التعليم يستحوذ على قلوب وعقول المصريين آن واحد , فلم يعد التعليم يخص الطبقة العليا من المجتمع المصرى وخصوصا بعد قيام ثورة 1952 وتطلع الطبقات الادنى من المجتمع المصرى الى الرقى و المستقبل الافضل من خلال التعليم والذى اتيح لكل افراد الشعب المصرى واصبح احد الحقوق المكتسبة فى اعقاب ثورة 1952 ليشمل جميع مراحل التعليم وحتى الجامعى منه وبالمجان .
كانت المنظومة التعليمية المصرية خلال الفترة السابقة قد اتيح لها الامتزاج الحضارى فكانت مصر قبيل ثورة 1952 بها جميع جنسيات المدارس كاليونانية و الفرنسية والارسالية والامريكية و بالطبع البريطانية , ومع هذا الاثراء التعليمى فى مصادرة واختلاط المصريين بجميع الثقافات والاعراق افرز العديد من العناصر القيادية والتعليمية الهامة واذا اضفنا الى كل ذلك الروح المصرية الرغبة فى الخروج من الاستعمار و الرغبة فى النهضة والباحثة فى اسباب الرجعية و الانتكاسة التى لحقت بالأمة الى افاق الاخر الذى اخذ بالعلم والفكر فحاز التقدم والسبق والغلبه علينا .
هذه هى القاعدة القوية التى قام عليها التعليم خلال فترة الخمسينات و الستينات من القرن الماضى ولكن هذه القاعدة رغم تخريجها العديد من الكفاءات المصرية والتعليمية الا اننا لا يمكنا ان نغفل العامل السياسى والذى اثر على الثورة البشرية المصرية بشكل كبير فمصر التى تحولت الى النظام الاشتراكى لم يكن عامل التخصص والاجاده هو المهم بجانب العوامل الاخرى والتى طرحت نفسها خلال العقد الاشتراكى الناصرى من تحكم الدولة فى عجلة التوظيف والاقتصاد فى آن واحد الى وحدوية الفكر وعدم قبول الافكار الاخرى والذى بالطبع افقد اهم شئ فى عملية مخراجات التعليم الا وهو عامل المنافسة فما الذى يضرنى على اية حال اذا كنت سوف يتم تعينى رغم كل الظروف ورغم حتى تقديرى واجادتى بالنسبة الى الاخرين وذلك على نقيض الفكر الراسمالى القائم على عنصر المتافسية والابقاء للافضل.
اما عن البنية التعليمية فقد دخلت مصر فى العديد من الحروب والمواجهات بدءا من عدوان 1956 الى حرب اليمن 1962-1967 الى النكسة العربية الكبرى 1967 وسنوات حرب الاستنزاف وحتى معركة اكتوبر 1973 كانت هذه السلسة المريرة من الحروب احد اسباب تدمير البنية التعليمية المصرية و هذا بجانب التوقف عن انشاء مدارس جديدة ومع الاخذ فى الاعتبار الزيادة السكانية المسترة بلا توقف ؛فقد نتج عن ذلك الزيادة الرهيبة فى عدد الطلاب وتقليل الفترة الدراسية فى نفس الوقت لتصل الى ثلالث فترات دراسية فى اليوم الواحد انها حقيقة مفجعه خرجنا بها الى السبعينيات من القرن الماضى تعليم لا يوجد به بنية تعليمية و كفاءات تتساوى مع غيرها ممن هم اقل كفاءة , وتعليم قائم عل سيطرة الدولة بنسبة كبيرة لا يقدم الابداع ولا يعرف الاختلاف فهو مبنى على نظام سياسى اشتراكى موجه لخدمة فكرته بشتى الطرق .
