اختارت منظمة الامم المتحدة، إحياءا لليوم العالمي لحرية الصحافة لعام 2018، موضوع (’توازن القوى: الإعلام والعدالة وسيادة القانون)، كعنوان لاحتفال هذا العام.
اليوم العالمي لحرية الصحافة 2018
وتركز الامم المتحدة في موضوع احتفال 2018، على أهمية تهيئة بيئة قانونية تمكن لحرية الصحافة، وتولي اهتماما خاصا لدور القضاء المستقل لإتاحة الضمانات القانونية لحرية الصحافة ومحاكمة مرتكبي الجرائم ضد الصحفيين.
ويتناول هذا الموضوع الدور الذي تضطلع به وسائل الإعلام في التنمية المستدامة، ولا سيما أثناء الانتخابات، بوصفها جهات رقابية تعزز الشفافية والمساءلة وسيادة القانون. ويهدف هذا الموضوع أيضا إلى استكشاف الثغرات التشريعية فيما يتعلق بحرية التعبير والمعلومات على شبكة الإنترنت، ومخاطر تنظيم الخطاب على الإنترنت.
وفي إطار التنمية المستدامة لعام 2030، ترتبط مساهمة الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام ارتباطا وثيقيا بالهدف الـ16 من أهداف التنمية المستدامة المتعلق بالسلام والعدالة والمؤسسات القوية. ولتحقيق هذا الهدف، يجب تطوير مؤسسات فعالة وخاضعة للمساءلة وشفافة على جميع المستويات، كما أن حرية الصحافة ضرورية لهذا الغرض.
احتفالات اليونيسكو 2018
تولت منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، اليونسكو، الاحتفال الرئيسي باليوم العالمي لحرية الصحافة لعام 2018 في العاصمة الغانية أكرا في الفترة من 2 إلى 3 مايو 2018.
وأشارت اليونسكو إلى أن هذا الحدث يوفر منبراً لمجموعة متنوعة من الأطراف الفاعلة لتبادل الآراء حول التفاعل بين وسائل الإعلام والسلطة القضائية وسيادة القانون، وذلك في سياق خطة التنمية المستدامة لعام 2030. كما تتيح هذه المناسبة تشجيع النقاش وتعزيز الفهم والتوعية بشأن التحديات المطروحة حالياً التي تواجه حرية التعبير، فضلاً عما تحقق من إنجازات.
https://www.youtube.com/watch?v=SmbaRUzvabc
ويشمل اليوم العالمي لحرية الصحافة لعام 2018 مجموعة واسعة من الاجتماعات تتضمن جلسات عامة ومناقشات ومحادثات، تتناول عددا من الموضوعات الفرعية مثل حرية الصحافة، والحصول على المعلومات والانتخابات، ونظام العدالة الذي يدعم الصحافة الحرة والآمنة إضافة إلى حرية التعبير على شبكة الإنترنت. وقررت اليونسكو أن يُستكمَل الاحتفال الرئيسي بنحو 100 حدث وطني في جميع أرجاء العالم.
وحضرت المؤتمر المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، والرئيس الغاني أكوفوـ آدو، فضلاً عن ممثلين حكوميين رفيعي المستوى. وبمشاركة ممثلين عن المجتمع المدني والمنظمات الإعلامية والرابطات المهنية والأكاديمية.
من جانبه، قال أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة، والذي يحتفل به العالم في الثالث من مايو من كل عام: «بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة في عام ٢٠١٨، أدعو الحكومات إلى تعزيز حرية الصحافة وتوفير الحماية للصحفيين».
وفي رسالة وجهها الأمين العام للأمم المتحدة، قال إن وجود صحافة حرة هو أمر أساسي لتحقيق السلام والعدالة وإعمال حقوق الإنسان للجميع مضيفا أنه لا غني عن الصحافة الحرة إذا أريد بناء مجتمعات ديمقراطية تتسم بالشفافية وإبقاء من يتولون السلطة خاضعين للمساءلة.
وأشار غوتيريش إلى أهمية حرية الصحافة بالنسبة للتنمية المستدامة. وقال إن الصحفيين والمشتغلين بوسائل الإعلام يقدمون للجمهور خدمات لا تقدر بثمن. فهم يسلّطون الضوء على التحديات المحلية والعالمية ويقدمون الأخبار التي ينبغي أن يُسترعى الانتباه إليها.
وشدد الأمين العام على ضرورة سن قوانين تحمي الصحافة المستقلة وحرية التعبير والحق في المعلومات وإعمال تلك القوانين وإنفاذها، داعيا إلى تقديم مرتكبي الجرائم بحق المدنيين الى المحاكمة.
كما دعا الأمين العام الحكومات بشكل خاص إلى تعزيز حرية الصحافة وتوفير الحماية للصحفيين. وقال إن تشجيع الصحافة الحرة هو دفاع عن حقِنا في معرفة الحقيقة.
اختيار 3 مايو للاحتفال بحرية الصحافة
ويعود اختيار الثالث من مايو احتفالا بحرية الصحافة، إحياءا ذكرى اعتماد إعلان «ويندهوك» التاريخي خلال اجتماع للصحفيين الأفريقيين، نظمته منظمة اليونسكو، في ناميبيا في 3 مايو 1991. ونص الإعلان على أنه لا يمكن تحقيق حرية الصجافة إلا من خلال ضمان بيئة إعلامية حرة ومستقلة وقائمة على التعددية. وهذا شرط مسبق لضمان أمن الصحفيين أثناء تأدية مهامهم، ولكفالة التحقيق في الجرائم ضد حرية الصحافة تحقيقا سريعا ودقيقا.
ويمثل هذا اليوم فرصة للاحتفاء بالمبادئ الأساسية لحرية الصحافة. وتقييم حال حرية الصحافة في كل أنحاء العالم. والدفاع عن وسائل الإعلام أمام الهجمات التي تشن على حريتها. والإشادة بالصحافيين الذين فقدوا أرواحهم أو حريتهم أثناء أداء واجبهم.
عبد العزيز الشناوي