العفوية والبساطة وقربها من المشكلات الحياتية اليومية، وضعها بداخل القلوب. ابتسامتها الداعمة وروحها المبهجة ولمس اوجاع المشاهد، جعل من برامجها برامج الصف الأول لثمان سنوات علي التوالي.
دعاء فاروق .. أم مصرية .. اعلامية وقارئة وكاتبة وساخرة من كل آلام الواقع. لا يليق أن أكتب عنها الا ببساطتها التي تلازمها ولا تغيب عنها للحظة، وهى تقودك للانصات اليها بعفوية.
جاءت من احضان طنطا لسماء القاهرة، لتخط قصة نجاح لامرأة مصرية ورايدة الظهور بالحجاب علي الفضائيات المصرية التي لا تحمل طابع ديني بحت.
دعاء فاروق، أسست لنوعية البرامج الدينية الاجتماعية، والتي لاقت استحسانا عريضا، وكانت قد ابتدات نشاطها الاعلامي عام ١٩٩٨ من خلال قناة (ايه آر تي) في برنامج المتزوجون، وبيت العز، ثم لمع نجمها مع قناة الحياة عام ٢٠٠٨ والتي شهدت صعودا في مؤشر نجوميتها، حتي نافست المسلسلات الرمضانية بنسب المشاهدة. وأطلت بكتاباتها عبر مجلات عديدة، منها حجابي وستالايت وجريدة صوت الامة والدستور، ولها عدة مؤلفات منها في رثاء الشغالة ووش كسوف.
أصبحت مواعيد برامجها ساعة مقدسة للكثيرين عبر برنامجي، كلام من القلب، والدين والحياة، وحقق البرنامجين نجاح منقطع النظير، حتي قررت الخروج من هذه النوعية من البرامج، لتفاجئنا بنجاح منقطع النظير في برنامج، حياتنا، والذي تبنت به التحفيز والتجارب المثيرة للجدل كعادتها في القدرة علي ابهار الجميع، وتزامنا مع برنامج حياتنا، تقدم ايضا برنامج، اسأل مع دعاء، وهو الذي بصنف ايضا بالتصنيف الديني الاجتماعي.
دعاء فاروق .. بعفويتها تجيب عن أسئلة بوابة الخبر الالكترونية،،،
ما أهم قيمة ساعدتك علي اقامة ذاتك؟
– البساطة .. والدي ووالدتي كانوا ناس بسطاء جدا ومتواضعين، ووالدتي كانت ست راقية جدا، ووالدي علمنا احترام الجميع، الصغير والكبير، والتعامل باحترام، فتعلمت من صغري البساطة والاحترام.
التميز والحضور الطاغي ليست مستحدثات، كيف اكتشفت نفسك وقررت ان يكون مجال عملك في الاعلام؟
– من بعد تخرجي مباشرة كل شغلي كان تعامل مع الناس، اشتغلت مضيفة أرضية، استقبل الوفود المهمة، وبعد كده اشتغلت في مجال المبيعات في شركة عالمية، وطبعا مجال المبيعات بيعتمد على القدرة على الحوار والاقناع، فكنت دايما بقدر أقنع العميل واوصل المعلومة بطريقة كويسة، بعد كده قدمت في قناة (إيه آر تي) واتقبلت وبدأت كمذيعة.
هل تعتبري الزواج ومسؤولياته داعم ام معرقل للحياة العملية؟
– الجواز عمره ما كان معرقل للحياة العملية. حياتنا عبارة عن مجموعة حاجات، شغل وجواز واولاد، وده كله لازم يمشي بالتوازي مع بعضه، ومينفعش نكون أنانين، الجواز والاطفال هما الطريق لاستمرار الحياة، والناس اللي اعتقدت ان الجواز هيعطلهم ندموا لان كل شئ بيروح، النجاح والشهرة، وبيفضل الابن الصالح والاسرة.
صحيح ان ليكي مسيرة عظيمة قبل برنامج كلام من القلب وبرنامج الدين والحياة، الا ان البرنامجين حققوا شعبية عريضة علي الارض .. في رأيك لماذا هذه النوعية تحديدا حققت هذا النجاح؟
– كلام من القلب، كان أول برنامج ليا على قناة الحياة، ودخل قلوب الناس، بالبساطة ولمس المواضيع اليومية وعدم التكلف والاستعانة بتجارب حقيقية وتبسيط كلام الضيف، كل ده ساعد ان البرنامج يوصل لشريحة كبيرة من الناس. لما كنت بمشي في مكان كان بيتقالي، انتي بتقولي اللي احنا عايزين نقوله. وقدرت بكلام من القلب، اعمل برنامج هوا كل الناس تستناه.
