قالت ذات يوم رئيسة الوزراء الكيان الصهيوني الرابعة، جولدا مائير: “عندما أحرقنا القدس لم أنم طيلة الليل وتوقعت أن العرب سيأتون نازحين من كل حدب وصوب نحو اسرائيل، فعندما بزغ الصباح علمت وأيقنت أننا أمام أمة نائمة”.
من هنا أبدأ حديثي عن وصمة عار أصابت العرب…
فبعد سماعي لكلمة رئيس دولة عريقة، لا تخضع ولا تقنع باحتلال لها .. شعب أبي لا يرضى الهوان .. “مصر العزة والكرامة”، أمام الأمم المتحدة.
(مهم جدا الاتحاد خلف الهدف لحل الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية، وعدم الاختلاف، وإضاعة الفرصة، والاستعداد لقبول التعايش مع الإسرائيليين في أمن وأمان وسلام، وتحقيق الاستقرار والأمن للجميع)!
أصابتني حالة من الذهول، جعلتني توقفت أمام تلك الكلمات المشينة، الموجهة إلي شعب بذل روحه لحماية وطن، استطاع من خلال صموده أن يقص على العالم أجمع، قصص مقاومة ينحني لها الرجال احتراما.
شعب جعل من مثابرته سلاح يواجه به أقوي الأسلحة والمعدات الحربية في معركة غير متكافئة دون أن تمتد له يد عربية واحدة.
شعب أراد بقوة أن يدافع عن وطنه المحتل بدون استسلام أو خنوع.
أراد تضميد جراح أمهات قدمن أبنائهم شهداء بوقوفه مرفوع الرأس أمام عدوه، مستخدما كل ما يملك من قوي لحماية أراضيه بدون أن يطول من عزيمته قنوط.
فبالرغم من صمت حكام العرب، بوقوفهم مكتوفي الأيدي أمام المجازر الصهيونية الخسيسة والمدعومة من أكبر قوة عسكرية في العالم ضد الشعب الفلسطيني، إلا أن صمتهم قد زادته البلة بالمطالبة بالتعايش السلمي مع الاحتلال والارتضاء بالواقع المخزي!!!
فيا حكام العرب…
ردتم طمر رؤوسكم في الرمال بسكوتكم عن تلك المجازر و الاعتداءات التي لا تدل سوى علي خسة الكيان الصهيوني الغاصب!
وتكتفون بتقديم الشعارات و الكلمات الحمقاء كمسكن لشعب أرضه تنزف دماء أبنائه!
فإن لم تستطيعوا تقديم لهم الدعم .. فلا تطلبوا منهم الارتضاء بالذل والمهانة مثلما فعلتم.
أردتم إلحاق أسمائكم بوصمة عار لن ينساها التاريخ، ولن تغتفرها الأجيال .. ولكن أين أنتم بجوار شعب أبي لا يرضى العار؟!
علموا أبنائكم أن العدو واحد .. وأن الكيان الصهيوني ليس بدولة .. ولكنهم حفنة من الأوباش أرادوا اغتصاب وطن مقدس.
العدو واحد .. ومن قال بغير ذلك، فما هو سوى جبان يرتضي العار من أجل الاحتماء تحت مظلتهم الممزوجة بدماء العزة والشرف!!!