مراجعه لغويه / مياده عادل المكاوى
#الطعنـــة_الثالثه
داخل مدينة الإنتاج الإعلامي بداخل واحد من الاستديوهات المتعددة لكثير من القنوات الفضائية.
يتحرك الجميع في سرعة وتوتر ..
سرعة لأنه أصبح المتبقي من الوقت لخروج البرنامج على الهواء للمشاهدين دقائق معدودة.
وتوتر لأن مقدم البرنامج لم يظهر حتى تلك اللحظة ..
كثير من الهواتف تتصل به ولكنه لا يجيب على أحد، وفجأة صاح أحد العاملين بصوتٍ عالٍ:
أ/حسام وصل ..أ/حسام وصل .
دخل حسام عيسى مقدم برنامج الطعنة وهو يسرع الخطى وبصحبته ضيف أو ضيفة الحلقة يرتدي حلة واسعة إلى حدٍ كبير تشبه الأفرول، بغطاء رأس ووجه فلا تعرف من بصحبته إن كان فتاة أو شاب!
توجه مقدم البرنامج وأجلس الضيف في المكان المخصص له وأغلق الباب عليه ثم توجه إلى منتصف الاستديو، مكانه المعتاد لتقديم بداية الحلقة وأسرع نحوه اثنان من العاملين أحدهم يصفف له شعره والأخر يقوم بتركيب جهاز الاستماع، وما أن وضعه داخل أذنه حتى حدثه مخرج البرنامج يستفسر منه عن ذلك القلق البادي على وجهه؛ فيخبره مقدم البرنامج سريعًا بأن حلقة اليوم حمل ثقيل على كتفيه مما يجعله مصاب بالتوتر على عكس عادته!
فأخبره المخرج بأن يهدأ؛ لأن كل الوقت المتبقي هو 10 ثوان!
سريعًا ابتعد العاملين وانطفأت الأنوار وتم، وها نحن نسمع معًا مقدمة البرنامج قد بدأت :
-مساء الخير على جميع المشاهدين والقارئين من كل الوطن العربي،
-وأهلًا وسهلًا بكم في حلقة جديدة من برنامجكم الطعنة.
قبل أن أبدأ في حوار اليوم من ضيف جديد للبرنامج، أود أن أشكر كل من تواصل معنا بآرائه و تعليقه على الحلقة السابقة.
في حلقتنا السابقة كانت ضيفة البرنامج سيدة أصابتها الطعنة من أقرب وأعز الناس إلى قلبها، أصابتها الطعنة من درع حمايتها، ومنبع تعلم الحنان، أصابتها من والدتها ، عندما وجدتها تشرب كؤوس المتعة من كأس زوجها (زوج ابنتها).
وجاءت إلينا الكثير من النصائح من بينها:
-ان تهدد الابنة والدتها وزوجها بفضحهم مقابل أن تحصل على حقها وتتركهم وتغادر.
– أو أن تفضحهم وتفضح علاقتهم الشائنة المحرمة شرعًا وقانونًا و أخلاقيًا.
وكثير وكثير من الآراء التي أدلت بدلوها في تلك الحلقة، والتي نشكرهم جميعًا على مشاركتنا بها.
نعود الآن إلى موضوع حلقتنا الشائكة،
حلقه انهاردة أثرت فيا أنا شخصيًا بشكل كبير ،
ولا أخفيكم سرًا أن التوتر يملأني بسببها!
ولكن كما تعودتم مني أني لا أخشى المواجهة مهما كانت ؛
لذلك قررت أن يكون ضيفنا الليلة وقضيته هو موضوع هذه الحلقة.
ضيفنا اليوم هو ، نعم هو وليست هي!
هو أ/ (ر).
-مساء الخير أ/(ر) .
-مساء النور أ/حسام .
