بعض الناس كالورد ، جميل المنظر والجوهر ، والبعض جميل المنظر قبيح الجوهر ، القبح يحيطه ، وينشر رائحة تنفر منها الأنوف وهو الوحيد الذي أصاب النفاق أنفه فلا يشمها أو ربما من تعوده عليها ألفها بل واحبها ، والبعض مثل الورد الصناعي لا حقيقة فيه ولا رائحة ولا جوهر، يوهم البعض بحقيقة ليست من حقيقته في شيء .
أما النوع الأول ، فهو الإنسان بطبيعته النقية ، ينشر جماله وعطره على من حوله ، يضيف إلى الحياة جمالا ، تختلط به حبا له ، و صدقا لجمال روحه ، يحبك لا لهدف أو غاية ، وهذا النوع – للأسف – على وشك الانقراض ، وعلينا الاهتمام به ، والبحث عنه بين زيف الأقنعة ، وفي الأغلب لا يمتزج بالجميع وإن صاحب الجميع ، طبيعته الرقيقة تنجذب لمن يتوافقون معه في بعض ميوله وأهدافه ومشاعره ، حينئذ يزداد جمالا ويسعد ويسعدنا نحن أيضا ، ولو شاءت له الاقدار أن يتعامل مع النوعين الآخران ، وينخرط فيهما ، فهذا قمة العذاب له ، يريد أن ينفصل عنهما فلا يستطيع ، فيحاول أن يغير طبيعتهم فيعجز ، وقتها يشعر أنه غريب .. حزين .. مضطرب .. تائه في تلك البيئة .
وما أصعب تلك الحياة المحاطة بالاشكال الصناعية ، والروائح المزيفة
والنوعان الآخران هما نبت الحياة المادية التى طحنتهم ، وحولتهم الى مسخ بشري ، له من البشر الشكل والمنظر الخارجي فقط .
ولعل أحد أدران النفسية البشرية وأسوأ صفاتها النفاق ؛ لأنه يأتي نتيجة أقبح أمراض القلوب ؛ المنافق يجمع في داخله الكذب والحقد والحسد والجبن والنميمة والتسلق على حساب الآخرين وقلة الثقة بالنفس
فلا يمكن أن تجد إنسانا صادقا ينافق ، ولا مؤمنا بقدر الله تمام الإيمان يحقد ويحسد وينافق ، ولا شجاعا ينافق ، ولا واثقا في نفسه وقدراته ينافق.
إنه يظهر لك حبا وما اخفاه قلبه من كراهية أشد ، ليس عيبا فيك إنما العيب كل العيب في نفسه المريضة .. وحتى يخفى ما في قلبه تجد إظهار الحب لك ومجاملتك قد وصلت إلى درجة تشك فيها و تتقيأ منها ، يحاول إظهار السعادة برؤياك لكن نظرات عينيه تفضح ما يستره
وذوو العقول ترثي المنافق وحاله مرة ؛ لكنهم يحذرونه الف مرة ؛ لأنه يدمر من يشتم فيه رائحة النجاح ، ويرى من خلال ضعف قدراته إزالته من طريقه ، وكأن الناجح عثرة في طريقه .. ولو تأمل حاله جيدا لوجد صفاته القبيحة هي العثرة الكبرى.
وأفضل الطرق للتعامل مع تلك الشخصية المريضة هو عدم مبادلته مشاعره الزائفة بمشاعر صادقة .. وعندما يبدأ في « اغنية النفاق » إما أن توقفه بكلمة ساخرة او نظرة ذكية منك يفهم من خلالها ما منعك أدبك وخلقك أن تقوله، وتكرار الفعل منك يشعره بصغر شأنه أمامك و أمام نفسه ، وإن كان عقله اغبى من قلبه فلا مجال أمامك إلا التصريح فلا يلبث أن يتوقف او يرحل من حياتك ، لا مأسوفا عليه وانت الرابح الأول في الحالتين .
اشترك في نشرتنا الإلكترونية مجاناً
اشترك في نشرتنا الإلكترونية مجاناً.
الإثنين, مايو 6, 2024
آخر الاخبار
- الاتحاد السكندرى يشكر غزل المحلة على تهنئته
- الاتحاد السكندرى يشكر نادى الصيد على تهنئته
- الاتحاد السكندرى يشكر النادى الأهلى على تهنئته
- الاتحاد السكندرى يشكر أصحاب الجياد لتهنئته
- الاتحاد السكندرى يشكر سبورتنج على تهنئته
- الاتحاد السكندرى يشكر سموحة على تهنئته
- مفاجأة مصيلحي لجماهير الاتحاد السكندري قبل مواجهة الأهلي
- شباب الاتحاد السكندرى ينتزع بطولة الجمهورية للسلة على حساب الأهلي