هي جملة من كلمتان إطلاقتها احدي الأحزاب السياسية حديثه العهد التي ولدت من رحم ثورتي “يناير يونيو ” وتتمتع بدعم أعلامي وسياسي من كافة جهات الدولة وأجهزتها لدرجه جعلته حزب الأغلبية البرلمانية بمصر المحروسه ولم يعد كما كان حزب اللقطه الفوتوغرافيه بيخت المحروسه، وتتوالي تلك الندوات والمحاضرات والمؤتمرات والحفلات التي تحمل بداخلها دعوة المواطن المصري المشاركه في الأستفتاء علي التعديلات الدستورية المقترحة من قبل مجلس النواب، وبغض النظر عن أهميتها من عدمه في تلك المرحله الحرجه في تاريخ الوطن وعدم وجود اي دور للمعارضه الوطنيه الحقيقيه لدرجه جعلت اتهام كل من لم يوافق علي تلك التعديلات الدستورية بالخيانه والعمالة وعدم الأنتماء للوطن !!
“بعيدا عن المغيبين و منصات الجماعات الإرهابية الأعلاميه واعوانهم ” فليس من المعقول او المقبول أن نسترجع ذكريات الماضي الأليم وعبارات غزوة الصناديق وتعديلات الجنه والنار والدستور والعجله تدور بعد حالة التفاؤل والأمل في التغير والاصلاح السياسي وكم الوعي للمواطن المصري وقبوله تحديات فرضت علينا ولم تكن بأختيارنا، وخصوصا مع التغير الواضح في ميزان القوي العالمية والتي بموجبها تأثر المحيط العربي وأصبح مسرح وحلبه للصراع العالمي وحقل تجارب لأسلحة تلك القوي العالمية التي لا تنحاز إلا لمصلحة شعوبها وتوسعات لإمبراطوريتها وهيمنتها وفرض سيطرتها ونفوذها خارج حدودها الجغرافية بما يخدم مصالحها الأمنية و الأقتصاديه ومواقفها السياسيه وبعد مشاهد توقيع الصكوك للأراضي العربية علي الهواء والاعتراف بسيطرة ونفوذ الكيان الصهيونى المحتل عليها وضعف الموقف العربي الموحد، ومن ذلك المنطلق نري ضرورة الحفاظ علي قوة ووحدة وتماسك الدوله المصريه وجدارها الصلب “بشعبها و جيشها وازهرها وكنيستها الوطنيه ” التي تواجه وعن حق حرب ضروس شرسه في محاولات لعدم عودتها لريادتها والتأثير في محيطها وعالمها ..
ولكن للأسف الشديد ان كان عنوان تلك الحملة ” اعمل الصح ” بسيط وهادف وبه أسقاط للتعبير عن الرأي بالموافقه علي التعديلات الدستورية المقترحة كما هو حال الأكثرية من الأحزاب السياسية واغلبيه أعضاء البرلمان، ولكن الواقع في الشارع المصري لا يعلم شئ عن تلك التعديلات وأهم المواد المقترحة للتعديل سوي المادة التي تتيح للرئيس السيسي البقاء في الحكم..
وأقولها بصدق لقد ظلم الرئيس بذلك المجلس وتلك الفاعليات المقامه بالفنادق والقاعات المكيفه، وبعض نوادي الصفوة وتلك الحملات التليفزيونية المختصرة التي لا تسمن ولا تغني من جوع لفهم أهمية تلك التعديلات الدستورية وأثارها علي حياة وحاضر ومستقبل المصريين ..فهل تجرؤ تلك القوي والأحزاب السياسيه الأحتكاك المباشر مع المواطن المصري بتنظيم ندوات بالمقاهي والكافيهات وعربات المترو والقطارات للحديث عن أهم ما يميز تلك التعديلات وهل تملك لجان التثقيف السياسي بتلك القوي السياسه الداعمه أعضاء قادرون علي أقناع المواطن المصري البسيط بأهميه تلك المشاركه علي حاضرة ومستقبله، ام ” سنظل اوفياء ” لطرق وأساليب العهد البائد بالفكر السياسي المنغلق بأننا نتوجه بالدعوة ونتحدث كلا منا داخل القاعات المكيفه المغلقه التي ربما جاء أكثر الحضور بها أصلا منتمي لهذا الحزب أو ذاك الذي يؤيد وينظم تلك الفاعليات . فإن كان عنوان الحمله جميل جدا ورائع وبسيط وهادف فأعمل الصح أنت وأنزل للناس وأترك مساحه بلا قيود للمعترضين وأن غدا لناظرة قريب وسنري ونتابع ونشارك ونرصد أي الفريقين حقق له ما أراد “مع التحفظ بوصف فريقين ” فلن تجدي بعض التصريحات المتوقعة بمعاقبة الممتنعين والمتغيبين عن المشاركه والحضور بالغرمات الماليه او تعطيل مصالحهم العامه مع كامل الاحترام والتقدير للمواطن المصري الذي يعاني من الهموم الأقتصاديه اليوميه التي هي بمثابة مرحلة الفطام الأقتصاديه الحتمية لتقويه جسد الوطن مستقبلا اذا المشاركه واجب قومي وأخلاقي واختياري ولك أن تعمل الصح من وجهه نظرك انت ولن يكون إجباري واخيرا وكما قالها “دانتي ألجيريي ” هناك حجرة محجوزة بالجحيم أكثر ظلمه لمن يقفون على الحياد بوقت الأزمات الأخلاقية.