في عام ١١٦٨ هاجم الفرنجة مصر من القدس بقيادة أمالريك الأول الملك الصليبي لبيت المقدس وارتكبوا مذبحة كبيرة في مدينة بلبيس محافظة الشرقية الآن، وبدأ أهل القاهرة يرحلون عنها وأمر الوالي بحرق مدينة الفسطاط كلها عدا بعض الكنائس ومسجد عمرو بن العاص كي لا ينهبها الغزاة ولا يجدوا مكان يعتصمون فيه.
وأرسل الخليفة الفاطمي العاضد لدين الله رسالة استنجاد إلى سلطان الشام نور الدين محمود وأرفق مع الرسالة خصلة من شعر نسائه – نساء الفاطميين – يستنجد به الا يقع نساء رسول الله اسرى فى ايدى الصليبيين، فأرسل نور الدين جيشه بقيادة أسد الدين شيركوه وابن أخيه صلاح الدين يوسف أبن أيوب وقد كان النصر.
تبقى هذه القصة العاطفية في الخيال الشعبي يوم توحد الأمراء وراء هدف معين لحماية نساء بيت النبوة من الأسر وفي ساعة واحدة توحد السنة والشيعة، والمصري والشامي والتركي، والعربي والكردي.
ووحدة الناس في شوارع وميادين مصر أيام ثورة يناير وتلتها تجمعات الحشود في ثورة ٣٠ يونيو بقصد أو بغير قصد يُرجع تلك القصة فى خيالي، فتجمع طوائف الشعب المصري مسلمين ومسيحين، سنةً وشيعة، حضراً وفلاحين وقبائل، أهل الساحل والبحر وأهل الوادي وأهل الصحاري، تجمعوا جميعاً من أجل هدف واحد وهو حماية الهوية المصرية من أن ينتزعها اي فصيل سياسي او تنظيم معين بإسم الدين.
العلم المصري لم يكن قط مجرد قماش ملون نحيه في كل صباح، بل كل جزء ولون منه يحمل معنى وقصة تعبر عن هويتنا المصرية الأصيلة، إن أي محاولة لتغير الهوية أو انتزاعها او تغليب طابع لفريق معين على باقي طوائف الشعب يعد جريمة يتصدى لها الشعب كله من الإسكندرية حتى أسوان.
واليوم فى الذكرى التاسعة لثورة ٣٠ يونيو المجيدة نهنىء جموع الشعب المصري الأصيل الذى استطاع أن يحافظ على هويته بإرادة حرة مستقلة وأن يحافظ على سير بلاده على طريق التنمية و إنشاء دولة مدنية ديموقراطية دون انفراد شخص أو فصيل واحد بالحكم.
حفظ الله مصر وجعلها كما تستحق أمة عظمى بين الأمم ورحم الله شهداء الثورة الأحرار.