قبل أي حاجه أنا حقيقي بشكر حضرتك لأنك وافقت على استضافتي دون أن أشعر بإهانة منك أو استخفاف أو امتعاض أو طرحي بشكلٍ سيء، منذ أول لقاء لنا وحتى عند سماعك لقصتي، لم أجد على وجهك أو أشعر داخلك بإحساس امتعاض أو بالبلدى (قرف مني) و..
-أشكرك كثيرًا أ/ (ر) وأشكرك على رأيك الشخصي بي ، ولكن أعتذر منك لأن وقت البرنامج ضيق كما تعرف وأريدك أن تقص حكايتك دون أن يداهمنا الوقت ولا تجد وقتًا للتفاصيل الدقيقة؛ لذلك أرجو منك أن تبدأ في قص ما عندك، اتفضل.
-حقيقي أنا مش عارف أبدأ منين أو إزاي؟!
-اهدى خالص واتكلم زي ما أنت عاوز مع مراعاة ما اتفقنا عليه، وابدأ من أي نقطة تحبها.
-تمام .. أنا شاب.
-شاب .. امممم.
– انا شاب مثلـــي أو شاذ زي ما الناس بتحب تقول علينا ودا التعبير الراقي اللي بيطلق على أمثالي ، من عائله ميسورة جدًا ماديًا، الأب يعمل او كان يعمل فى الخارج في وظيفة كبيرة تدر على أسرتنا الكثير كما أنه هو ووالدتي من أصحاب الأملاك.
الشاب المثلي في مصر يتعرض للكثير والكثير من الإهانات اللفظية أو الفعلية، ليس فقط من الأشخاص العاديين الذين يعرفون مصادفة أن من أمامهم هو شاذ جنسيًا، ولكنه يتعرض أكثر للإهانة من الأشخاص الذين يتعاملون معه من نفس الطائفة أو الميول فكثيرٌ ما تعرفت على أشخاص من مواقع التعارف الخاصة بنا وعند اللقاء أتعرض للضرب والسب بأقذع الألفاظ و أحيانًا الربط بالأحبال أو معاملتي على أني حيوان بيتي (كلب)!
وأكثر منه مرة عند ذهابي لأحدهم أجد أنه ليس بمفرده بل أجد كثير من الأشخاص يتناوبون علي!
وحدث لي عدة مرات أو أكثر أن ذهبت لأحدهم فأجده لا يريد ما يريده الأخرون ولكنه يقوم بسلبي كل ما أملك من أموال أو هواتف و أحيانًا بعض ملابسي، ويقوم بضربي وإهانتي وإذلالي كثيرًا ، ثم يقوم بصرفي أجُر أذيال الإهانة والمذلة!
أنا لا أقص عليكم كل ما سبق لتتعاطفوا معي على الاطلاق!
أنا أعلم أنني لا أستحق أبدًا عطفكم، بل لن أجده من الأساس؛ فأنا شاذ عن المجتمع وعن الأخلاق وعن الدين وعن الناموس الكوني كله!
بل إنني علمت فيما بعد أننا نقوم بفعل فعله قوم لوط وغضب عليهم رب العزة؛ فخسفهم خسفًا!
بل أقص عليكم هذا لعدة أسباب:
-أولًا: الاتعاظ مما جناه الأخرون بأفعالهم
-ثانيًا: لأن هناك الآن مراكز لمعالجة من وقعوا في مثل ما وقعت فيه.
-جميل جدًا أ/(ر) أنك أشرت لمراكز العلاج تلك، ولكن لديَّ سؤال:
-هل حاولت العلاج في تلك المراكز أم لا؟!
-أشكرك أ/حسام ، حاولت فعلًا العلاج أكثر من مرة ولكن كان العلاج يبوء بالفشل لسببٍ سوف أقوله فيما بعد، ولكن محاولتي العلاج كان لأن شقيقتى بدأت تلاحظ هي و أمي ردود أفعالي؛ فعندما نكون جالسين في النادي مثلًا أو في أحد الرحلات لم يكن يجذبني أبدًا أجساد الفتيات، كما يفعل من هم في مثل عمري من الشباب ولكن كانت عيناي تبحث عن الشباب وأتمعن النظر في أجسادهم وكنت أرى الاندهاش والتعجب في اعين شقيقتي و أمي ولكن قبل موضوع المراكز كانت هناك مشكلة كبيرة في انتظاري تؤرق حياتي ساعتها وهي أول مشكلة واجهتني وكانت كارثة حقيقية في حياتي هي:
– (التجنيد ) !
