قال محمد توفيق منسق عام مكافحة الفساد بالاسكندريه
متي يتم الشفاء من مرض البيروقراطية المصرية العتيقة التي كانت ومازالت أهم أسباب فشل الجهاز الإداري للدولة برغم كل محاولات القيادة السياسيه في التحديث والتدريب وتصعيد الكفاءات البشرية النادرة والتي قد تتعرض للأنقراض في ذلك الجهاز الإداري و الهيكل التنظيمي المترهل بفعل فاعل والقائم على الشلاليه والمحسوبية والواسطه ” والكوتة والكوسة ”
فليس من المعقول او المقبول أن نترك لصغار الموظفين التحكم في مصير أستثمارات بملايين الجنيهات لمجرد تأشيرة او قبول طلب او الحصول علي التراخيص بجميع أنواعها وأشكالها المختلفة والأشكالية الكبري تكمن في كشف المرتب الزهيد والمتدني جدا مع متطلبات الحياة اليوميه لأي رب أسرة مصريه في ظل موجه الأعباء المالية اليوميه والغلاء المتكرر في كل شئ .
ومن المعروف لدي كافة الأجهزة التنفيذيه بأن لا يوجد موظف مهما كان منصبه أو مهندس مهما كان موقعه يحلم بأن يكون رئيس حي او رئيس مجلس مدينه او تصعيدة الي درجه وظيفيه أعلي دون تدخل من بعض محترفي التسلق علي سلم الدرجات الوظيفه.
ولذلك فإن كلا منهم يعلم مسبقا بأن له فترة وظيفيه مميزه وغير مستقرة وسريعه ولذلك يتوسع بها بأنيابة ويلتهم بكل ما أوتي من قوة في طالبي الخدمه العامه من المواطنين
وقد ظهر ذلك العوار حديثا الصورة مستفزة بالجهاز الإدارى للدولة مع النشاط المحمود للرقابة الأدارية درع الوطن وسيفة .
وما حققته من ضربات موجهه وموجعه لمافيا الفساد الأداري بجميع القطاعات الحكومية والوظائف الرسمية من أول السلم الوظيفي الي أعلاه فقد تم القبض علي موظفين وأمناء عهدة عمال بريد ورؤساء أحياء ونواب محافظين ومحافظين حتي طال الفساد اصحاب المقام الرفيع من منصاتهم العاليه والقضاة والمستشارين والوزراء داخل مكاتبهم المكيفه المحصنه. وللأسف الشديد أصبحت رتبه اللواءت عرضه للفكاهات بعد تعدد حالات الرشوة ومظاهر الفساد الإداري داخل جميع الأحياء بمصر المحروسة وقد أساء قلة فاسدة أخلاقيا ووطنيا الي تاريخها العسكري بضعفهم أمام حفنه من الجنيهات كثرت او قلت ولكن تداعياتها ستتوارثها الأجيال ووصمه عار وخيانه للوطن في ظل الحرب علي الإرهاب وما تعانيه الدوله المصريه من تحديات هائلة داخليا وخارجيا .
ولعل فاجعه واقعه القبض علي رئيس حي غرب الاسكندريه بتهمه الرشوة اللواء نبيل منصور وهو لم يمر سوي أقل من شهرين على تعينه يجب أن نتوقف عندها كثيرا ونتسائل عن المعايير التي علي أساسها يتم اختيار مثل تلك القيادات التي تؤثر سلبيآ على مسيره التنميه للوطن .
ومؤخرا نوجه لهؤلاء الفاسدين داخل الجهاز الإدارى للدولة رسالة غاية في الأهمية
” أعلم أيها الفاسد أنك بفسادك تتحول إلي طلقه ببندقيه أرهابي تصيب بها جسد الوطن الغالي “