مجدي سرحان يكتب : رمضان حول العالم “مالي”

0

فورة روحية تنتاب شعوب الدول الافريقية خلال شهر رمضان من كلّ سنة.. تتغيّر الألوان، وتستحضر العادات استعدادا للتفرّغ للعبادات والتقرّب من الخالق ..

التحضيرات انطلقت في جلّ المطابخ، والوصفات تختلف من بلد لآخر، وفي أحيان كثيرة من مطبخ لآخر، غير أنّ جميعها يلتقي في ذلك الطابع المميّز الذي يمنح المدن والقرى أجواء مميزة لا يقدر سوى الشهر الفضيل على إضفائها على النفوس.. وعلى الوجبات أيضا، بحسب جولة افريقية قام بها مراسلو الأناضول لرصد عادات مختلف الشعوب الافريقية، أياما قليلة قبل حلول الضيف المبجّل.

90 % من سكان مالي يدينون بالإسلام، وشهر رمضان يعني الكثير في مختلف مدنه وقراه، خصوصا من الناحية الدينية.. فعلى غرار جميع الدول الاسلامية، يرتبط هذا الشهر الكريم بالجانب الروحي أكثر من أي شيء آخر.. الرجال تكفّلوا، منذ بضعة أيام، بمهمّة إعداد المساجد لهذا الحدث الجلل، من ذلك تجديد الحصر والسجّاد، وتنظيف المراحيض والساحات. أمّا هيئة إدارة المساجد، فقد كثّفت مؤخّرا من اجتماعاتها، للتباحث بشأن البرنامج التنشيطي للشهر الكريم.
فيما يتعلّق بالأكل ان السكان يقدّمون أطباق العصيدة (طبق بسيط من الحبوب المقشّرة)، والـ “كينكيليبيا” (نوع من العشب المنصوح به للصائمين)، إضافة إلى التمور وأطباق الأرز واللحم ليتناولها المصلّون بعد أداء فرائضهم، وذلك مساهمة منهم في عملية إعداد المساجد لاستقبال رمضان.
أنّ مثل هذه الأعمال الخيرية تساعد العدد الكبير من الفقراء الذين غالبا ما يرتادون المساجد للصلاة والعبادة خلال الشهر الكريم، بل إنّ بيوت الله تتحوّل إلى ملاجئ لأولئك المشرّدين الذين لا مأوى لهم، وأطباق المحسنين تغدو هبة من الله، تقيهم وطأة الصوم ليلا ونهارا.. ولهذا، فإنّ “المحسنين بصدد التزوّد منذ الآن بمختلف المنتجات استعدادا لتقديم الأطباق لرواد المساجد”.

اترك تعليق