وطبعا برنامج الدين والحياة، تجربة مهمة ونسب مشاهدته في رمضان كانت من اعلى نسب المشاهدة في القناة، وكان بيبقي عادل امام الاول وبعدين انا.
كيف تعاملتي مع غضب الجمهور واعتراضه على تركك لبرنامج الدين والحياة؟
– كل شئ له نهاية. انا قعدت ٨ سنين اقدم نفس البرنامج، بنفس الضيوف، قلت كل حاجة مبقاش فيه اضافة، وفعلا ناس كتير زعلت، بس كان لازم نغير، عشان الناس متحسش بالملل، وطبعا رجعت اقدم برامج هوا تاني، بس حبيبت اتغيب عن الهوا فترة واعمل تغيير.
برنامج حياتنا، تجربة مميزة ونقلة في مشوارك الاعلامي .. كيف كان الاستعداد لهذه التجربة وهل راودتك بعض المخاوف من عدم تحقيقه لنجاح يشبه اسلافه؟
– حياتنا، كان تجربة كبيرة لانتاج كبير، وكنت خايفة في البداية من التغيير، بس كل شئ تلاشي مع اول حلقة عملتها عن التوائم ومليت الاستوديو توائم، والحلقة عملت صدى واسع، وكل الحلقات بعد كده كانت بتعمل صدى كبير، ونسب مشاهدة محترمة جدا على اليوتيوب.
وجهت اليكِ انتقادات بسبب حلقة الاستاذ عادل حموده .. كيف واجهتيبها؟
– كل النقد كان قبل الحلقة، اما بعد الحلقة كله اشاد بالحلقة، الناس كانت معترضه ان ازاي مذيعة برامج اجتنماعية هتحاور سياسي مخضرم، ولكن انا كنت بتناقش معاه في الانسانيات، وتنضح ازاي الناس بتحكم بالظاهر، وان كل صراعاته مهنية، وبعد كده اتكتب اشادة عن الحلقة وعن نجاحي في ادارتها بشكل جيد.
بصفتك اعلامية عربية .. كيف تردين على اتهام الاسلام دايما بالارهاب؟
– الاعراض .. ربنا وضع المنهج وقال (واعرض عن الجاهلين) .. نبرز قيمنا الجميلة ونوصل الصورة المحترمة اللي المفروض توصل، وبكده يكون افضل رد على الارهاب.
ناقشتي اعتي المشكلات الاجتماعية ولكن كيف تنظرين لتهميش الكوادر الشابة؟
– انا بعمل في، برنامج حياتنا، حلقات عن الشباب اللي بينجحوا في سن صغير، مفيش حاجة سهلة، لازم نتعب ونجتهد، ونكون أصحاب ارادة، ونفشل ونقدر نقوم من الاول فننجح.
ما هي نصيحتك لامهات الطبقة المتويطة في ظل الازمة الاقتصادية الطاحنة اللي بيمروا بيها؟
– النصيحة انا باخدها من الامهات العتاولة، اللي بتشتغل وترجع تذاكر، وتشتغل في البيت، وانا اقل من تقديم النصيحة ليهم.
الدعم النفسي الذي تقدميه في كل برامجك دائما، جلب لك الكثير من الحب .. هل هو متعمد للتهوين على المشاهد؟
– الدعم النفسي شغلي، بحاول اقدمه للستات، وحريصة اقدم قيمة او معلومة او اي استفادة من خلال الحلقة.
ما اهم قيمة في نظرك يجب تعليمها للاطفال؟
– الاطفال يتعلموا الحب، يحبوا بباهم ومامتهم واخواتهم، الحنية بتصنع انسان سوي، والحنان واغداقهم بالحب الكبير.
نصيحة لكل صاحب موهبة ومبدع واصابه احباط من المناخ العام؟
– الصعوبة في كل مكان، مش في مصر بس، كنت في ايطاليا، وراكبة تاكسي، السواق بيشتكي من الغلاء والمعيشة. فيه ناس اعرفهم اجانب عايشين في مصر، وبيقولوا الحياة فيها أفضل من بلدهم. اهم حاجة قدرتك على الصمود، وانك تقوم بعد ما تقع .. هتنجح بالتأكيد.
حوار – أمنية مجاهد