كتب – عبد العزيز الشناوي
بينما تدخل الحرب الأهلية شبه الإقليمية في اليمن النصف الثاني من عامها الثالث، يعاني تقريباً كل سكان اليمن من ويلاتها ومراراتها.
دمرت الحرب التي تغلب عليها الطائفية الدينية بين فريق يرفع راية سنية تدعمها السعودية عبر التحالف العربي لدعم الشرعية، الذي يساند الرئيس عبد ربه منصور هادي، وبين فريق يرفع الراية الشيعية وتدعمه إيران.
وما بين الفريقين المتناحرين، يقبع الجوع والمرض والدمار، ليهلك الشعب اليمني بين قتيل وجريح ومصاب بأوبئة كان العالم نسي أنها موجودة!
ذكر تقرير لمنظمة الصحة العالمية نشر اليوم الاثنين 14 أغسطس 2017، أن وباء الكوليرا في اليمن تجاوز نصف المليون إصابة، لقي نحو ألفين منهم حتفهم منذ نهاية شهر إبريل الماضي فقط!
وقال رئيس المنظمة، تيدروس أدناهوم غيبريسوس، “إن موظفي القطاع الصحي باليمن يعملون في ظروف مستحيلة، مع نقص الإمكانات”، داعياً أطراف النزاع في البلد الذي تمزقه الحرب منذ أكثر من عامين ونصف إلى التوصل لحل سياسي بشكل عاجل.
وذكر تقرير للمنظمة يقدم نظرة عامة للوضع الصحي في اليمن وجود 503,484 إصابة محتملة و1975 وفاة مرتبطة بتفشي الوباء منذ أربع أشهر في البلد الذي تمزقه الحرب.
وأكثر من ربع الوفيات وما يفوق 41% من الحالات المصابة المحتملة من الأطفال، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
نحو 5 آلاف حالة إصابة يومياً
وأشارت الوكالة التابعة للأمم المتحدة إلى أن السرعة التي ينتشر فيها الوباء تراجعت بشكل ملحوظ منذ بداية يوليو، لكنها حذرت من أن الوباء المنقول عبر المياه لا يزال يصيب نحو 5 آلاف شخص يومياً.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن الوباء انتشر بسرعة نظراً لتدهور الأوضاع الصحية، مع وجود ملايين اليمنيين محرومين من المياه النظيفة.
وقال رئيس المنظمة تيدروس أدناهوم غيبريسوس إن “موظفي الصحة في اليمن يعملون في ظروف مستحيلة”.
وأضاف أن “آلاف الناس مرضى، لكن ليس هناك مستشفيات كافية، والأدوية ليست كافية، والمياه النظيفة ليست كافية”، مشيرا إلى أن الأطباء والممرضين العاملين على مكافحة تفشي الوباء لم يتلقوا رواتبهم منذ قرابة العام.
وتابع “ينبغي دفع رواتبهم ليستمروا في إنقاذ الأرواح”.
وأكدت المنظمة أنها تعمل مع الشركاء – على مدار الساعة – لدعم الجهود الوطنية لوقف تفشي المرض، مضيفة أن أكثر من 99% من المصابين بالكوليرا في اليمن يمكنهم التعافي إذا أتيحت لهم خدمات طبية.
وبسبب الدمار الذي خلفته الحرب، فإن الخدمات الطبية الأساسية غير متوفرة لأكثر من 15 مليون شخص في اليمن.
ودعا تيدروس كافة الأطراف المعنية في أزمة اليمن، التي راح ضحيتها أكثر من 8300 شخص منذ مارس 2015، للتوصل لحل سياسي بشكل عاجل.
وقال إن “الناس في اليمن لن يتحملوا ذلك لمدة أطول. إنهم بحاجة للسلام لإعادة بناء حياتهم وبلدهم”.
وأدت المواجهات بين القوات الحكومية التي تدعمها السعودية وجماعة الحوثي الشيعية التي تدعمها إيران إلى تدمير معظم البنى التحتية لليمن، مما سمح للكوليرا بالانتشار إلى هذا الحد الوبائي.