قال مسؤول سعودي رفض الكشف عن اسمه اليوم الأحد الموافق 21 اكتوبر، في تصريحات لوكالة “رويترز” تفاصيل الشجار الذي أودى بحياة الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده باسطنبول، وأكد أنه مات خنقا نتيجة تكميم فمه لمنعه من الصراخ وفضح ما يجري معه.
وبحسب أحدث رواية عن مقتل خاشقجي، أرادت الحكومة السعودية إقناعه، بعد انتقله إلى واشنطن قبل عام خوفا من الانتقام منه بسبب آرائه، بالعودة إلى المملكة “كجزء من حملة لمنع تجنيد المعارضين السعوديين من قبل أعداء البلاد”.
وقال المسؤول إن نائب رئيس هيئة المخابرات العامة، أحمد عسيري، قام بتشكيل فريق مكون من 15 فردًا من قوات المخابرات والأمن للذهاب إلى اسطنبول ومقابلة خاشقجي داخل القنصلية السعودية لمحاولة إقناعه بالعودة إلى المملكة السعودية.
واكد المسؤول على أن هناك أمرا دائما بالتفاوض على إعادة المعارضين بطريقة سلمية، “وهذا ما يمنح رجال الاستخبارات دائما سلطة التصرف دون العودة إلى القيادة”.
وافاد لمسؤول بالتفاصيل قائلا : “عسيري هو الذي شكّل الفريق وسأل عن موظف عمل مع القحطاني يعرف جمال منذ عمل كلاهما في السفارة بلندن، والقحطاني وقع على أحد موظفيه (ماهر المطرب) الذي بإمكانه أن يدير المفاوضات مع خاشقجي.
وحسب ما قاله المسؤول، فأنه ووفقا للخطة التي وضعها رجال الاستخبارات، كان على الفريق أن ينقل خاشقجي إلى منزل آمن خارج اسطنبول وإبقائه هناك “لفترة من الوقت”، ثم إطلاق سراحه إذا رفض في نهاية المطاف العودة إلى السعودية.
واشار المسؤول إلي إن الأمور سارت بشكل خاطئ منذ البداية وبعيد عن الخطة الاساسية حيث تجاوز الفريق الأوامر وسارع لاستخدام العنف مع خاشقجي، فبعد دخول خاشقجي إلى مكتب القنصل العام لإتمام معاملته، بادره أحد أعضاء الفريق الأمني الناشطين، بالحديث حول عودته إلى المملكة العربية السعودية، وفقاً لرواية الحكومة.
لكن خاشقجي رفض وأخبره بأن شخصًا ما ينتظره في الخارج وسيتصل بالسلطات التركية إذا لم يغادر القنصلية ويظهر خارجها في غضون ساعة .
وقد افادت خطيبة خاشقجي، التركية خديجة جنكيز، لوكالة “رويترز” بإن خطيبها جمال سلمها هاتفين جوالين وترك تعليمات بأن تنتظره وتطلب مساعدة من رئيس تركيا إذا لم يعاود الظهور.
ووفقا لما ذكره المسؤول السعودي في روايته الجديدة، خاطب خاشقجي المطرب قائلا بصوت مرتفع إنه ينتهك المعايير الدبلوماسية وقال: “ماذا ستفعل بي؟ هل تنوي خطفي؟”، فأجابه بلهجة حادة: “نعم، سوف نعاقبك ونخطفك”، واوضح المسؤول إنها كانت محاولة للتخويف انتهكت طبيعة المهمة وخربتهاتماما .
عندما رفع خاشقجي صوته وهمّ بالصراخ وطلب النجدة، أصيب الفريق الأمني بالذعر. وتحرك أفراده لتقييده، ووضعوا أيديهم على وجهه ليكموا ويغطوا فمه، و”ضغطوا بكل قوتهم عليه، محاولين منعه من الصراخ لكنه اختنق ومات”، و” لم يكن القصد قتله”. حسب رواية المسؤول السعودي.
وعند توجيه سؤال للمسؤول حول ما إذا كان الفريق الأمني قد خنق خاشقجي قصدا ، قال المسؤول السعودي: “إذا وضعت شخصا من عمر جمال في هذا الوضع، فإنه ربما يموت”.
آية عبده