تبنى الامم المحترمة والمتقدمة بثلاثة اشياء اولها العلم وثانيها العمل وثالثها العدل فاذا تحققت هذه الاشياء وطبقت على الوجه الاصح والاكمل فترى امة عظيمة قد رفعت راسها الى عنان السماء.
للعلم أهمية كبيرة داخل المجتمعات، ومعناه معرفة الأمور بكافة تفاصيلها الصغيرة والكبيرة حيث أنه يشمل كافة المجالات الحياتية فلا يقتصر العلم على معرفة جانب واحد فقط، ويظل الإنسان يتعلم منذ ولادته وحتى وفاته، فالعلم لا يقتصر على وقت معين أو سن معين بل يظل الإنسان يكتسب العلم طوال حياته.
وبالعلم تبنى المجتمعات القوية المتماسكة المكتفية ذاتياً المعتمدة على نفسها في تعليم أبنائها للحصول على جيلٍ متعلمٍ واعٍ مثقفٍ يستطيع التقدم بالمجتمع اقتصادياً وصناعياً وحضارياً، والعلم جزء من حضارة المجتمع وهي الوسيلة الوحيدة للتغلب على المشاكل التي تواجه المجتمع على الصعيد الاجتماعي والبيئي والطبيعي، وبزيادة عدد المتعلمين في المجتمع تقل الجريمة والمشاكل الناتجة عن قلة التعليم كالتسول وعمالة الأطفال والمراهقات والمشاكل الاجتماعية الأخرى والظواهر السلبية في المجتمع.
والعلم يحمي المجتمع من سيطرة أفكار وأكاذيب مضللة على أبناء المجتمع من فئات تريد الشر لأي مجتمعٍ كان. ويجعله يحقق الريادة في العلوم والصدارة في مراكز القوة والمال والأعمال ويصبح من الدول الأكثر سيطرة على العالم.
وعند تطبيق العلم على ارضية الواقع فلا ترى جاهل قد تبوأ مركزا تنفيذيا ولا مركزا حساسا لمجرد انه بتمتع بواسطة او محسوبية او لمجرد انه من اهل الثقة و الولاء الشخصى و عند عدم تطبيق معايير العلم عند اختيار المناصب العليا فتجد ان انحسرت فى اهل الشللية و المنفعة الشخصية على حساب اهل العلم و المعرفة فتضيع امورا كثيرة و تصبح السلبية هى السمة المتميزة للعصر الذى نعيش فيه.
إن الحياة مزيج من العمل والكد والتعب والكفاح فلا مكان فيها للخاملين والكسالى الذين لا يبذلون من الجهد إلا القليل ثم ينتظرون أن تمنحهم الحياة نعيمها, هذا النعيم لا يوهب إلا للعقلية المنظمة التي تمنح المجتمع تحررا من مخلفات الجهل والفقر والمرض جميعا، وإذا أردنا الوصول إلى ذلك المستوى فلابد أن نبذل جهدا مقصودا من أجل تطوير المعارف والمعلومات من خلال التعليم والقراءة والاطلاع ولذلك فقد أولت الدولة اهتماما كبيرا للتلميذ فقد أعطته كل ما يحتاجه حتى يؤدى واجبه للنهوض بأمته، فما أدى واجبه إلا كل مخلص لوطنه، لهذا يجب علينا أن نتفوق علميا وأن نجتهد في تحصيل العلم لخدمة بلادنا.
يُحقّقُ العملُ العديدَ من الفوائد التي تعودُ بالنّفعِ على الفرد والمُجتمع؛ إذ يُعتبرُ العملُ من إحدى أهمّ أُسسِ بناء المُجتمعات، كما أنّهُ الوسيلة التي تحافظُ على استقرارِ الأفراد، وتُساعدهم على تأسيسِ الحياة الخاصّة بهم بنجاح. والآتيّ مجموعةٌ من الفوائد الخاصّة في العمل، والمُؤثّرة على الفرد والمجتمع:
فوائد العمل على المُجتمع مثلما يُحقّقُ العملُ فوائدَ للأفرادِ، فإنه يعودُ بالفائدةِ أيضاً على المجتمع، ومن أهمّ هذه الفوائد النّمو المُستمرّ في الدّخل: هي عبارةٌ عن الفوائد التي تُؤثّرُ إيجابيّاً على الدّخلِ الشخصيّ للأفرادِ، ممّا يُؤدّي إلى ظهورِ مجموعةٍ من النّتائج المُفيدةِ على المُجتمعِ ككلّ؛ إذ يتمكّنُ كلُ شخصٍ من الحصول على دخلٍ مُناسبٍ له وينعكسُ ذلك على المُجتمع، ويُساهمُ في تطوّرهِ ونهوضهِ بشكلٍ مُستمرّ.
يوجد أشكال مختلفة للعدل فهنالك عدل الدنيا الذي يشمل حياة البشر، وعلاقاتهم ببعضهم البعض، وعلاقاتهم بالطبيعة والحياة وهنالك العديد من القواعد والأنظمة التي تحقق العدل عند الالتزام بها ، والعدل الجماعي الذي يتمثل باحترام الإنسان لأخيه الإنسان وعدم التعدّي على حقوق الآخرين في كافة التعاملات بين البشر.
وتطبيق العدل والعدالة الاجتماعية بين المواطنين فيكون كمن اذا سرق الغنى تركوه و اذا سرق منهم الفقير اقاموا عليه الحد وان كل المواطنين اسوياء امام تطبيق القانون و ان تعدل الدولة بين كافة المواطنين و بتحقيق العدل سوف يشعر الناس بالطمأنينة والاستقرار، وهذا بالتأكيد سيحفزّهم على العمل والإنتاج بالشكل المتقن والسليم وبالتالي سيزدهر المجتمع ويتقدّم، فمن يشعر بأنّ حقوقه محفوظة سيعمل ويجتهد من أجل الوصول لأهدافه وبالطرق الشرعية والقانونية، ومن يشعر بعكس هذا إما أن يتكاسل ويهمل أو يلجأ للطرق غير القانونية لتحقيق ما يطمح إليه، وعندما تكون الحكومة ظالمة بالتأكيد سيسود الحقد والكره في المجتمع بالإضافة إلى القتل والدمار والتعذيب والاضطهاد، وبالتالي سيكون المجتمع ضعيف والدولة أكثر عرضةً للتدخلات الخارجية والخراب، ويجب على الإنسان أن يبدأ بنفسه أولاً حتى يتحقّق العدل في المجتمع كافّة.