أيها المحبطون فى حيواتنا ، عينتم أنفسكم قضاة على غيركم ، محامون لأنفسكم . أتمنى أن تعيشوا فى دوائركم و محيطاتكم ..أما نحن فعفواً ، سنضطر لبناء سياج حول ممالكنا و سنجاهد للحفاظ على شخصياتنا بإختلافها ، ففى إختلافنا تميزنا ..فما يشغلكم بمحيطاتنا برغم محدوديتها و صغر طولها وإنبعاج عرضها ، و ما يثير العجب أكثر هو تركيزكم المستمر فى أحوال الأخرين ، كيف تراقبون الأخرين بهذه الدقة فى كل الأمور ؟ بالرغم من أن كلماتكم لا تؤثر في معظمنا مطلقاً ، لكن يبقى أنها فى بعض الأحيان تجرح ..ويكون الجرح فى منها غائر نازف لا محالة ، قاسية قلوبكم كالحجر أو هى أشد قسوة ، تسعون بطاقاتكم السلبية و إحباطاتكم المتكررة بدأب يحسدكم عليه المجتهدون ، تغتابون و لا تبالون ..و ترتدون ألف قناع دون أدنى إهتمام لإنكشاف تلك الأقنعة أو حتى عند سقوطها أصبحتم أيضاً لا تبالون !
اعلم ان الايام أصبحت مقبضه …وان الكثير من الضغوط تملأ حيواتنا…واننا نتعرض لأعاصير ، لرياح قويه تعصف بكل القيم التى تربينا عليها ، تحاول هدم كل المباديء التى نعتنقها ، تقبح كل جمال أعتادته عيوننا ، تهدم كل جمال من حولنا , حتى تلوث أسماعنا و أنفاسنا ..
و من الدلائل أغانى المهرجانات التى أصبحت طرباً أصيلاً الأن ، الأدهى كلماتها يتغنى بها الكثير بشرط أن يصاحبها موسيقى تصم الأذان و نغمات رتيبة تتكرر فى سجع قبيح … كلمات السباب والشتائم أصبح حتى الأطفال يتداولونها بطلاقة غير عابئين ، و بموافقة ضمنية من المجتمع و المدرسة و العائلة قبل الجميع ..و الأغرب أنها فى بعض الأحيان أصبحت مساراً للضحك والفكاهة !
قد أستطيع إحتمال كل هذا و أكثر ، لكن كم اليأس الذى تنطق به أفواهكم هو الألعن و الأدل سبيلا !
نبرات أصواتكم ،
قدرتكم على إختيار السلبيات فى كل ما يقدمه الأخرون بإحتراف،
قسوة أحكامكم على كل نجاح،
روتينكم فى الأداء،
رتابة تحركاتكم فى أداء مهامكم التى تعسر علينا الأمور،
اليأس والكراهيه الذي تحمله معالمكم.
رفقاً بمن حولكم و كفاكم إحباط فالبعض يحيا فى كلمة طيبة ،و البعض يموت فى كلمة أخرى.
و أعلموا أن الألام النفسى أشد قسوة من ألام الجسد .
أن الكلمة شرف و شرف الرجل فى كلمة.
“بعض الكلمات نور و بعض الكلمات قبور و ما كان عيسى سوى كلمة علمها البحارة فساروا بها فى ربوع الأرض فعلموها البشرية ”
بالرغم من كل هذا دواخلى لا يزال يملؤها الأمل و الحب، برغم كل الظروف ، برغم كل المسؤليات ، الضغوط و أخيراً بالرغم من إحباطاتكم سنبقى صامدين متجددة طاقتنا .
” الأشجار بطيئة النمو تحمل أفضل الثمار ” موليير
” الصبر يذيق صاحبه طعم المرارة لكن نتائجه جميلة ” أرسطو
أم كلثوم تنطلق بقوة بصوتها الرنان:
إنما للصبر حدود،
للصبر حدود ..يا حبيبى.
#داليا_بدوى