مددت يدان مرتعشتان نحو الصندوق وجلست على الفراش احاول فتحه انفتح بسهولة كان يحتوى على مظروف به اوراق وصور
أخذت افحص تلك الاوراق فوجدتها شهادة ميلاد مدحت، قسيمة زواج قديمة يبدو انها لوالديه ،جواز سفر باسمه ،وأخيرا عدة صور عائلية للأب والأم ومعهما يحتضنان صبيا فى العاشرة تقريبا يشبه زوجى كثيرا قلبت الصورة فوجدت عبارة انا وأبى وأمى ادامهما الله لى
ثم عدة صور أخرى لمدحت فى مراحل مختلفة أخذت أنظر الى الصور بتعجب كانت هناك عدة ملاحظات ؟
أولا : جميع الصور والأوراق تخص مدحت ولكنها فى غرفة سامح
ثانيا : اين سامح ؟لماذا لم ار أثرا يخصه ؟جميع الصور لمدحت ،جميع الأوراق الشخصية لمدحت اليس من الطبيعى ان يظهر الولدان مع والديهما فى نفس الصور ؟!!!! او على الأقل يظهر الابن الأكبر سامح فى بعض الصور بمفرده قبل ولادة مدحت !!!!!
ثمة شىء ما غريب فى هذا الأمر
أمعنت النظر فى الصور مرة أخرى شعرت ان هناك أمر ما فى ملامح الصبى لا أدرى كنهه دققت أكثر وكدت أن ألمسه لولا أن انتفض جسدى فجأة عندما سمعت صوت مدحت من خلفى وهو يسألنى متهكما : هل رضيتى عن تلك الغرفة اليوم ؟
كنت أوليه ظهرى ونجحت فى اخفاء المظروف فى طيات ملابسى وحاولت تمالك نفسى الى ان استدرت له مجيبة :
– حاولت قتل الوقت فى تنظيف الغرفة
جال بنظره فى جنبات الغرفة المتسخة وقال بسخرية : أرى انك لم تنجزى الكثير
لم أجد رد ولكنه عاجلنى قائلا : عموما لا تشغلى بالك لقد اتفقت مع مرعى أن يحضر زوجته غدا صباحا للتنظيف
– مرعى من ؟
مدحت – مرعى غفير الفيلا القديم ولكنه لم يعد يعمل هنا منذ سنوات
– لماذا ؟
قرص خدى وابتسم بخبث قائلا : قالوا عنك فضولية ولكنى لم ألمسها فيكى الا منذ حضورنا هنا
جهزت طعام الغداء الذى أحضره مدحت وجلسنا الى المائدة نأكل فى صمت قطعته أنا قائلة : ماذا فعلت فى العمل اليوم ؟
رد ببساطة : يبدو ان أمر النقل سيتطلب بعض الوقت
ثم غمز بعينه مبتسما : عليكى ان تتحملى أشباحك لعدة أيام أخرى
اغتصبت ابتسامة مصطنعة ولم أرد
فى صبيحة اليوم التالى غادر مدحت الى عمله مبكرا وبعد أن اطعمت جودى واستسلمت للنوم أخرجت المظروف وجلست امعن النظر فى الصور لعلى استدعى مالفت نظرى بالأمس ونسيته الأن ولكنى لم أجد وقتا للأسف فبعد مرور دقيقة واحدة دق الباب دقات متتالية نظرت من العين السحرية فوجدت سيدة ثلاثينية تقف بالباب فأيقنت انها زوجة مرعى وفتحت لها مسرعة كنت فرحة بأن هناك من استطع التحدث معه حول هذا المنزل الغريب ولكن يبدو اننى كنت مخطأة فالمرأة بدت متكتمة أكثر من اللازم وبدأت بالانهماك فى عملها وهى تنظر حولها بين الفينة والفينة فى خوف وتوتر لا سبب له مما أثار فضولى وجعلنى احاول دفعها للحديث بأى طريقة
– هل تعملين فى هذه المنطقة منذ وقت طويل يا ست …… صحيح ما اسمك ؟
ردت المرأة دون أن ترفع نظرها عن الأرض التى تنظفها : خدامتك سعاد يا مدام وأعمل هنا منذ تزوجت من مرعى من خمس سنوات
– تشرفنا يا ست سعاد
ثم بعد دقائق .. – سعاد هلا تناولنا قدحين من الشاى ريثما ترتاحين قليلا ؟
نظرت لى سعاد نظرة عرفان وكأنها كانت تنتظر تلك الدعوة وقالت :
بالطبع سيدتى ولكن سأعده انا
جلسنا نحتسى الشاى وأخذت أتأملها كانت فى حوالى الثلاثين من عمرها ملامحها جميلة تحمل طيبة ريفية محببة كانت عيناها العسليتان تدور فى كل مكان حتى لا تنظر الى مما اوحى لى انها خائفة من أن
تقول شيئا لا يجب عليها قوله
بادرتها بسؤال مباشر : مما تخافين يا سعاد ؟
أجفلت ونظرت حولها بقلق بالغ وردت متلعثمة : أخاف؟ مما أخاف سيدتى ابدا لا أخاف من شىء وليس عندى ما أقوله أنا لا اعلم شيئا عن هذا المنزل فأنا لم اكن هنا حينما مات سيدى مدحت .
يتبع ،،،