كتب – عبد العزيز الشناوي
قال الرئيس الفرنسي المنتخب إيمانويل ماكرون، بعد فوزه برئاسة فرنسا، أنه سيدافع عن صلة بلاده بأوروبا وأنها ستكون في طليعة مواجهة الإرهاب داخل بأراضيها وخارجها.
ودعا ماكرون أنصاره إلى بذل الجهود للحصول على غالبية المقاعد في البرلمان الفرنسي بناء على نتائج الانتخابات التشريعية القادمة.
وقال ماكرون مخاطبا مؤيديه قرب متحف الـ”لوفر” وسط باريس: “إننا بحاجة الآن إلى أغلبية قوية حقيقية تقوم بتحقيق التغييرات.. هذا ما أنتظره منكم، وسأكون بحاجة إليكم بعد ستة أسابيع”، في إشارة إلى موعد إجراء الانتخابات البرلمانية في البلاد.
وليس لماكرون، زعيم حركة “إلى الأمام”، حزب سياسي خاص به حاليا. وكان أعلن سابقا أنه لا يعتبر نفسه اشتراكيا، على الرغم من شغله منصب وزاري في حكومة الاشتراكيين. مع ذلك فقد حظي ماكرون بدعم قياديين بارزين في الحزب الاشتراكي أثناء حملته الانتخابية، بمن فيهم الرئيس فرانسوا هولاند.
وأعرب ماكرون عن شكره لجميع من أيدوه قائلا: “أعطيتمونا ثقتكم وهذا شرف كبير ومسؤولية كبيرة.. شكرا لكم من صميم قلبي، على اختياركم لي رغم الصعوبات”.
وتابع “أريد في هذا المساء أن أحيي منافستي السيدة لوبان، أعرف الانقسامات التي دفعت المواطنين للتصويت للأحزاب المتطرفة، أعرف ذلك واستمع إليها، وسأعمل على المساواة وعلى أمنكم ووحدة اﻷمة”.
وأكد ماكرون أنه سيدافع عن فرنسا ورسالتها وصلتها بأوروبا: “هذا المصير المشترك، أتعهد أليكم، بالتأكيد على القيم المشتركة ونسج الصلات بين أوروبا وشعوبها”.
كما توجه الرئيس الفرنسي المنتخب إلى العالم بالتحية، مشيرا إلى أن فرنسا ستكون حريصة على السلام وميزان القوى، وأن بلاده ستكون في الصفوف الأولى لمحاربة الإرهاب دون كلل أوملل” سواء داخل الأراضي الفرنسية أو خارجها. وأكد أن ضمان أمن الفرنسيين “أمر لا هوادة فيه”.
أعلن الرئيس الفرنسي المنتخب، إيمانويل ماكرون، في كلمة ألقاها وسط أنصاره أمام متحف اللوفر، يوم الأحد، “أن من قالوا قبل ذلك إن فوزي مستحيل لا يعرفون فرنسا، مؤكدا أن الإنجاز الذي تحقق غير مسبوق”.
وشدد الرئيس الفرنسي المنتخب على أنه سيعمل على تحقيق آمال الفرنسيين، مضيفا في السياق أن فرنسا لن تخذل العالم في الدفاع عن الحريات.
كما أفاد إيمانويل ماكرون بأنه لن يستسلم للخوف وللمتشائمين وأنه سيعمل جاهدا من أجل التغيير، وسيحارب من أجل الفرنسيين ضد الأكاذيب.
وبين ماكرون أن المهمة التي تنتظره صعبة جدا، وأن المسؤولية كبيرة، مشيرا إلى وجود العديد من التناقضات، لافتا إلى أنه سيعمل على إنهاء الأسباب التي دفعت البعض ليصوت للتطرف.
وتابع أنه سيعمل على تغيير آراء من صوتوا ضده وتحقيق المصالحة في فرنسا من أجل وحدتها.
وخاطب ماكرون أنصاره أمام متحف اللوفر: “لقد انتصرتم اليوم، وفرنسا فازت”، مشيرا إلى أن الثقة التي منحت له تجعله مسؤولا أمام الشعب الفرنسي.
وأضاف قائلا “سنعمل على بناء أوروبا جديدة وتوفير الأمن للجميع .. وهذا ما سنحققه”.
وأكد ماكرون، في إشارة ضمنية لتطرف منافسته الخاسرة مارين لوبان، قائلا لأنصاره: “سأفعل قصارى جهدي في الخمس سنوات المقبلة حتى لا يكون لديكم مبرر للتصويت للتطرف”.
من جهته أعلن حزب “الجمهوريون”، وهو أكبر الأحزاب اليمينية في فرنسا، أنه سيخاصم أنصار ماكرون في الانتخابات البرلمانية.
يذكر أن فوز خصوم ماكرون بالانتخابات التشريعية في الصيف المقبل سيؤدي إلى تشكيل حكومة لا تمثل معسكره.
أصبح مرشح حركة “إلى الأمام” إيمانويل ماكرون رئيسا لفرنسا، بنسبة أصوات بلغت 65.5%، فيما حصلت مرشحة “الجبهة الوطنية” (أقصى اليمين) مارين لوبان على نسبة 34.5%، بحسب النتائج الأولية.
وكشفت نتائج الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة التي شهدتها فرنسا يوم الأحد 7 مايو، أن نسبة الامتناع عن التصويت بلغت 25.3%.
وفي كلمة له قال ماكرون: “مساء اليوم فتحت في تاريخنا صفحة جديدة، وأتمنى أن تكون هي صفحة الأمل والثقة”.
وفي كلمة ألقتها أمام مؤدين لها، قالت لوبان أنها هنأت ماكرون وتمنت له النجاح. وذكرت رئيسة “الجبهة الوطنية” أنها لا تعتبر نتائج الانتخابات فشلا لحزبها الذي أصبح، وفقا لها، “أكبر قوة معارضة في البلاد”.

وأعلن فرانسوا هولاند، الرئيس الفرنسي المنتهية صلاحياته، أنه اتصل بماكرون هاتفيا وهنأه بالفوز برئاسة البلاد، وتمنى له النجاح في عمله. وقال هولاند “فوزه المؤكد يشير إلى قرار معظم مواطنينا التوحد حول قيم جمهوريتنا ودعمهم للاتحاد الأوروبي وانفتاح فرنسا أمام العالم”.
وكتب رئيس المجلس الأوروبي جان كلود يونكر على صفحته في تويتر: أزف التهاني لإيمانويل ماكرون! من دواعي سروري أن الفرنسيين اختاروا لهم مستقبلا أوروبيا.. معا من أجل أوروبا أكثر قوة وعدالة”.
وأشار خبراء إلى ضعف غير مسبوق لمشاركة الفرنسيين في الجولة الثانية من الانتخابات، حيث يتوقع أن تبلغ نسبة عدم مشاركة الناخبين 26%.