كتبت – آية عبده
جدّد مستوطنونالكيان الصهيوني، صباح الاثنين، اقتحامهم للمسجد الأقصى في القدس الشرقية، في الوقت الذي واصل فيه الفلسطينيون رفضهم دخول الأقصى من خلال بوابات ثبتتها الشرطة الصهيونية .
وقال فراس الدبس، مسؤول الإعلام في دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، إن مستوطنين جدّدوا اقتحامهم للمسجد الأقصى من باب المغاربة، في الجدار الغربي للمسجد، تحت حراسة الشرطة الصهيونية.
ولليوم الثاني على التوالي، أدى عشرات الفلسطينيين الصلوات في الطرق المؤدية إلى المسجد الأقصى في القدس، بَعْدَ رفضهم المرور من خلال بوابات فحص إلكترونية، ثبتتها الشرطة الصهيونية.
ووثقت الصور وأشرطة الفيديو العشرات من الفلسطينيين وهم يؤدون صلاة الظهر في منطقة باب الأسباط، خارج أسوار البلدة القديمة من مدينة القدس الشرقية، كما أدى العشرات صلاة الظهر في منطقة باب المجلس، المؤدي إلى المسجد الأقصى، في داخل البلدة القديمة.
وللمسجد الأقصى 9 بوابات، فتحت الشرطة الصهيونية منها منذ الأحد 4 بوابات، هي الأسباط في الجدار الشمالي للمسجد، وباب المجلس وباب السلسلة وباب المغاربة في الجدار الغربي، فيما ما زالت البوابات المتبقية مغلقة.
وهناك بوابة عاشرة في داخل المسجد اسمها باب المطهرة، تؤدي إلى المرافق الصحية التابعة للمسجد، ولم يتضح وضعها بعد.
وذكر المركز الفلسطيني للإعلام على موقعه الالكتروني، الاثنين، أن هذه الخطوة جاءت تعبيرا عن رفضهم لتركيب السلطات الصهيونية بوابات إلكترونية عند مداخل المسجد الأقصى، والإمعان في إهانة المصلين والتضييق عليهم، ومحاولة فرض واقع جديد بهدف التحكم بالمصلين.
وفي السياق ذاته، تزايدت الدعوات المقدسية إلى جميع المواطنين للاعتصام أمام بوابات المسجد الأقصى لرفض ما تقوم به القوات الصهيونية من وضع بوابات إلكترونية لعبور المصلين من خلالها.
جدير بالذكر أن الشرطة الصهيونية أغلقت، صباح الجمعة 14 يوليو، المسجد الأقصى بشكل كامل، وأعادت فتحه ظهر الأحد 16 يوليو، بعد تثبيت أجهزة فحص الكترونية على بعض بواباته، مصرّة على أن كل من يريد الدخول إلى المسجد لابد أن يمر عبر البوابات.
هذا وقد قتل 3 فلسطينيين، صباح الجمعة الماضية، برصاص الشرطة الصهيونية في ساحة المسجد الأقصى، بعد إطلاقهم النار على عناصر من الشرطة الصهيونية خارج إحدى بوابات المسجد ما أدى إلى مقتل شرطيين اثنين، لتتخذ إثر الاشتباكات قرارا بإغلاق المسجد الأقصى بصورة كاملة.
حيث دعت حركة فتح إلى يوم غضب عارم في جميع الأقاليم وإلى زحف جماهيري وشد الرحال للمسجد الأقصى يوم الأربعاء المقبل لمواجهة التصعيد الصهيوني ضد المسجد الأقصى.
وأشارت الحركة إلى أنه سيتم بالتنسيق مع وزارة الأوقاف إقامة صلاة الجمعة المقبلة في الساحات العامة في جميع المدن الفلسطينية، موضحة أن كل إقليم سيحدد خطته لنصرة المسجد الأقصى والمقدسات وضد الممارسات الصهيونية حتى تتراجع عن ممارستها ضد المسجد الأقصى.
