كتبت – دنيا على
قال الدكتور حازم الكريتي، الباحث الأثري ومفتش آثار منطقة سقارة، أن الملك رمسيس الثاني ابنا للملك سيتي الأول من الأسرة التاسعة عشر”الدولة الحديثة” ويعد الملك رمسيس الثاني أعظم ملوك مصر القديمة ومن أعظم ملوك العالم القديم وحقق ما لم يحققه ملك من قبل عسكريًا ومعماريا ونال من الشهرة ما جعل اسمه يتردد على كل لسان.
وأكد الكريتى لأن موميائه استقبلت عندما وصلت إلى باريس استقبال الملوك وأطلق اسمه على أهم شوارع وميادين القاهرة وهو واحد من قلائل من حكموا مصر فترات زمنية طويلة (نحو 67 عامًا) وهو صاحب أكبر عدد من الأبناء نحو 52 ولدا و32 بنتا، وهو زوج الملكة الشهيرة نفرتاري وهو صاحب أضخم تمثال نحتته يد البشر في أي زمان ومكان والذي سقط بفعل الزلزال، والكائن بالرمسيوم ويزن نحو 1000 طن وهو صاحب أهم المومياوات وصاحب أضخم معبد منحوت في الصخر (معبد أبوسمبل) وصاحب أكبر عدد من المعابد في بلاد النوبة وأضخم صالة أعمدة في مصر بمعابد الكرنك ويكاد يكون الملك المصري الوحيد الذي ترك لنفسه أثرًا في كل مكان وخاض واحدة من أشهر المعارك في تاريخ العالم القديم (معركة قادش) وهو أيضًا صاحب أشهر معاهدة سلام في تاريخ العالم القديم والتي عقدها مع الملك الحيثي (خاتو سيلي) والمسجلة على جدران معابد الكرنك وارتبط إسمه بحدث خروج بني إسرائيل وسيدنا موسى عليه السلام من مصر، ولكن ليس هناك ما يؤكد حتى الآن صلة الملك رمسيس الثاني بهذا الحدث.
وأضاف الكريتى، أن الملك رمسيس الثاني نسب إليه تهمة سرقة آثار من سبقوه من الملوك، والواقع أن هذا القول غير صحيح وذلك بعد دراسة الآثار التي وجد عليها اسم الملك رمسيس الثاني وهي في الأساس تخص ملوك آخرين ممن سبقوا الملك رمسيس الثاني في حكم مصر، فالملك رمسيس الثاني الذي ملأ الدنيا بأخباره وإنتصاراته والذي ترك لنفسه أثرًا في كل مكان، والذي ملك من الإمكانيات المادية والبشرية ما مكنه من تنفيذ خططه ومشاريعه هل يمكن لشخص بهذا التاريخ الكبير وبهذه الإمكانيات وبأخلاق رجل الحرب والسلام، والذي دانت له الدنيا أن يفكر في سلب آثار أجداده، فإننا لو أمعنا النظر في آثار الآخرين التي نقش عليها اسم الملك رمسيس الثاني وفهمنا النصوص الهيروغليفية المصاحبة لاسم ومناظر الملك رمسيس الثاني لتأكدنا أن الملك رمسيس الثاني كان مرمما ومجددا لهذه الآثار، بل كان وفيًا لمن سبقوه من الملوك، ومن ثم فقد كان حريصًا على استكمال منشآتها التي لم تكن قد انتهت في حياتهم أو ترميم ما كان قد تهدم.
وأوضح الكريتى، أنه من حق من أضاف أو جدد أو رمم أن يسجل إسمه تخليدا لعمله، وهذه هي حال المنشآت التي حملت اسم هذا الملك والتي شيدت في عهود من سبقوه ويذكر أيضًا أن للملك رمسيس الثاني إبنا يدعي (خع إم واست) والذي عرف بأنه أقدم مرمم لآثار الأجداد متبعا نفس خطى أبيه الملك رمسيس الثاني نحو ترميم آثار الملوك السابقين والحفاظ عليها وقد وجدنا اسم (خع إم واست) على عدة آثار هامة بعد أن قام بترميمها منها على سبيل المثال لا الحصر الواجهة الجنوبية لهرم الملك (ونيس) بسقارة وهو آخر ملوك الأسرة الخامسة من الدولة القديمة فهذا وإن دل فإنما يدل على أن الملك رمسيس الثاني كان مرمما ومجددا لآثار الأجداد ولم يقم بسلبها كما إدعي البعض فلو أنه كان سارقا لهذه الآثار لفعل إبنه (خع إم واست) مثله وسرق آثار الملوك السابقين ولكن لأن أبيه كان محافظا عليها قام هو أيضًا بالحفاظ عليها كما فعل أبيه من قبل.