لأني لست وحيد بل لي شقيق يكبرني بإحدى عشر عام، وشقيقتي تكبرني بخمسِ سنوات وكان لا بد لى من دخول الجيش!
وكانت كارثه بالنسبة لي لأنني في تلك الحالة سوف أفضح خصوصًا عندما عرفت ساعتها موضوع الشهادة الحمراء، لكن بالمعارف والوسايط حصلت على إعفاء من التجنيد وعدى الموضوع ده على خير .
لكن بداية الكارثة كانت بعدها بعدة أعوام عندما أصبت بعدوى من واحد من الأشخاص الذي حدث بيني و بينه اتصال، نقل لي عدوى مرض الـ )HIV(
-عذرًا .هقاطعك هنا أ/(ر) … مرض اتش آي ڤي (HIV) هو اختصار لفيروس نقص المناعة البشرية human immunodeficiency virus ، والذي يسبب مرض الإيدز. ولكنه يختلف عن مرض الإيدز في أنه يمكن علاجه ولكن تكاليف علاجه مرتفعة للغاية، ويصاب به الإناث والذكور بل آخر إحصائية تم عملها أفادت بأن هناك 34 مليون شخص مصاب به حول العالم وهو ينتقل عن طريق الممارسات الجنسية الشاذة وغير الشاذة، وعن طريق الإبر ، وهذا الفيروس إن لم يتم علاجه فإنه بلا نقاش يتطور إلى مرض الإيدز الفتاك وللأسف الشديد فإن طائفة كبيرة من المثليين مصابين به، وتتم إصابتهم به إما عن جهل بمرضِ الشخص الذي يتواصل معه أو عن عمد من الشخص المصاب للآخرين كانتقام منه لهم!
-فعلا أ/حسام كل اللي قولته حقيقة بالكامل، وهنا كانت المصيبة في اكتشافي إصابتي به، وحيث أني مش مدمن فبالتأكيد عرف الأهل كيفية إصابتي به؛ وهو عن طريق الممارسات الجنسية الشاذة، وكانت طامة كبرى وقعت في العائلة، عاد أبي من عمله في الخارج وبعد كثير وكثير من الإهانات التي استحقها بكل تأكيد، بدأت عملية العلاج السرية والتي استمرت وقت طويل ، بعدها تم إخضاعي بالقوة لجلسات علاج نفسي في مراكز تأهيل ، وفي كل مرة يفشل العلاج، وأعود مرة أخرى إلى ممارسة الشذوذ ولكن بعد أخذ الإحتياطات الطبية لمن أقوم بالاتصال به، وفي كل مرة يتم معاملتي بشكلٍ أسوء من المرة التي سبقتها من عائلتي ، إلى أن وقعت في يد طبيب ، طبيبٍ ماهر يعرف كيف يتعامل مع مرضاه، تعامل معي على أنى إنسان وليس كما عاملني زملائه السابقون على أني كائن شاذ لا بد من ترويضه وإخضاعه للسلوك القويم!
بعد أول جلسة شعرت بكثيرٍ من الراحة في تعاملي مع ذلك الطبيب، بل إنه سألني السؤال الذي لم يسأله جميع من حاولوا علاجي في المرات السابقة وبشكلٍ صحيح:
-ما الذي دفعني للشذوذ أول مرة؟!
وجدت نفسي أجيب عليه لأول مرة بالصدق فكل مرة اسئل أجيب بشكل مختلف وبقصة وهمية، ولكن ذلك الطبيب أجبته بالصدق!
