في منطقة ما كان موجود شريطين لقطارين متجاورين و متحاذيين جمب بعض ، واحد كان شغّال و بيمشي عليه القطارات المختلفة في رحلاته اليومية و الشريط تاني مهجور و عطلان منذ عشرات السنين و كان كل الناس في المدينة الي فيها الشريطين دول و المدن المجاورة عارفين ان في شريط شغّال و التاني مجهور.
جه عدد ١٥ من الولاد الصغيرين يلعبوا في الحتة دي ، ٣ من الولاد قرروا يلعبوا علي الشريط العطلان و ال ١٢ التانين اصروا يتغابوا و يلعبوا علي الشريط الي بيمر عليه القطر كنوع من المغامرة و الشقاوة.
بمرور الوقت كان بيزيد عدد الاولاد لما يلاقوا في اطفال بتلعب و يجي ولاد تاني يلعبوا معاهم و يلاقوا الاغلبية من الولاد الموجودين علي الشريط الي بيمر عليه القطر فيروحوا يلعبوا معاهم علشان اكتر لحد ما بقي في ٢٧ طفل مستهتر بيلعب علي الشريط الشّغال في مقابل ال ٣ اطفال المحترمين الملتزمين بالصح الي بيلعبوا علي الشريط المهجور.
و فجأة صفارة القطار رنت اعلاناً ان القطر جاي من بعيد و هيعدي في المسار بتاعه ، لما القطر قرب السّواق شاف المنظر المرعب دة و ان الشريط الي هو ماشي عليه مبدور عيال بتلعب و في ثواني لقي عيال كتير في وشه علي الشريط بتاعه في مقابل ٣ اطفال بس علي الشريط التاني المهجور .
بعد ما السّواق شاف الموقف كان لازم ياخد قرار مصيري و سريع و كان القرار انه أمر عامل التحويلة انه يغير مسار القطر من القضبان المخصصة له للقضبان الي مخصصة للقطار المهجور .
سواق القطر كل الي فكر فيه مبدأ قضا اخف من قضا ، و فعلاً دهس ٣ عيال علشان ميضحيش ب ٢٧ عيل كانت هتموت.
انت شايف ان القرار الي خده سائق القطار صح ولا غلط؟
انا عن نفسي شايفة انه قرار غلط و انه قرار مبني علي العاطفة و هو قرار ظالم.
ليه دة رأي؟ اقولكم:
– الأطفال الي كان بتلعب علي شريط القطر العطلان لعبوا هناك علشان هم فاهمين الموقف و محترمين القواعد في حين الأطفال التانين الي لعبوا علي الشريط الشّغال عيال مستهترة و عندها لا مبالاة مع انهم عارفين المعلومة و متأكدين انهم معرضين لخطر كبير الا انهم لم يبالوا بالمرة .
– العيال الي بتلعب علي الشريط الشّغال عارفة ان شريط القطر دة هيعدي عليه قطر في اي لحظة و عاملة حسابها انها اول ما هتسمع صفارة القطر هتجري ، انما الي بيلعب علي الشريط المهجور مش هيتحرك لما يسمع صفارة القطر و هو جاي لانه مش في مسار القطر اصلاً ، فأتاخد غدر و ادّهس و هو مش مدي خوانة.
الفكرة دي بالضبط موجودة في تصرفاتنا و تعاملاتنا الي بنعملها كل يوم او قراراتنا الي بنقررها (او بتتعمل او تُقرر لنا كل يوم ) و هي التضحية بالأقلية الصحيحة لصالح اللأغلبية الخاطئة.
و هنا سؤال وجودي بيفرض نفسه : ما هو معيار صحة القرار ؟ و الأجابة في رأيي ان معيار صحة القرار هو الحق و العدل و ليس أكثرية مؤيدي القرار او أكثرية المتضرري من القرار.
في قصتنا السابقة كانت النتيجة ايه ؟ مات من لا يستحق الموت ليعيش من لا يستحق الحياة ، دُهست٣ ارواح بريئة مُحتَرمة القواعد و ماشية عليها فداء ل٢٧ من الحمقي و السفهاء.
ساعات الحياة بتفرض علينا بمواقفها اننا لازم نتخذ قرار ، فليكن قرارنا ممنهج علي العدل و الحق مش الحسابات العاطفية الظالمة ، القرارات الي زي دي لازم تكون صحيحة لأن لها ضحايا من الأبرياء .
لازم نعمل الصح و علينا ان نعيي جيداً انه ليس كل الصحيح شائع و بنفس القياس الشائع مش دايماً هو الصحيح ولا الحق ولا العدل .
لو انت مكان السواق كنت هتغير المسار ولا لأ؟
#اعمل_الصح
اشترك في نشرتنا الإلكترونية مجاناً
اشترك في نشرتنا الإلكترونية مجاناً.
الأربعاء, مايو 8, 2024
آخر الاخبار
- الاتحاد السكندرى يشكر غزل المحلة على تهنئته
- الاتحاد السكندرى يشكر نادى الصيد على تهنئته
- الاتحاد السكندرى يشكر النادى الأهلى على تهنئته
- الاتحاد السكندرى يشكر أصحاب الجياد لتهنئته
- الاتحاد السكندرى يشكر سبورتنج على تهنئته
- الاتحاد السكندرى يشكر سموحة على تهنئته
- مفاجأة مصيلحي لجماهير الاتحاد السكندري قبل مواجهة الأهلي
- شباب الاتحاد السكندرى ينتزع بطولة الجمهورية للسلة على حساب الأهلي