لسنوات طويلة شهدت ساحة الانتخابات البرلمانية حالة من عزوف أساتذة الجامعات عنها وكان دخولهم البرلمان يقتصر على بعض الأسماء الحزبية الشهيرة (أحزاب قوية تدعمهم) أو انتظار الاختيار في نسبة التعيين المخصصة للرئيس فهي البوابة الأكثر قبولًا وارتياحًا بالنسبة لهم بعيدًا عن معارك الانتخابات والمال السياسي!.
وظل مجلس الشورى- الشيوخ حاليًا- هو الساحة المتاحة والأكثر تواجدًا بها نظرًا لطبيعة المجلس كغرفة استشارية وبيت خبرة لكل القوانين والتشريعات التي تحتاج إلى خبراتهم. لذا نستعرض في التقرير التالي أبرز أسماء ورموز الجامعات المصري التي لمعت في مجلس الشورى بمسماه القديم، الذي يعرف مجلس الشيوخ حاليًا.
صبحي عبدالحكيم أول رئيس لمجلس الشورى
وشهد مجلس الشيوخ- الشورى سابقًا- حضور قوي ومؤثر لبعض الأسماء الجامعية، التي أثرت الحياة النيابية وساهمت في مراحل حاسمة فى تاريخ البرلمان المصرى مثل الدكتور صبحي عبدالحكيم، أول رئيس لمجلس الشورى المصري، خلال الفترة من 1980 حتى عام 1985. وهو رئيس قسم الجغرافيا وعميد كلية الآداب ونائب رئيس جامعة القاهرة سابقًا.
والدكتورعلى لطفي، أستاذ الاقتصاد بكلية التجارة جامعة عين شمس، الذي تولى منصب رئيس مجلس الشورى من عام 1986 حتى عام 1989، وكذلك الدكتور مصطفى كمال حلمي، الذى انتخب عضوًا بمجلس الشورى لدورات أعوام 1980 و1986 و1989 و1992 و2004. وترأس المجلس الأعلى للصحافة 1989 بحكم منصبه كرئيس لمجلس الشورى حتى 2004.
ومن بين الأسماء الجامعية البارزة في حرم مجلس الشورى المصري هو الدكتور مفيد شهاب، رئيس جامعة القاهرة ووزير التعليم الأسبق، الذى تولى رئاسة لجنة الشئون العربية والخارجية والأمن القومي التابعة لمجلس الشورى 1989-1997، والدكتور الراحل نجيب الهلالي جوهر، رئيس جامعة القاهرة الأسبق.
ويضاف إلى هذه الأسماء، الدكتور فاروق إسماعيل، رئيس جامعة القاهرة الأسبق ورئيس جامعة الأهرام الكندية حاليًا، وغيرها من الأسماء المعروفة والمُلاحظ هو الحضور القوي لأساتذة جامعة القاهرة بالمجلس على مدار تاريخه.
أبرز المرشحين من أساتذة الجامعات المصرية في مجلس الشيوخ الحالي:
ومن الأسماء المرشحة حاليًا وتخوض معركة انتخابات مجلس الشيوخ هو الكتور عبدالحى عبيد، مدير الجامعة العربية المفتوحة، ورئيس جامعة حلوان الأسبق، وصاحب العديد من المناصب العلمية والأكاديمية في ساحة التعليم العالي المصري، أبرزها أمين المجلس الأعلى للجامعات ومستشار وزير التعليم العالي للجامعات الخاصة، الذي كان يعتبره الدكتور مفيد شهاب، وزير التعليم- في ذلك الوقت- مايسترو ضبط إيقاع الجامعات الخاصة في منظومة التعليم العالي.
الدكتور عبدالحى عبيد، أستاذ الكيمياء الفيزيائية، والأمين المساعد لحزب مستقبل وطن بالقاهرة، الذى يخوض الانتخابات لأول مرة في حياته، رغم أنه شخصية حزبية طول عمرها ويتمتع بحضور وقبول كبير فى مجتمعه الطلابي والشعبي، كما أنه شخصية اجتماعية محبوبة بين الناس ابتسامته الصافية الدائمة وبساطته تعكس سماته الشخصية من طيبة ورضا وانسجام مع نفسه والآخرين.
وترك الدكتور عبدالحي عبيد بصمة نجاح في كل موقع تولي مسئوليته، فهو يجيد فن التعامل مع الأزمات وحلها من خلال رصيده الهائل في التجارب العلمية والاجتماعية وسبق ترشيحه لأكثر من منصب وزارى.
ولكن لماذا الآن قرر خوض الانتخابات النيابية؟ ولماذا الشيوخ وليس المجلس النيابي؟ فأجاب :“. لأنه الوقت المناسب بالنسبة لي بعدما حققت كل طموحي العلمي والأكاديمي ووصلت في الطريق لمنتهاه كرئيس للجامعة، وحاليًا أرغب في نقل خبراتي المتراكمة في التعليم كلها للبلد، كما أن خوضي للانتخابات جاء بمطلب شعبي من خلال الحزب، الذي رشحنى لهذا المكان لمساندة الدولة ولا يمكن التأخر عن هذا طبعًا”.
وأضاف أستاذ الكيمياء الفيزيائية: “أما لماذا الشيوخ بالذات.. الحقيقة طبيعة عمل مجلس الشيوخ (بيت) خبرة واستشارة لكافة قوانين والتشريعات، التي تصدر. وهو دور مهم جدًا وتلاحظ أهميته مؤخرًا بعد حدوث بعض الأخطاء في بعض القوانين الصادرة عن مجلس الشعب وأعادها الرئيس لدراستها مرة أخرى وهو ما يؤكد أهميته ودوره كـ عين أخرى على القوانين قبل إصدارها بما تتمتع به من كفاءات وخبرات وسلطة الاستعانة بكافة الخبرات الأخرى لدراسة القانون سواء من المجتمع المدني من المجلس المتخصصة أو حتى من المعارضة، كما أن مجلس الشيوخ يتمتع بدرجة ديمقراطية أعلى تناسب دوره
وقال عبيد عن أهمية مجلس الشيوخ فى الحياة البرلمانية: “فى معظم دول العالم البرلمان مكون من غرفتين وليس غرفة واحدة والهدف هو عرض القوانين على خبرات عديدة، حيث إنه بالتأكيد مرور القوانين على أكثر من عين أفضل من عين واحدة..