ابني مفرط في الحركة لا يجلس في مكان واحد مدة كافية، ولا يستطيع التركيز في دروسه، يرغب في اللعب طوال الوقت.
لماذا تتغير طبيعة الطفل من النقيض للنقيض؟ فبعدما كان هاديء الطباع في اول خمس سنوات من عمره، فجأة تحول الي النقيض تماماً، يلعب كثيراً .. لا ينفذ مايُطلب منه، لا يستطيع التركيز فيما يفعله.
تعتبر البيئة المحيطة واختلاط الطفل وتعامله مع أطفال آخرين اكثر مايتسبب في تغيير طبيعة سلوكيات الطفل الهادئة، فقد يتحول هاديء الطباع بعد اختلاطه بمن هم في نفس عُمره سواء كانوا زملائه في المدرسة او اقاربه إلي طفل مفرط النشاط لا يستقر في مكان بل قد يتطور الأمر ليتعامل مع الآخرين مستخدما العنف البدني او اللفظي.
ايضاً تتغير طبيعة الطفل متأثراً بما يشاهده من كارتون او مشاهد العنف في الافلام فليس غريبا ان نري طفلاً يرغب في تقليد بطله الخارق في الطيران مثلا.
ورغم محاولة الأم توجيه طفلها ليصبح اكثر هدوءا او حثه علي عدم النشاط الزائد او الانتباه الا ان اللاوعي لديه يكون أكثر تأثيراً عليه من الأوامر والنواهي التي يتلقاها من والديه.
اما عن الطرق المُثلي للتغلب علي فرط الحركة عند الاطفال فهي باشراك الطفل في أي لعبة رياضية في المدرسة أو النادي لتفريغ طاقته الزائدة والسيطرة عليها بشكل صحي ومفيد .. وهناك انشطة أخري مختلفة يمكنها ان تحدث فرق في شخصية الطفل كالموسيقي او القرآن او الرسم والتي في استطاعتها زيادة نموه العقلي وتهذيب روحه.
وللسيطرة علي نشاط طفلك الزائد عليك إخراجها في المكان والوقت المناسبين، فيمكنك توجيه الأوامر المباشرة له والتي يمكنه تنفيذها تبعاً لعمره، كما ان التعود علي اصدار اكثر من أمر لينفذه الطفل يساعده علي التركيز ويقلل من نسبة التشتت لديه، والجدير بالذكر ان ألعاب التركيز كاللعب بالمكعبات وتكوين الصور، وقراءة القصص معه، والرسم والتلويين او ألعاب التفكير المنتشرة علي الهاتف النقال قد تساعدك في السيطرة علي نشاط الطفل الزائد.
والتشجيع الدائم للطفل أمر ضروري جداً لحثه علي اتيان السلوك المرغوب فيه ، فاذا جلس طفلك هادئاً لمدة ربع ساعة عليك مكافئته ثم عليك زيادة مدة تركيزه تدريجياً، مع استخدام كلمات التشجيع بصورة مستمرة، وهكذا حتي يعلم انك تلاحظين وتكافئين تطوره وتحسنه.
تغيير عادات وطباع الطفل أمر ضروري وسيحدث بشكل تدريجي، مع القليل من الصبر والمثابرة.
وابتعدي تماما عن توبيخه ونهره فطفلك لديه طاقة عليك استخدامها بشكل سليم ورعايتها وليس كبتها.
أمنية طه،،،
استشاري ارشاد أسري ومعالج سلوكي للأطفال