بدأت الساحة الدولية تهتز خوفا من البرنامج النووي السعودي وتنطلق الشائعات عنه منذ أن أعلنت إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، نيتها إبرام اتفاقية تعاون نووي مدني مع الرياض خاصة بعد أن بدت رغبة الرياض ظاهرة في تخصيب اليورانيوم وإعادة معالجة البلوتونيوم، وهما نشاطان يجلبان الدول إلى حافة صنع القنابل الأمر الذي تسبب في إطلاق العديد من الخرافات حول ذلك البرنامج التسليحي.
الحاجة للكهرباء
تمثلت الخرافة الأولى حول البرنامج النووي في كون المملكة بحاجة لسد حاجتها من الطاقة الكهربية التي سيتم انتاجها من الطاقة النووية وهو ما رأت مجلة ناشونال انترست الأمريكية أنه مبرر غير منطقي باعتبار تقليل استخدام النفط حل أكثر ملائمة لمواجهة تلك الأزمة.
ويري المؤيدون للبرنامج النووي أن السعودية بحاجة إلى ستة عشر مفاعلا كبيرا وهو ما اعلنت عنه المملكة في عام 2012 على أن يتم انجار المشروع بحلول عام 2032 وهو ما تم تأجيله بعد ذلك إلى عام 2040.
ودعم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خطة التنمية الوطنية لعام 2030 التي ركزت على الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة، بعدها أعلن السعوديون أنه بدلا من بناء 16 مفاعلا للطاقة سيتم بناء مفاعلين فقط.
ورأى البعض أن هذا الموقف يعكس رغبة المملكة في تمويل بناء المفاعلات مع عائدات النفط الذي انخفض سعره من 100 دولار للبرميل قبل عدة سنوات إلى ما يقرب من 60 دولارا للبرميل، فيما وجدت دراسات حديثة أن السعوديين يمكن أن يلبون احتياجاتهم من الطاقة والبيئة بتكلفة أقل من خلال تطوير موارد الغاز الطبيعي والاستثمار في الطاقة المتجددة، الضوئية، وتتركز الطاقة الشمسية والرياح.
اتفاق رسمي
روج البعض لفكرة مفادها بأنه دون اتفاق تعاون نووي رسمي مع الرياض، سوف تتخلى أمريكا عن مليارات الدولارات من صادرات الأجهزة النووية وتقديم الدعم الفني إلى المملكة، وتفترض هذه الفرضية أن المملكة ستلتزم بخطة الطاقة لعام 2012، التي سبق أن تراجعت عنها كما يفترض خطأ أن أمريكا لا تزال تقوم بتصنيع مفاعلات وتصدرها إليها.
ردع إيران
تبرر المملكة العربية السعودية إصرارها على تنفيذ برنامجها النووي برغبتها في تطوير خيار لصنع الأسلحة النووية لردع إيران، إذا لزم الأمر، وهو ما يعني أن شركة روساتوم الروسية لن تتولى بناء المفاعلات النووية السعودية خوفا من تسريب المعلومات لإيران التي تعد أبرز حلفائها.
أما بالنسبة للمخاوف من تبني شركة صينية للمهمة فيعتبر أيضا مهمة محفوفة بالمخاطر، وفق الصحيفة ونظرا لنجاح كوريا النسبي في بناء أربعة مفاعلات في الوقت المحدد وعلى الميزانية في دولة الإمارات العربية المتحدة فإن المفاعل الكوري لا يزال على الأرجح هو المفضل للفوز بمناقصة المملكة العربية السعودية.
تخصيب اليورانيوم
ويرى الكثيرون أنه من الضروري أن تتبنى السعودية تخصيب اليورانيوم من أجل امداد مفاعلاتها له وهو ما قالت المجلة الأمريكية أنه غير صحيح باعتبار احتياطيات اليورانيوم مادة متوفرة على الصعيد العالمي وبأسعار منخفضة أقل من 22 دولارا للرطل، كما أن خدمات تخصيب اليورانيوم متوفرة أيضا.
وأكدت الصحيفة أنه ليس من المهم أن تنفق المملكة مليارات على مجموعة متنوعة من النباتات لإثراء اليورانيوم وإنتاج وقود نووي خاص به.
مكاسب أمريكية
واعتبرت ناشونال انترست أن ما يقال حول المكاسب العائدة على الولايات المتحدة من السماح للسعودية بتخصيب اليورانيوم ليس له أساس من الصحة، مشيرة إلى أن مؤيدو الاتفاق النووي السعودي أكدوا أن واشنطن تفتقر إلى النفوذ لتأمين تعهد سعودي بعدم إثراء أو إعادة معالجة اليورانيوم.
وأوضحت أن أفضل ما يمكن أن تفعله واشنطن هو أن تطلب من الرياض تأجيل هذه الأنشطة النووية الخطيرة لعدة سنوات، فيما يشير إلى أن الانضمام إلى رغبات الرياض هو في مصلحة واشنطن، لأن السماح للسعوديين بصنع أسلحة نووية يمكن استخدامها في الوقود قد يساعد على ردع إيران عن حيازة الأسلحة النووية.
دنيا على