هاجر محمد موسى تكتب: موقف من سعادة الحياة

0

السعادة ليست بالمال، ولكنها شعور دائم بالرضا، وإحساس نبيل مستمر بداخل النفوس.

كنت في زياره لأحد أصدقائي، يمتلك أستوديو للتصوير، فوجدت صورتين لسيدة بجلباب ورجل بجلباب، تبدو عليهما آثار الفقر، ولكنهما يحتضنا بعضهما.

فقال لي، تلك صور بواب العمارة، متزوج من 9 سنوات، ولم يذهب للبلد، ويعشق زوجته، فقرروا قبل السفر أن يجددا صورتهما القديمة، ويتصورا حديثاً مع أطفالهما.

جديربالذكر، أنه برغم أنهما يمتلكان اللا شيء، إلا أنهما عاشقان .. فالنظرات واللمسات لعاشقان في تمسكهما بحبهما ورغبتهما التباهي به .. عاشقان في رضائهما بملكيتهما لصورة واحدة، على مدار عشر سنوات، ولكن الحب بينهما أعظم من كل تلك الصور التى نمتلكها في حياتنا على مواقع التواصل الاجتماعي، وبداخل أجهزتنا المحمولة،
نحن نمتلك الكثير،.. ولكن كلها أملاك غير معنوية، أملاك مادية فقط.
فمن منا يمتلك صورة، ولو واحدة، بضحكة صافية، غير مختلطة بطابع النفاق، أو الحزن؟
من منا مازال يمتلك الحبيب الأوحد منذ عشر سنوات، ولم يستبدله بعدة أحباب وهميين؟!

في حياتنا المادية التى نمتلك فيها ممتلكات ونفتقد للمعنويات، نجدد الأشخاص كما نجدد ملابسنا! ونستحدث معارف وعلاقات وهمية، كما نستحدث “السيارات” وأجهزة الاتصال!!!

نملك الكثير من الملابس .. ولا نملك الرداء المميز مع الحبيب!

أنا عن نفسي، تمنيت البساطة، تمنيت أن أمتلك اللا شيء أمام أن يكون لدي رداءاً أوحد، مع حبيب أوحد لمدة عشر سنوات كاملة .. أن تكون ليلة العيد هي ليلة سعادتي، حيث أخرج لأقابل محبوبي بعباءة ذات نقوش، وأعطيه صينية من الكحك، ويعطيني عشرين جنيه، وهو يرتدي بيجامة العيد، ونضحك معاً .. دون قيود.

اترك تعليق