نفسياً المجتمع فى مرحلة الاحتماء القشري.
لا يريد مواجهة حقيقة تخلفه وتدنيه الحضارى وانتكاسته العظمى (الثقافية والعلمية والدينية) فاختار ان يتوارى وراء القشور “معتقداً بنجاته أو بحثاً عن الطمأنينة الزائفه”.
ففضل الاحتماء وراء الأغلبية المسلمة وكأنه من المؤمنين أو حتى يأذن الله له بذلك! “على حد فهمه”، ولن يفهم حتى وإن كان المجتمع الإسلامى بأسره ينهار امامه فهو لن يحدد موقفه الا بعد أن يضيع ويتلاشى كل ما يمكن ان يحتمى به ويولد لديه شعور الاطمئنان الوهمى، ويبقى هو مكشوف العورة بلا ساتر او حاجب حتى يبدأ فى التفكير لستر نفسه ولو بقطعة قماش باليه مهترئه تكون من صنع يده بعمله وتفكيره.
فقد لا يصلى او يصوم، ولكن يحتمى وراء رغبه فى سماع الأذان إرضاءاً لنفسه ليتولد إحساس الطمأنينة بأنه ها هو معهم او مثلهم!
وكذلك الاحتماء وراء القوة العسكرية وكأنها الدرع الأوحد والأفضل والأفعل فى حمايته ومجتمعه ودولته من القوى المعادية بتعدداتها “وان كان ذلك فى مفهومه معنى الحفاظ على الدولة والبقاء”.
ولن يفهم أن قوام المجتمعات فى أصولها وثقافتها وعلمها ومهنها، والتى وقفت أمامها جيوش الاستعمار السابقة حائرة لقوة وصلابة المجتمع .. وليس الجيش المتلاشي آنذاك.
وقد يقوم باعمال غير مشروعة ويرغب فى الهجرة ويتحدث عن مطلبات اليوم والحياة الفعليه ويبتعد عن المثاليات، ولكنه يتمسك بما يعتقد انه الحامى والقادر على إصلاح ما افسده ويفسده هو نفسه وذلك ما لسبب إلا إرضاءًا لرغبه تشعره انه لازال تحت سقف الامان والطمأنينة النفسيه وان لديه الشئ النظيف الذى يطهر قاذوراته ويحميه من الانهيار.
وهذه مجرد أمثلة من حقيقة فجه لمجتمعاتنا التي تعفنت .. فاحتموا وراء توهماتكم ولن تعملوا وتصلحوا وتنهضوا حتى تسقطوا سقوطاً مدقعاً… لكي تنهضوا بصدق … هكذا كان التاريخ.