لم تستمر مصر على فكرتها الاشتراكية كثيرابعد نصر اكتوبر 1973 فجاءت اواخر السبعينات تحمل الانفتاح وظهور الفكر الراسمالى ؛ فى تطور طبيعى لتطور العلاقات المصرية الامريكية ولتسفيد مصر من المعونة الامريكية والتى ساهمت فى بناء العديد من المدارس فى مصر و لتعرف ايضا مصر انواع جديدة من المدارس كمدارس الصفوة من المدارس الدولية البريطانية والامريكية كنتيجة حتمية لانفتاح والراسمالية المستحدثهعلى المجتمع ، ورغم الزيادة الكبيرة فى عدد المدارس فى عهد مبارك والتى لا نسطيع انكرها الا ان التعليم كان مشوه بشكل كبير وانعكست السياسة المصرية المتخبطه بين الراسمالية والاشتراكية القائمه على الاتاحة مع صرف النظر عن الجودة على المنظومة التعليمية المصرية كانت الامتحانات اقرب منها الى التوقع والحفظ وكانت نتيجة الاتاحه للجميع مع عدم وجود توظيف لكل الخريجيين ملايين العاطلين الذين لا يحتاجهم سوق العمل الراسمالى
لقد تحولت المعركة فى الثلاثون عام من عصر مبارك الى معركة بين نظام تعليمى حكومى قديم قائم على اتاحة التعليم بلا جودة وبين سوق عمل لا تسيطر عليه الدولة لينتصر الاخير براسماليته ويترك ملايين الشباب الذين كانوا احد اسبا ب سقوط حكم مبارك والذين احسوا انهم ظلموا مرتين تعليميا فاصبحوا انصاف تعلمين يحملون الشهادات ولا يجديون ما يحملون اسمه وظلموا فى المرة الثانية عندما انسحبت الدولة من سوق العمل لتتركهم امام منافسة لا يستطيعون ان يدخلوا فيها من اجل الحصول على وظيفة مناسبة
ان المعركة الان التى يخوضها الرئيس ليست الا معركة الخروج بأنصاف المتعلمين الذين نقول عنهم فى مصر بالمثل الشعبى اللى وقفوا على السلم من الشهادة الى الاجادة والاتقان ومن الركون الى الدولة الى المنافسة والتحدى من اجل المستقبل ان معركة المصرى الان صعبة لانه لن يسطيع ان ينافس نفسه فقط كما كان الماضى لن تسطيع الانعزال ولن تسطيع ان يركن الى حضن الدولة المصرية لكى تعطيك وتعيلك
اصبح علينا جميعا ان نواجه التحدى و نقبل بمبادرة الرئيس لا جامعات جديدة بلا مستوى جميع الجامعات تؤامه مع الجامعات العالمية اما الخريجيين فعليهم الان ان يتعلموا ويدركوا ان المنافسه شرسه فهو مقعد واحد فقط للنجاة من الواقع
اشترك في نشرتنا الإلكترونية مجاناً
اشترك في نشرتنا الإلكترونية مجاناً.
السبت, أبريل 20, 2024
آخر الاخبار
- فوز فريق الاتحاد السكندرى ٢٠٠٧ على الزمالك بالقاهرة ٢-١
- رحلة لجماهير الثغر.. لمشاهدة لقاء الاتحاد السكندري و الزمالك بإستاد القاهرة
- الاتحاد السكندرى يتصدر الدوري بفارق الأهداف
- حل فزورة فريش اليوم الأحد 21 رمضان.. بلد السكر والقهوة والتبغ في الكاريبي
- بحضور 600 شخص .. نادى السلام البحرى ينظم اكبر مائدة افطار على ضفاف قناة السويس ببورسعيد
- تأجيل مباراة الاتحاد السكندرى و المصرى البورسعيد لتقام يوم الخميس 4 إبريل
- سلة الاتحاد السكندري تتعاقد مع صانع الألعاب الأمريكي ” مايكل ديكسون “
- دوللي شاهين تنتهي من تسجيل أغنية “ست البنات”