-ذلك الصدق الذي قلب كيان الأسرة تمامًا!
-عندما سألنى الطبيب طلبت أن تكون الإجابة أمام أسرتي بأكملها أبي وأمي وشقيقتي الذين كانوا متواجدون خارج حجرة الجلسة؛ فشقيقي منشغل في عمله وأسرته كما أن أسرتي لم تخبره بما في لأنهم يعرفون أنه قد يقوم بقتلي فهو ملتزم إلى حد كبير.
وبعد دخول أفراد أسرتي واستقرارهم على مقاعدهم ، طلبت من الطبيب أن يعيد سؤالي مرة أخرى، وبالفعل فعل ذلك وكانت إجابتي:
أن من قام بدفعي أول مرة لفعل ذلك هو:
-شقيقي .. شقيقي الكبير!
هو أول من مارس معي الشذوذ منذ أن كان عمرى ثمانية أعوام أو أقل إلى أن أصبحت في الخامسة عشر ، وفجأة تاب أخي وابتعد عني وعن ممارساته معي، وتركني وتزوج ورمى كل شيٍء خلف ظهره كأنه لم يكن، ونسى أنه ترك جريحًا انتهكت حرمته ومستقبله ومفهومه لنفسه، تركه يبحث عن من يعوضه غيابه فلاقى الذل والمهانة والضرب والإذلال ، شقيقي هو من أفقدني كل شيء وأصابني بكل شيء!
بعدها اصر الطبيب على ادخالى المركز العلاجي وبرغبة مني خضعت لعام كامل للعلاج النفسي ، وتوبت إلى الله فأنعم عليَّ بالشفاء مما ابتليت به.
وجيت هنا عشان أقول حاجتين:
-الأولى: لكل من وقع مُرغمًا في ذلك المستنقع، لا تخف وتقدم للمراكز المتخصصة لعلاجك قبل أن تصاب بكثير وكثير ليس فقط بالأمراض ولكن بالأمراض والإهانة و المذلة وووووووووووووو
-ثانيًا: كل شخص عادي أرجوك عامل المثلي الذي يبحث عن العلاج بصدقٍ على أنه إنسان عادٍ؛ فذلك يساعده بشكل لا تتخيله في سرعة الشفاء.
-أما المثليين الذين يريدون ذلك ويرون أنهم على صواب ولا يرون أنهم مخطئون، فعليكم من الله ما تستحقون عاجلًا وآجلًا، وتستحقون ما يُفعل بكم من إهانة ونظرة دونية.
-أ/(ر) بشكرك جدًا على تواجدك معنا وحمدلله على عودتك إلى هويتك الصحيحة.
-وكلمة أخيرة لكل أسرة يكون فيها فرد مثلي أو شاذ شاب كان أو فتاة:
-تعاملوا معهم على أنهم مرضى إذا كانوا يستجيبون للعلاج ويريدون الرجوع إلى هويتهم الصحيحة وحاولوا معهم لتكشفوا سبب الانحراف لتستطيعون معالجته، والقضاء عليه لا تسكتوا و تتسترون على إثمٍ قد يضركم ويضر ابنائكم.
فالانحراف له عدة اسباب واحد منها ما سمعناه اليوم، وهناك إضطراب الهوية الجنسية و كُلًا له علاج.
أما الشاذ جنسيًا عن عمد واقتناع فأنا أطالب له بالإعدام فورًا لما يسببه من فساد في المجتمع ونشر رذيلة يهتز لها عرش الرحمن ، ناهيكم عن الأمرض التي تنتشر في المجتمعات مثل الـ HIV والإيدز والسيلان والزهري وكثير من الأمراض الخبيثة صعبة و مستحيلة العلاج!
في انتظار آرائكم وتعليقاتكم على الحلقة.
ونلتقي قريبًا في حلقة جديدة من برنامجكم:
-(الطعنة)
كان معكم:
-حسام عيسى