مجدي سرحان يكتب : رمضان حول العالم “مدغشقر “

0

رغم التاريخ المجيد والعظيم للمسلمين في مدغشقر، تلك الجزيرة التي تقبع قبالة السواحل الشرقية لقارة إفريقيا، ورغم الكفاح المشرف الذي بذله المسلمون هناك، في مقاومة الاستعمار على مر العصور، إلا إن الواقع الحالي للأقلية الإسلامية، واقع مؤلم ومرير، في ظل معاناة من اضطهاد الحكم الشيوعي البائد، وجهل وفقر وأمية تشيع وتنتشر بين صفوفهم، وفي ظل مواجهات غير متكافئة مع الحملات التنصيرية الشرسة

ليرتفع نداء الاقلية المسلمة في مدغشقر أو ملاجاش، كما يطلق عليها، إلى العالم الإسلامي ومؤسساته، لتقديم يد العون والمساعدة لتلك الأقلية، لمجابهة التحديات والمشكلات التي تواجهها والمعاناة التي تقاسيها.

 

مدغشقر هي المستعمرة الفرنسية السابقة، وخامس أكبر جزر العالم، وقد أطلق عليها اسم ملاجاش غداة استقلالها، وملاجاش اسم لأكبر القبائل بالجزيرة، وكانت البرتغال قد حاولت احتلالها في سنة 913هـ وقاوم المسلمون، وحالوا دون دخولهم الجزيرة، ولكنهم عاودوا الكرة مرة أخرى في السنة التالية، ودمروا معظم مدن الجزيرة، وسيطروا عليها، وتعاقب عليها الاحتلال، فحاولت بريطانيا احتلالها في مستهل القرن التاسع عشر، وضمها إلى جزر موريشيوس، ولكن تغلبت فرنسا في السباق، واحتلت مدغشقر في سنة 1285هـ – 1868م، وظل الاحتلال الفرنسي بها حتى نالت استقلالها في (1380هـ – 1960م)

 

وتقع جزيرة مدغشقر أو ملاجاش في المحيط الهندي في جنوب شرقي قارة أفريقيا، ولا يفصلها عن اليابس الإفريقي سوى أربعمائة كيلو متر، وهي في حوزة المنطقة المدارية، غير إن موقعها الجزري وسط المحيط الهندي عدل من أحوالها المناخية.

دخول الإسلام

 

أن المسلمين في (مدغشقر) برغم أنهم يمثلون 10% من إجمالي عدد السكان البالغ 26 مليونًا، إلا أنهم متماسكون، ولهم عاداتهم الرمضانية؛ إذ تعد وجبة (الكونو) أساسية في الإفطار، وللعلم فإن هذه الأكلة تنتشر في وسط وغرب إفريقيا، كما انهم يعشقوا  الموز المقلي في الزيت، ويعد من أشهى الأطعمة لدينا، كما أن مسلمي مدغشقر الذين ينتمي معظمُهم إلى الجذور العربية وتحديدًا اليمن يحرصون على تناول الوجبات العربية الشهيرة؛ لأن هذا يجعلهم ذوي هوية عربية متميزة عن غيرها، ونطالب الدول الإسلامية بمساعدتنا في نشر الوعي الديني ومضاعفة عدد المنح الدراسية في الجامعات العربية والإسلامية.

اترك تعليق