الدمج هو تقديم الرعاية والعلم لذوي التوحد في بيئة طبيعية كالفصل الدراسي في المدرسة بديلاً عن العزل بعيدا عن المجتمع، وهو خطوة مهمة يجتازها الطفل المصاب بالتوحد لكي ينخرط في المجتمع ويصبح فرداً متعلماً ثم منتجاً فيما بعد .. ومن فوائد الدمج هو تعريف الاطفال الطبيعيين والمجتمع علي ذوي التوحد وتعليمهم كيفية التعامل معهم، والدمج في المدارس يتم بشكل تدريجي ممنهج حيث يتم دمج الطفل في الفصل العادي لجزء من اليوم تزيد ساعاته تدريجياً حتي تصل الي يوم دراسي كامل، مع تواجد مدرسي الدعم بصحبة الطفل لمساعدته في بداية فترة الدمج حتي يتم الانسحاب من التواجد مع الطفل بشكل تدريجي بعد تحقيق الطفل القدر الكافي من الاستقلالية داخل الفصل الدراسي.
ومن أهم عوامل نجاح خطة العمل مع الطفل التوحدي دمجه بالروضة والمدارس .. مع ملاحظة ان الدمج لا يتم الا بعد تأهيله للدمج من قبل بعض المراكز الخاصة بأطفال التوحد.
فكيف يتم تأهيل الطفل باحدي هذه المراكز وفي اي مرحلة يمكن اعتبار الطفل مؤهلاً للدمج؟؟
يتم تأهيل الطفل علي الدمج عن طريق المركز الخاص به من خلال اربعة مستويات:
المستوي الاول وهو المستوي المعرفي حيث يتم فيه اكتساب الطفل للعديد من المفاهيم والعبارات التي تنمي الجانب الإدراكي له.
المستوي الثاني هو المستوي الاكاديمي ويتم فيه تأهيل الطفل اكاديميا من خلال معرفة الحروف والارقام والكتابة والقراءة.
اما المستوي الثالث فهو المستوي الاجتماعي فلابد من اكتساب الطفل مهارات التفاعل الاجتماعي من لعب أو تبادل ادوار او الرد علي الاسئلة الاجتماعية.
اما بالنسبة للمستوي الرابع وهو المستوي اللغوي، فكلما كان الطفل يمتلك مخزون لغوي من الجمل والكلمات كلما كان دمجه في المدرسة اسرع، اما عند فقدان الطفل للكلمات او وجودها بشكل بسيط فهذا لا يعني ان الطفل لا يصلح للدمج بل يصلح ولكن بتأهيل دمجه بالروضة اولاً اذا كان سنه يسمح بذلك، فالروضة من الاماكن الهامة للطفل لاكتساب اللغة بشكل سريع.
وفي حالة اتمام الطفل للأربعة مستويات السابقة الذكر يقر المركز المسجل فيه الطفل بأن الطفل اصبح بإمكانه الدمج في المدارس سواء الحكومية منها او الخاصة.
ولذلك نوصي المراكز الخاصة بذوي التوحد بأهمية التركيز علي الجوانب الاساسية الاربعة مع توفير مدرسي الدعم علي دراية بحالة الطفل، لكي تتم عملية الدمج بشكل صحيح.
أمنية طه،،،
استشاري ارشاد أسري ومعالج سلوكي للأطفال