهو لهذا العام تحت عنوان “المساواة بين الجنسين اليوم من أجل غد مستدام”، وهو ما تمّ ذكره في إعلان الأمم المتحدة، لذلك فالعام 2022م سيكون العام المحوريّ الذي سيكون فيه تحقيق للمساواة بين الجنسين، فبدون تحقيق المساواة بين الجنسين في الوقت الحاضر لن يكون هناك مستقبل مستدام ومزهر
فعاليات يوم المرأة العالمي
إنّ يومَ المرأة العالميّ هو يوم يتمّ التركيز فيه على دور النساء في بناء المجتمعات، ويتمّ فيه العديد من الفعاليات الخاصّة بالمرأة وهي كالآتي:
- الاحتفال بالمرأة وتسليط الضوء على ما قامت به النساء من إنجازات عبر العصور.
- ارتداء النساء لملابس باللون الأرجواني أو البنفسجي وهي ألوان مفعمة بالبهجة والسعادة.
- القيام بالحفلات الموسيقية والمسيرات والندوات الخاصّة بالنساء.
- التحضير الدؤوب موائد الطعام وذلك بحضور نخبة من نساء المجتمع اللواتي يشغلن مراكز مرموقة سياسية واجتماعية
يحتفل العالم بيوم المرأة العالمي الذي يوافق 8 مارس من كل عام، حيث يتم تسليط الضوء على الإنجازات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للنساء في دول العالم المختلفة، وتم اختيار هذا اليوم على إثر بعض الإضرابات التي حدثت في الولايات المتحدة الأمريكية فى عام 1856، عندما خرجت الآلاف من النساء، للاحتجاج في شوارع مدينة نيويورك على الظروف اللاإنسانية التي كن يجبرن على العمل تحتها.
أما بالنسبة لمصر فقد تم اختيار يوم 16 مارس يومًا للمرأة المصرية، حيث يحمل هذا اليوم ذكرى ثورة المرأة المصرية ضد الاستعمار ونضالها من أجل الاستقلال، واستشهاد السيدة حميدة خليل أول شهيدة مصرية من أجل الوطن، حين خرجت لتطالب بحق بلادها في الحرية والكرامة في ثورة 1919 ، وأثبتت المرأة المصرية حينئذ أنها جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع المصري.
كما أن المرأة المصرية على مر التاريخ تعد شريكًا أساسيًا في صناعة الحضارة، وتقوم بدور حيوي في كافة مجالات الحياة العلمية والعملية والاجتماعية، و من الرائدات في تاريخ مصر المعاصر ، فى مقدمتهم درية شفيق، التي تُعد من رواد حركة تحرير المرأة في مصر في النصف الأول من القرن العشرين، وينسب لها الفضل في حصول المرأة المصرية على حق الانتخاب والترشح في دستور مصر عام 1956.
منهم السيدة لطيفة النادي، التي تعد أول امرأة تحصل على إجازة الطيران في عام 1933، وكان رقمها في كشف الخريجين 34 أي لم يتخرج قبلها على مستوى المملكة المصرية في ذلك الوقت سوى 33 طيارًا فقط جميعهم من الرجال، وبذلك تصبح أول فتاة مصرية عربية أفريقية تحصل على هذه الإجازة، إلى جانب أنها تعد أول امرأة مصرية تقود طائرة بين القاهرة والإسكندرية، وثاني امرأة في العالم تقود طائرة منفردة.
ومن بين النماذج المشرفة في مجال العلوم ايضا، الدكتورة سعاد ماهر، عالمة الآثار المصرية، التي حملت عبء إنشاء أول كلية للآثار بمصر، وهي كلية الآثار جامعة القاهرة، وتُعد أول امرأة تتولى منصب عميدة الكلية، وكانت نموذجًا راقيًا للمرأة العربية الحديثة، وقدمت الكثير لخدمة الفكر والآثار الإسلامية والتراث الإنساني، فيما نجحت الدكتورة رشيقة الريدي، أستاذ علم المناعة بقسم الحيوان في كلية العلوم جامعة القاهرة في تطوير لقاح للقضاء على دورة البلهارسيا، وهو مرض مداري يصيب أكثر من 200 مليون نسمة في العالم ، وحصلت على العديد من الجوائز العالمية آخرها في أكتوبر 2009، عندما فازت بجائزة لوريال اليونسكو في مجال العلوم لعام 2010 ضمن خمس نساء متفوقات في قارات العالم”. التاريخ المصرى يفخر بسميرة موسى أول عالمة ذرة مصرية والتى لقبت باسم ” مس كوري الشرق ” ، كما أنها أول معيدة في كلية العلوم بجامعة فؤاد الأول “جامعة القاهرة حاليا” ، كما يفخر بأمينة محمود الحفني أول مهندسة مصرية تخرجت في كلية الهندسة جامعة فؤاد عام 1950 وتخصصت فى الهندسة الكيميائية. هيلانة سيداروس أول طبيبة مصرية مؤهلة عام 1930 ، وافتتحت عيادة خاصة بها وقامت بالتوليد وإجراء العمليات الجراحية بالمستشفى القبطي واستمرت في عملها حتى جاوزت السبعين، فاستقالت وتفرغت لكتابة قصص مترجمة للأطفال، و أن السيدة حكمت أبو زيد تُعد أول سيدة تتقلد منصب وزيرة في مصر عندما اختارها الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر أول وزيرة للشئون الاجتماعية في 25 سبتمبر 1962 ، وأطلق عليها جمال عبد الناصر ” قلب الثورة الرحيم”، فيما تعد شاهندة مقلد أبرز المناضلات المصريات وهي من رموز ثورة الفلاحين ضد الإقطاع في قرية كمشيش بالمنوفية، حيث أقسمت على الولاء للفلاحين الذين ضربوا بكل التقاليد البالية عرض الحائط واختاروا لأول مرة في تاريخهم بمحض إرداتهم سيدة تمثلهم في القاعدة الشعبي..
لقد حققت النساء على مدار حقب وعصور مختلفة من الكفاح والنضال الكثير الكثير من الإنجازات، أولها هي ما استطاعت النساء أن تحصل عليه من الحقوق في لوقت الحاضر، فهي الآن تنافس الرجل بعد أن كانت تعاني الاضطهاد والعنف وعدم المساواة، وقد استطاعت النساء أيضًا أن تثبت أنّها أهل لهذه المساواة بما تستطيع من الأمور، فقد أصبحت المرأة رئيسة ووزيرة ورئيسة وزراء وملكة، وطبيبة ومهندسة وعالمة ورائدة فضاء ومخترعة، لم تترك مجالًا من مجالات الحياة إلّا ووضعت بصمتها فيه، إضافة إلى أنّها حققت رسالتها الكبرى السامية وهي الأمومة والتربية على أكمل وجه.
وفي عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي نالت المرأة المصرية تتويجا حقيقيا. وأصبحت تتربع علي عرش الحياه التنفيذيه والشعبيه والقضائية. وتقلدت ارفع المناصب وسمي العام قبل الماضي بعام المرأة المصرية. تكليلا لجهودها في إثراء الحياة الإجتماعية. ومساندة الوطن في كل الأحوال التي يمر بها . وثورة 30 يونيه خير شاهد علي ذلك .
وكل عام وسيدات العالم بخير ….
– سلوى عثمان .. القيادية بحزب العدل