الفيس بوك ليس مجتمع افتراضى مزيف … بل هو واقع أصبح جزء حقيقي من حياة الكثير.
الفيس بوك أصبح وسيلة لصناعة مجتمع آخر غير ذلك المرفوض من صاحبه … بحثاً عما يحب أو هروباً مما يكره،
وليس بالضرورة كل من في ذلك المجتمع أن يبحث عن الاستتار وراء الشاشة ليظهر ما ليس فيه كما يزعمون.. فقد يبحث على ما يرغب أن يكون فيه، والأمر لا يتعلق باستحسان الصورة فقط، فقد يبحث البعض عن دنياهم القذرة مثلما يبحث الآخرون على دنياهم النظيفة الفاضله.
وهذا بالطبع لا ينفى الطبيعة البشرية للإنسان المتمثلة فى الصراع الداخلى لدى الإنسان فالخير ينتصر تارة والشر تارة، حتى يحسم الشخص أمره أو يبعث على ما كان عليه.
وكل ما فى الأمر أنك لا ترى من الشخص فى دنيا الفيس إلا ما يحب نشره وقتما يريد وهذا يحجب أكثر من 50% من حقيقته.. وهذا أمر طبيعي.
أما إذا لم يتثنى لك إدراك هذه القاعده .. وخُدعت فى شخص شاهدت منه شخصية أخرى فى الحقيقة غير تلك الظاهر بها على الفيس، فالأمر عندك أنت فى عدم مراعاة تلك القاعدة وكونك لم تشاهد إلا الجزء المتاح فقط ولم تسعى لتبحث عن كل الشخصية.
أما إذا سعيت وبحثت وخُدعت فيعود الأمر إلى حقيقة أصله بعيداً عن عالم الفيس بوك.. إنه من الوراد والطبيعي أن يُخدع الشخص فى الآخرين، ولو بحث عن حقيقتهم وتفهم شخصيتهم وعاشرهم على الطبيعة لسنين.. فالأمر لا يتعلق أبداً بدنيا الفيس بوك فقط.
وعلى كلٍ … فالاقتراب من الأشخاص والفضول فى معرفة كل جوانب شخصيتهم، هو سبب المثول لتجارب الخداع المريرة، سواء كان فى الطبيعة أو على الفيس، وهذا ما يستوجب تعيين مسافة “بحاجز الاحترام والخصوصية”، تكمن فى معرفة ما يريد الإنسان إعلانه عن نفسه، ومعاملته على هذا الأساس واحترام ما يضمره ويخفيه فى نفسه، فهذا ما يتعلق به سواء بينه وبين نفسه أو بينه وبين ربه.
وتلك هى العلاقة الفردية المحضة، التى لا يجوز تخطيها أو تجاوزها، فأعجبنى تشبيه البشر بالسيارات التى إن تغافلت عن مراعاة المسافة القانونية.. أدى ذلك للصدام والألم.