كتبت – ندا وائل
دعم مجلس الأمن الدولي بالإجماع مساعي أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة لاستئناف المفاوضات التي تهدف لإنهاء الصراع في الصحراء الغربية وتمديد مهمة المنظمة الدولية لحفظ السلام لمدة عام آخر.
واتخذ القرار بعد أن أكدت بعثة الأمم المتحدة سحب جبهة البوليساريو التي تسعى لاستقلال الصحراء الغربية قواتها من منطقة الكركرات في المنطقة المتنازع عليها حيث شهدت المنطقة أزمة منذ العام الماضي مع اقتراب القوات المغربية. وسحبت الرباط قواتها في وقت سابق من العام الجاري.
ودعا جوتيريش في وقت سابق من الشهر الجاري المغرب وجبهة البوليساريو إلى بدء مفاوضات جديدة يمكن أن تتضمن مقترحات من الجانبين.
وقال متحدث باسم الأمم المتحدة في بيان يشير إلى انسحاب القوات المغربية ويؤكد انسحاب البوليساريو إن هذا الانسحاب وانسحاب عناصر مغربية من قبل “يحسن فرص تهيئة الأجواء التي ستسهل التنفيذ المبكر لدعوة السيد جوتيريش لإعادة إطلاق عملية التفاوض”.
ومنذ عام 1975 بعد انتهاء الاستعمار الإسباني يجري التنازع على الصحراء الغربية وهي منطقة صحراوية مطلة على المحيط الأطلسي. ويطالب المغرب بالسيادة على المنطقة إلا أن جبهة البوليساريو خاضت حرب عصابات من أجل الاستقلال إلى أن تم الاتفاق على وقف لإطلاق النار بدعم من الأمم المتحدة.
وفشلت محادثات الأمم المتحدة في التوصل لاتفاق بشأن كيفية تقرير المصير. ويريد المغرب خطة تمنح المنطقة حكما ذاتيا تحت سيادة المملكة المغربية في حين تريد جبهة البوليساريو إجراء استفتاء على استقلال المنطقة.
ومدد قرار الأمم المتحدة يوم الجمعة مهمة قوات حفظ السلام التابعة للمنظمة الدولية حتى 30 أبريل نيسان 2018 ودعا الطرفين إلى إبداء إرادة سياسية واستئناف المفاوضات بإجراء جولة خامسة من المحادثات.
ودعم “ديناميكية وروح جديدة” للتوصل إلى حل سياسي مقبول من الجانبين.
وانهارت المحاولات السابقة للتوسط في اتفاقات بسبب شروط الاستفتاء بما في ذلك من يحق له الإدلاء بصوته وما إذا كان يجب أن يتضمن الاستفتاء أسئلة عن الاستقلال أو الحكم الذاتي.
ومجلس الأمن منقسم أيضا. تدعم فرنسا مستعمرتها السابقة المغرب في حين تبدي الولايات المتحدة حرصا أكبر وتدعم فنزويلا وأنجولا الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية التي أعلنتها جبهة البوليساريو.
وعاد المغرب في وقت سابق من العام الحالي أيضا إلى الاتحاد الأفريقي كوسيلة لحشد الدعم الدبلوماسي لخطته لمنح المنطقة المتنازع عليها حكما ذاتيا.
وأشار قرار مجلس الأمن يوم الجمعة إلى الحاجة لمزيد من الدعم للاجئي الصحراء الذين فروا من الصراع ويعيشون منذ ذلك الوقت في مخيمات بجنوب الجزائر.
ومنذ وقف إطلاق النار عام 1991 انقسمت المنطقة فعليا إلى جزئين أحدهما تحت سيطرة المغرب والآخر تحت سيطرة قوات البوليساريو بينهما منطقة فاصلة.
وتصاعدت التوترات العام الماضي عندما تدخلت قوات حفظ السلام في أزمة بعد أن تجاوزت القوات المغربية المنطقة الفاصلة إلى الكركرات قرب حدود موريتانيا وردت قوات البوليساريو بإرسال قوات إلى المنطقة.