لايزال الفرد منا يتذكر ايام طفولته ويحنو اليها ويتمنى ان يعود ويرجع به الزمان الى ذكريات الطفولة والايام الخوالى.
كنا ونحن صغار فى المنزل الصغير فى الريف المصرى، نحبو ونجرى ونلهو مع بعضنا البعض، كنا نظل طوال اليوم خارج المنزل ونلعب مع زملائى من ابناء قريتى ،لا اعود الى البيت سوى عند النوم.
وعندما كبرنا برهة واصبحنا ع اعتاب دخول المدارس فى السادسة الصف الاول الابتدائى.
اظل اتذكر ذكريات اول يوم دراسى ذلك اليوم والعالم الغريب عنى والتلاميذ الجدد والمعلمين الذين اشاهدهم اول مرة وطابور طويل وانا فى اخره … واحد العاملين بالمدرسة ينادى على اسماء التلاميذ واحد تلو الاخر، وعندما سمعت اسمى ذهبت الى الطابور الاخر … كل واحد يقف فى نظام ودخلنا الفصل فى نظام كل واحد جلس فى مقعده بنظام … لم يكن هناك الجرى والتصارع على التخت وكل واحد عايز يقعد فى التختة الاولى .. لا .. لم يكن موجود ذلك نهائى … جلست فى احد المقاعد الاخيرة .. كان هدفنا العلم والتحصيل .. اتذكر معلمتى الاولى اول من درست لى فى مدرسة الـ600 الابتدائية (الاستاذة هدى سلطان) المعلمة الفاضلة .. التى كان هدفها العلم والتحصيل .. علمتنا الجد والاجتهاد والتحصيل .. نعم المعلمة حقا .. اللهم جازها خير الجزاء.
اتذكر عندما مرت بنا الايام واصبحنا فى الصف الخامس حيث كان هو حلقة الاساس للشهادة الابتدائية .. وحصلت على ترتيب ومن المتفوقين على مدرستى وعلى مستوى الادارة.
اتذكر عندما كبرنا وصرنا شبابا يافعين فى الاعدادية كيف كنا نحترم معلمينا ونوقرهم وعندما نرى معلم ياتى من طريق نذهب من الطريق الاخر .. هكذا كنا نحترم معلمينا ونوقرهم ونخشى معلمينا … قديما لم يكن المعلم يجبر التلميذ على اخذ الدروس الخصوصية جبرا اوعنوة .. لا .. كان هناك مهنية واهتمام وتحصيل علم ومعرفة.
وكبرنا وصرنا شبابا فى سن الزواج وعندما تدخل على مشروع الزواج ومصروفاته وهمومه واعبائه التى لا تنضب نهائيا … والان وفى ظل الارتفاع الجنونى للاسعار كيف لشاب فى عمر الـ 30 الثلاثين عاما ان يحضر شقة ومهر وعفش فى ظل الارتفاع الباهظ فى تكاليف الزواج.
الحياة تغيرت وتغيرنا معها نحن الاخرون .. لا الدولة ترحم الشباب ولا اب العروس يرحم الشاب المقبل على الزواج .. والا المجتمع يرحم هذا الشاب المسكين!
ماذا يفعل ذلك الشاب حتى يستطيع تلبية احتياجات الزواج؟!
من هنا خطر فى ذهنى وذهن زملائى .. ليتنا نعود الى الماضى .. (الحنين الى الماضى) .. افضل شئ للهروب من هذا الواقع المريض.