كتبت – رجاء عبدالنبي
قامت حديثًا عن دار ابن رشد للنشر باصدار كتاب “مصر والعرب ومبادرة الحزام والطريق”، للكاتب والباحث الاقتصادي الدكتور أحمد السيد النجار، والذي يقع في 270 صفحة من القطع المتوسط.
كما جاء على غلاف الكتاب “المبادرة الصينية “طريق واحد حزام واحد” تستلهم القيمة الرمزية لطريق الحرير القديم الذي يشكل إطارا مرجعيا للعلاقات الاقتصادية الدولية القائمة على التعاون السلمي وتبادل المنافع دون نزوع للهيمنة من دولة على الدول الأخرى حتى في ظل التفاوت الكبير في القوة الاقتصادية والسياسية والعسكرية للدول الواقعة عليه. وتجسد المبادرة انتقال الصين من التكيف مع البيئة الاقتصادية الدولية الراهنة، إلى فاعل رئيسي في إصلاح تلك البيئة أو تشكيل بيئة دولية جديدة تتسق مع التغيرات في موازين وتراتب القوى الاقتصادية في العالم ومع قيم التعايش السلمي والعلاقات القائمة على الاختيار الحر وليس الهيمنة.
وحاولت الدول الغربية الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة تهدئة هذا النزوع الصيني للتغيير من خلال إعطاء عملتها حصة في وحدة حقوق السحب الخاصة والاعتراف بها كعملة لتسوية الالتزامات المالية. لكن الصين ما زالت مستمرة في مبادرتها وفي تدعيم مجموعة بريكس التي تقودها. وتكتسب تلك المبادرة أهمية كبيرة لمصر والدول العربية والنامية حيث إن لها جميعا مصلحة حقيقية في تغيير النظام الاقتصادي الدولي والمؤسسات التي يقوم عليها مثل صندوق النقد والبنك الدوليين ومنظمة التجارة العالمية لتصبح مؤسسات أكثر احتراما لخيارات الشعوب ولضرورات التعاون السلمي والتنمية المشتركة.
ويحاول هذا الكتاب تحليل المبادرة الصينية ويطرح مقترحات لتطويرها كأساس لنظام اقتصادي دولي يتسم بالعدالة والتكافؤ، كما يناقش مستقبل النموذج الصيني وهل يستمر في التقدم على درب الاشتراكية أم يتحلل إلى رأسمالية بيروقراطية أو رأسمالية خاصة وتأثير ذلك على طبيعة المبادرة الصينية.
ويتناول الكتاب أهم مؤشرات الاقتصادين المصري والصيني والعلاقات الاقتصادية بينهما وكيفية إصلاح الاختلالات الكبيرة فيها لتصبح نموذجا للعلاقات القائمة على العدالة والتكافؤ اتساقا مع المبادرة الصينية وتأكيدا لمصداقيتها وإلا اُعتبرت مجرد مبادرة للاستهلاك الإعلامي.
ويستعيد الكتاب ما نشرته بالنص من عشرة أعوام عن الاقتصاد الصيني وتوقعات المستقبل حينها ليرى القارئ مدى جدارة تلك التوقعات على ضوء ما تحقق في الواقع.
كما يعرض لبعض المقالات عن الاقتصاد الصيني ودوره الدولي وعلاقاته مع مصر وآليات تطويرها وإصلاح اختلالاتها