محمد محمود يكتب: فعلة التكفير أخطر من النطق بها

0

إن النطق بتكفير الآخرين مجرد (كلمة) لن تغير من الأمر شيئاً.
فلن تمنح واصفها الجنة، ولن تدخل من وصم بها بالنار…
إذ للكون رب بالعدل يحكمه، وهو المطلع على نفوس العباد .. وهو خير الشاهدين.

ويربطون التكفير بالدين .. مدعياً ومدعى عليه .. جهلاً وعدواناً.

وقد جائت كلمة الكفر فى الدين انما لتخاطب بالاساس الشخص ذاته .. حتى لا يشرك بالله ويعلم طريق التوحيد، ويدرأ عن نفسه العذاب ولا يتخذ مسلك الكفر فيضل ويفسد، وليس ليشير باصابع التكفير الي ذوات الاخرين
وتجدر الاشارة الى التفرقه بين الكفر والتكفير، فالكفر وزنه فعل: هو اعلان الشخص نفسه عدم اقتناعه وايمانه بالله او بالدين او الرسول، اما التكفير وزنه تفعيل: هو الحكم بتجريم واخراج الشخص المؤمن من غير ارادته
وعليه وانه وان اشار ونطق وتكلم وافتى فلن يؤثر فى الامر شئياً.. فكلمته فى حقيقتها بلا فاعليه.

ضعف الواصف والموصوف
ويربطون الارهاب بالدين .. ونقول هنا ليتهم يفصلون الدين عن الارهاب كما فصلوه عن السياسة!

ويستدركنا الفهم الى التكفير المؤثر الفعال .. ذلك التكفير الحقيقي الذي يكون بــ(الفعل) وليس الكلمة
الفعل الذي يضيق الحياة وينغصها على من يحياها، ويسبب الجبر والقهر والاذلال، وينتقص من حرية الاخرين ان لم يكن يعدمها.
الفعل الذى يبدد العدل، وينتشر معه الفقر والجوع والمرض والفساد هذا هو التكفير.
وهو الاخطر لانه يملأ النفوس بالمشاحنات والانتقامات ويجعلها تكفر بكل مبدأ وكل قيمة.
ذلك هوالفعل التكفيري الصانع وبحق للارهاب.
الفعل الذى يستخرج سيئات الناس ويكفر آبائهم وميتيهم ومن خلفوهم.
يجعل الشخص يكفر بكل شئ .. مبادئه واخلاقه، ثقته، طموحه ومستقبله، وطنه وارضه، دينه وربه، عقله وفطرته الانسانية.
كلمة التكفير والاشارة بها لا تصنع شئ من الارهاب ايها السادة، بينما يصنع الارهاب تلك الافعال التكفيرية التى هى المتحكم الاول وصانع كل شئ، فاحسنوا المعاملة يضمر الفكر بالتكفير، اجعلوا الرحمة والاحسان اسلوبكم تجهدوا العنف فى معقله.

اترك تعليق