أغمضت عيناى وفتحتهما لأتأكد مما رأيت.. نعم أنا متأكدة أننى لمحت ظل شخص ما ينظر من خلف زجاج النافذة بل والأكثر من ذلك انه ينظر تجاه مجلسى .. الأحرى انه يراقبنى ولكن كيف ذلك ؟!!!! الطابق الثانى مغلق تماما ومدحت فى عمله ..يا الهى أعيش وفوقى كائنا من كان ولا أعلم ؟ هل هو لص ؟ شبح ؟ اذن من هذا ؟ وارتفع صوتى بسؤالى الأخير والتفتت تجاه الغجرية ولكننى لم أجد لها أثرا ..لقد غفلت عنها دقيقة واحدة فاختفت ؟!!! ماذا يحدث بحق السماء ؟هل أصبت بالجنون ؟أم اننى اعيش كابوسا حيا أراه فى يقظتى ؟ شعرت بشعور غريب.. لا ليس رعبا بقدر ماهو غيظا وغضبا غيظامن هذا الجو الغامض المقيت، وغضبا من زوجى الذى يقبل ان تعيش زوجته غافلة عما يحدث حولها ولربما كان يشكل خطرا على حياتها وحياة ابنته طوال حياتى وأنا لا أطيق الاحساس بالغفلة والغباء لذلك وجدتنى احمل طفلتى واتجه بخطوات واسعة ثابته نحو المنزل وأنا عازمة على كشف الحقيقة مهما كانت ورنت فى أذنى كلمات الغجرية التى أيقنت الان انها مقصودة وأن ثمة من أرسلها لى لتنبيهى لشىء ما ربما كانت سعاد ،أو مرعى، لا أعلم كانت تقول أن فى السر الخطير نجاتى او هلاكى ولكن من يبالى الان سأحترق بنيران فضولى لو لم أكشف الحقيقة أذكر انها قالت ايضا : أن السر فى الصندوق .. أى صندوق تقصد ؟!! هناك صندوق وحيد أعرفه ..ولكنه لم يكن به الا أوراق مدحت وصوره رجعت بذاكرتى قليلا فتذكرت أننى لم أكمل نكش فى الصندوق لان مدحت فاجأنى بدخوله الغرفة وبالكاد استطعت اخفاء المظروف أسرعت فى خطواتى اكثر ودخلت المنزل متجهة مباشرة الى غرفة سامح وبالتحديد الى المكان الذى القيت فيه بالصندوق- تحت الفراش- فتحت الصندوق بلهفة ونكشت به جيدا الى ان اصطدمت يدى بمفتاح معدنى فى قاعه أخرجته ببطأ ودق قلبى بعنف وأنا أنظر اليه .. غريب هذا ..انا لا أتذكر وجود مفتاح فى الصندوق!!! كان يشبه المفتاح الذى فتح به مدحت باب الطابق الأرضى فهل ياترى تلك نسخة أخرى ؟ أم أنه …..مفتاح الطابق الثانى ؟ ارتجف جسدى حينما واتتنى تلك الفكرة المجنونة سأجرب المفتاح سأصعد الطابق الثانى وأجربه ولكن ما الحال ان كان هو المفتاح الصحيح ؟ هل أدخل ؟ لا لا لا فمن يدرينى ماذا أو من بالداخل ؟ أجننتى ياداليا ؟ ظللت أحدث نفسى الى أن لمحت عيناى صورة ملقاة بجانب الصندوق فى أرضية الغرفة يبدو أنها سقطت منى أثناء اخفاء المظروف ..كانت احدى صور مدحت مع والديه وهو شاب كنت على وشك وضعها فى الصندوق ولكن بغتة حانت منى نظرة الى عينا مدحت بالصورة وعندها فقط أدركت أخيرا ما الغريب الذى استرعى انتباهى بالصور ولم أدركه وقتها ..انها عينا مدحت .. كانت احدى عينيه تبدو ذات نظرة متحجرة ثابتة .. بالتحديد كانت عينا زجاجية صناعية .. نعم أنا متأكدة كان لى خالا يمتلك واحدة وكنت اخاف منه كثيرا فى طفولتى كنت أرتعد خوفا حينما ينظر لى بها ولم أنس تلك النظرة الزجاجية ابدا وووولكن عينا زوجى طبيعية تماما ما معنى ذلك ؟ لقد أوشكت على الجنون .. وعند هذا الحد لم استطع الانتظار اختطفت المفتاح وأرقدت ابنتى النائمة فى عربتها وأسرعت الى الدرج عازمة على الصعود الى الطابق الأعلى مهما كلفنى الأمر صعدت درجات الدرج قفزا كان فضولى أقوى من خوفى بكثير ..ولكنى عندما وجدتنى فى مواجهة الباب شعرت بقشعريرة تجتاح جسدى كله منبعها شعورى بحركة خافتة بالداخل .. ترددت قليلا وغلبنى خوف الأنثى الغريزى وتراجعت بظهرى هابطة درجتين من السلم وأنا أقبض بشدة على المفتاح المعدنى حتى كاد أن يغرس فى كفى وفى لحظة كنت اتقدم مرة اخرى واولجت المفتاح فى فتحة الباب وأدرته ببطأ ولشد ما كانت دهشتى اذ وجدته يدور بسهولة وانفرج الباب لأجدنى فى مكان يشبه الطابق الأرضى تماما والغريب انه كان نظيفا مرتبا بالنسبة الى مكان من المفترض انه مهجور خطوت الى الداخل وأنا أقدم قدما وأؤخر الأخرى وفجأة افلتت من فمى صرخة حينما انصفق الباب من خلفى وكان دوى صوته كأنه قنبلة وفى تلك اللحظة سمعت صوتا مكتوما يشبه الأنين كان الصوت اتيا من احدى الغرف فى اخر الرواق المقابل لى ..لا اعلم كيف قادتنى قدماى تجاه الصوت دون تفكير فى العواقب ولكنها خصلتى التى ظننت اننى تخلصت منها الا انها كانت فقط كامنة منتظرة الفرصة للظهور تقدمت ببطأ ناحية الغرفة التى كان ينبعث منها ضوء مصدره نافذة مطلة على الشاطىء خمنت أنها هى نفسها التى رأيت الظل من وراءها .. علا صوت الأنين مرة أخرى وكان صادرا من ذلك الجسد الراقد على الفراش أمامى مجبر القدمين، مكمم الفم ينظر لى بدهشة ممزوجة باستعطاف بعينيه النى كانت احداهما زجاجية … يتبع،،،
الجمعة, مايو 3, 2024
آخر الاخبار
- سلة زعيم الثغر تواجه الزمالك في قبل نهائي كأس مصر يوم 30 إبريل الجارى
- مجلس الصيد يكرم فريق مواليد ٢٠٠٩ لكرة القدم
- مصيلحى ينظم رحلة للجماهير لاستاد البرج
- رحلة لجماهير الثغر.. لمشاهدة لقاء الاتحاد السكندري و الإسماعيلى بإستاد برج العرب
- سموحة جاهز لمواجهة بلدية المحلة الهداف احمد على امين يبحث عن فرصة للمشاركة
- اطلاق اسم السباح نبيل الشاذلي علي مجمع حمامات السباحة بالنادى الاوليمبى
- فيوتشر يتخطى فاركو بهدفين ويصعد للمركز الثامن
- فوز فريق الاتحاد السكندرى ٢٠٠٧ على الزمالك بالقاهرة ٢-١