وجاءت هذه الدعوات خلال استقبال أمين سر حركة “فتح” عضو المجلس الثوري عدنان غيث، لعضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومفوض عام التعبئة والتنظيم جمال المحيسن وكافة أمناء سر حركة “فتح” الأقاليم الشمالية.
وشدد محيسن في حديث لإذاعة “موطني”، على أنه لا يمكن القبول بالأمر الواقع، ولابد من عودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل الساعة السابعة من صباح يوم الرابع عشر من يوليو، مطالبا السلطات الصهيونية بإزالة البوابات الإلكترونية وحواجز التفتيش عن مداخل الأقصى.
وأكد محيسن على ملكية المسلمين للمسجد الأقصى وقال إنه لا علاقة لليهود بالأقصى ولا سلطة للحكومة الصهيونية عليه، محذرا من مخطط صهيوني لاستغلال أي حدث لتهويده.
وفي غضون ذلك، ومع تواصل فرض السلطات الصهيونية فرض واقع جديد بالقدس والمسجد الأقصى، حذرت حركتا “حماس”، و”الجهاد الإسلامي”، الكيان الصهيوني من مغبة استمرار انتهاكاتها بحق المسجد الأقصى بمدينة القدس.
وقالت الحركتان في بيان مشترك، صدر الاثنين، إن ما جرى من عدوان خلال الأيام الماضية لن يمر مرور الكرام.
وأضاف البيان: “إننا نحذر الاحتلال من أن استمرار عدوانه وعدم كف يده سيؤدي إلى تصعيد كبير يتحمل العدو كامل المسؤولية عن تداعياته”.
وتابع قائلا إن ما ترتكبه السلطات الصهيونية بشكل يومي يهدد بإشعال المنطقة بأسرها وينذر بحالة من الحرب التي تُصر حكومة نتنياهو على أن تكون حربا دينية، بحسب ما جاء في نص البيان.
هذا وشددت الحركتان على أن المسجد الأقصى خط أحمر والمساس به أمر لا يُمكن السكوت عنه بأي حال من الأحوال.
كما دعتا تل أبيب إلى وقف الإجراءات ورفع يدها عن المسجد الأقصى المبارك، وعودة السيادة عليه لدائرة الأوقاف الإسلامية كما كانت.
من جهته قال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إن الشعب الفلسطيني لن يسمح بتمرير المخططات الصهيونية الرامية لتقسيم المسجد الأقصى والسيطرة الكاملة عليه.
ووصف هنية، في بيان صدر عن مكتبه، الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة في المسجد الأقصى بـ”التطور الخطير”، داعيا العرب والمسلمين إلى نصرة المسجد الأقصى وقطع الطريق على محاولات الاستيلاء عليه في هذا الظرف الدقيق من تاريخ الأمة.
جدير بالذكر أن المرجعيات الإسلامية في مدينة القدس دعت، الاثنين، المصلين إلى عدم الدخول إلى المسجد الأقصى، من خلال البوابات الإلكترونية.
وطالب البيان، المصلين المسلمين، برفض ومقاطعة كافة الإجراءات الصهيونية.
ومن جانب اخر دان مجلس جامعة الدول العربية الذي عقد اجتماعا طارئا في القاهرة، الاثنين، الإجراءات التي فرضتها السلطات الصهيونية للدخول إلى المسجد الأقصى في القدس، معتبرا أنها تشكل انتهاكا جسيما لكافة المواثيق والقوانين الدولية وطالب بإلغائها.
وأكد مجلس الجامعة، في بيان، رفضه لأي تغيير في الوضع القائم في مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى، وضرورة وقف وإلغاء جميع الإجراءات الصهيونية بما يشمل إزالة البوابات الإلكترونية واحترام حرية العبادة.
وأوضح مجلس الجامعة بأن ما يحدث من إجراءات واستمرار محاولات تغيير الواقع التاريخي في الحرم القدسي سيؤدي لتصعيد بالغ الخطورة وعواقب وخيمة في إشعال فتيل حرب الفتنة الدينية في المنطقة.
وأكد المجلس أن مدينة القدس مدينة محتلة وجزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.