أصبحنا يومياً نستيقظ على كارثه جديدة، ثم نتضامن معها بحالة من الحداد، هذة الحالة أصبحت متلازمة مع الحياة اليومية، حتى أصبحنا نتميز بالبرود واللامبالاة عند سماع أو رؤية المصيبة والكارثة، فهى أصبحت أمر طبيعي.
دائماً ما حذرنا من الفساد والإهمال الذى يضرب بقوة حياة المواطن المصري، فأصبح أخطر علينا من الإرهاب، ولا أعلم لماذا تقف الدوله عاجزة أمام الفساد الإدارى وفساد المحليات الذى يذهب بسببه يومياً العشرات من الضحايا؟!
مازلنا نطرح السؤال الأهم، كيف نتقدم اجتماعياً واقتصادياً وتعليمياً فى ظل منظومة الفساد هذه التى تأكل اليابس والأخضر وتحصد أرواح المواطنين؟!
هل هناك خطة لمحاربة الفساد؟ .. وهل نحن نعيش فى دولة صاحبة سيادة وتطبق القوانين والدستور بالفعل على جميع فئات الشعب؟!
لماذا دائماً الضحايا من الفقراء والمطحونين؟
أليس لهم حقوق على الدولة في حماية أمنهم وحياتهم؟ أم أصبحت حياة الفقراء سهلة وبسيطة، يتلاعب بها المسؤلين بتصريحاتهم المستفذة والبعيدة عن الموضوعية والواقعية؟!
إلى متى سيظل المواطن المصري الفقير رقم عندما تنتهي حياته بسبب إهمال ما، يذهب إلى رصيد أسرته الذين لا يمتلكون أرصدة سوى حياته؟!
للأسف غابت الأولويات، فأصبحنا نعيش فى عشوائية وتخبط، والذي يدفع الثمن دائماً وأبداً، هو المواطن الفقير المطحون، ولكن، كل ما نملكه اليوم هو الدخول فى حالة حداد!
حداد على أرواح شهداء الإرهاب…
حداد على أرواح ضحايا الفساد والإهمال الأحياء منهم والأموات…
حداد على غياب القانون الذى لا يطبق إلا على البسطاء…
حداد على مستقبل أبنائنا…
حداد على مصائرنا وحريتنا.
وبعد كل حالات الحداد هذه .. لن نرى أو نشاهد محاسبة حقيقية لمسؤل أهمل في منصبه، وراح بسببه العشرات من الضحايا، سوى الإقاله فقط، ستستمر حياته، ويأتي من بعده مسؤل آخر على نفس النهج، وفي النهاية يعلم أنه لو أخطأ، سيكون مصيره الإقالة، وقد يكون التكريم أيضاً.
لا رادع لأي مسؤل في دول العالم الثالث، لذلك يكثر فيها الفساد والإهمال!
رحم الله شهدائنا جميعا، وفي انتظار حالة حداد جديدة،،،