لن أتحدث عن حقوق العامل وواجباته.. ولا عن واجب الدولة تجاهه.. ولا عن معاناته الاقتصادية والاجتماعية.. ولا عن انعدام تطوير مجالات العمل.. أو عن المصانع المغلقة والتحكم في مصادر الرزق.
لن أتحدث عن أمور عدة قد يكون من الواجب الحديث عنها، لكنني متأكدة أن هناك الأفضل مني كثيرا للحديث عن ذلك.. في البداية أود أن أهنئكم جميعاً.. كل سنة وأنتم طيبين بمناسبة عيد العمال، فالعمل أمل وبناء للمستقبل.
لا أعرف هل هناك علاقة بما أقوله اليوم وبين المناسبة الهامة، وهي يوم عيد العمال، ولكن اليوم وددت أن أكتب عن مدى إعجابي بالعامل (السوري)، جايز قصدي الإنسان العربي السوري وتكوينه جعله ذلك الشخص المهذب أخلاقيا، المخلص والمؤهل مهنيا وفنيا، فقد تعاملت وأغلب الظن أن أغلبكم تعامل مع نساء ورجال سوريات وسوريين، فأثبتوا مهارة عن جدارة وحسن تعامل ومعاملة وجودة الإدارة، في مجالات عدة، أعمال يدوية أو زجاج معشق أو حتى مطاعم ومأكولات، سواء العمل يدار من منازلهم أو من معارض ومحلات.
الحقيقة أنني توقفت كثيرا، أن جميعهم استعانوا بعمال مصريين في أعمالهم، أي أنهم فتحوا أبواب رزق لهم ولإخوانهم المصريين اللذين لم يوفقوا لسبب أو آخر في إيجاد فرصة عمل مناسبة، وللأمانة طبعا نحن نمتلك مهارات عدة في مجالات مشابهة أو مختلفة، لكن أعتقد أننا نفتقد فن الإدارة.
حلمت بتعاون مشترك في مجال العلم وتبادل افكار، ومعلومات وتدريب على فن حسن الإدارة، والتعامل مع العميل بهدوء، ورقي أخلاق وأمانة في العمل لخلق مشروعات صغيرة وإنتاج أكبر قد يؤدي لتحريك السوق للمشروعات الصغيرة، وزيادة العرض وانخفاض الأسعار، قد يكون ذلك عن طريق مؤسسة أو أفراد، لا أعلم، إلا أنني أطرح تصور، تخيل. لقد تخيلت ذلك وابتهجت وابتسمت أن يتحقق.
أخيراً.. تحية لكل عامل وكل عاطل حاول أن يعمل ولم يحصل على عمل أو توقف رغماً عنه، وتحية للشعب السوري، وألف تحية لكل أم وأب ومعلم ومسئول كان خلف صنع إنسان راقي أخلاقيا وناجح عمليا محبا لعمله ومتقن له، نشأ على مبدأ أن (العمل عبادة).
مين اللي محنيلك خضار الفلاحين الغلابة؟ .. مين اللي محنيلك عمار عمالك الطيابة؟
في عيد العمال … ألف تحية لكل إيد بتبني .. وبتزرع.. وبتصنع.