للأمانة كلنا تعلمنا في ذلك الوطن أول درس اتعلمناه، من زرع خير حصد خير، ومن زرع شر حصد شر. كل زرع يطرح ثماره وأوراقه.
بمعني أنك تملك أدوات وبذور الخوف وتقوم بزراعتها ماذا تجني مثلا؟ سعادة أم سرور؟ راحة أم أمان؟ إن كنت لا تعلم، فأؤكد لحضرتك أنك أبدا، لن تحصل على راحة من أي نوع لا راحة بال ولا راحة جسد، حتى لو مات الجسد، لن تحصل الروح على راحة لقلقها البالغ، أن ضميرها لم يستيقظ.
في بلدنا البهية قامت في الوقت الأخير ثورتين وكلنا نعلم أن سببهم كان زراعة الخوف (خاف على نفسك خاف، على عيالك، خاف على لقمة العيش)، والضغط والإحباط، ثم الانفجار بدون حسابات لأي خوف بينتهي الأمر إلى “مش فارقة:.
ما بالك إذن والحال يصل إلى لقمة العيش والخضار واللحمة والسمك والذى منه؟، ما بالك والحال يصل لفيزيتا دكتور أو دواء من صيدلية؟، ما بالك والحال يصل للمواصلات والتعليم وغيره وغيره .. لما توصل لمرحلة “مش فارقة”؟
أقولك أنا ياسيدي .. حيث أننا نزرع الخوف ونصم الآذان ونقفل الأفواه بالضبة والمفتاح، سنحصد إما لا مبالاة وبرود وطني وعدم انتماء، أو نزرع مواد جاذبة للإرهاب، مشروعات إرهابية تمشي على رجلين إثنين بسهولة جدا، لأنها أصبحت مش فارقة! مؤكد الإرهابي كان شخص خايف، وعقله فارغ فأصبح أرض سهلة لثمار تنمو وتترعرع بشكل أسرع مما تتوقع.
رأيي لكل من يجب عليه أن يسمع ويفكر، إذا كنت تعتبر الشعب طفل حديث الديمقراطية، فاجذبه واستمع له وحاوره كثيرا.. الطفل إذا أخفته من شئ، سيحاول أن يقوم به دون علمك. وإن كنت تعتبر ذلك الشعب، ناضج، فأيضا اجذبه واستمع له وحاوره، ولا مانع من البحث عن نقاط مشتركة بينكم.. صدقني زراعة الخوف تحذف خاصية الإحساس بعد حين، وتحصد لا مبالاة، والخوف من بعض، والكراهية، واستئصال للنخوة التي نحتاجها جميعا وقت الشدة، فما رأيك أن نزرع محبة وإعادة تصنيع للمودة؟ أعتقد أننا سنحصد، ونحصل على طاقات إيجابية للحب والرحمة والحق.. هل لي أن أحلم؟.. وأن تحلم معي بتحقيق ذلك؟